ـ شخصية ضعيفة.. عضو في جهاز حنين.. ثم في مكتب العلاقات العامة.. الذي يشرف على المخابرات والامن في عهد البعث.
ـ لم يكن حداد متميزاً لا في عمله الحزبي.. ولا في عمله كوزير.
ـ احد أبزر المؤيدين لصدام حسين.
السيرة والتكوين:
ـ ولد نعيم حميد حداد في محافظة الناصرية العام 1933.. لقب بالحداد.. لكون والده قد عمل بالحدادة.. وهو نفسه كان حداداً منذ نعومة أضفاره.
ـ اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في الناصرية.
ـ ليدخل في دار المعلمين الريفية في ديالى.. الذي يوازي شهادة الثانوية.. ويتخرج منه معلماً.
ـ انظم الى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ منتصف الخمسينات.. وأكثر البعثيين الاوائل في مدينة الناصرية كسبهم فؤاد الركابي.
ـ لم يكن معروفا من قبل السلطة بانه بعثي.. فلم يستجوب او يعتقل في العهد الملكي.. ولم يكن اسمه مع قوائم البعثيين في اضابير مديرية الامن العامة الخاصة بالبعثيين أو غيرهم من السياسيين.. (التي اطلعتُ عليها انا د .هادي حسن عليوي.. خلال التحضير لرسالتي عن نشاط حزب البعث حتى14 تموز 1958).
الحداد.. وثورة 14 تموز 1958:
ـ عقب قيام ثورة تموز العام 1958 .. والعداء الدموي الذي نشأ بين قاسم والبعث.. لوحق حداد وصار مطلوبا للسلطات.. واتجهت نحوه عيون رجال الأمن.. دون أن ندرك إن كان قد تعرض للاعتقال أو التعذيب من عدمه.
حداد.. وانقلاب 8 شباط 1963:
ـ اصبح حداد بعد انقلاب 8 شباط 1963 قائداً للحرس القومي لمحافظة الناصرية.
ـ بعد نجاح عبد السلام عارف بالسيطرة على السلطة في 18 تشرين الثاني / نوفمبر / العام 1963.. وحل الحرس القومي.. لم يعتقل حداد.. كبقية قيادات الحرس في كل المحافظات العراقية.. فهل كان مؤيداً لسلطة عبد السلام محمد عارف.. كالعديد من قيادي وكوادر البعث ؟؟!!
حداد.. وانقلاب تموز / يوليو / 1968 :
ـ لم يشارك حداد في الانقلاب.. وهو كبقية البعثيين في المحافظات.. لم يشاركوا.
ـ شغل منصب أمين سر شعبة الناصرية للحزب بعد تموز 1968.
ـ عضواً مجلس قيادة الثورة العام منذ سبعينيات القرن الماضي.
ـ اصبح الأمين العام للجبهة الوطنية التقدمية.. (التي ضمت الحزبين البعث والشيوعي).. التي تشكلت في تموز / يوليو / العام 1973.
ـ في 11 تشرين الثاني / نوفمبر / العام / 1974 عين وزيرً للشباب.. خلفا لعدنان أيوب صبري العزي.. الذي شغل منصب وزير النقل.
ـ في ذات الوقت شغل منصب رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ـ لنفس الفترة ـ لكونه وزيراً للشباب.
ـ وزير دولة.. للمدة (23كانون الثاني / أبريل / العام 1977).
ـ عضو مجلس قيادة الثورة.. (23كانون الثاني 1977حتى العام 1986).
ـ عند تولي صدام حسين منصب الرئاسة في 16 تموز 1979.. عين حداد نائبا لرئيس الوزراء.. لكنه أقيل في30 حزيران / يونيو / العام / 1982.
ـ فاز بمقعد في انتخابات المجلس الوطني (مجلس النواب).. التي جرت في 20 حزيران / يونيو / العام / 1980.
ـ اختير رئيسا للمجلس الوطني للفترة من 1 تموز / يوليو / 1980 إلى 1983.
ـ انتخب عضوا في القيادة القومية لحزب البعث.. خلال المؤتمر القومي الثالث عشر للحزب.. الذي عقد في دمشق.. للفترة 27/7 ـ 2/8/1980.
ـ أعفي من جميع مناصبه في حزيران / يونيو / العام / 1986.
محاكمة الرفاق المدانين بالتآمر:
ـ في الاول من أب / اغسطس / العام 1979.. وبأمر من رئيس مجلس قيادة الثورة (صدام حسين) شكلت محكمة حزبية لمحاكمة الرفاق المتآمرين.. ترأس حداد المحكمة التي صفت قيادات في حزب البعث.. وحكمت بإعدام 22 شخصا.. بينهم خمسة من أعضاء القيادة القطرية.
ـ في يوم الثامن من آب من نفس العام.. وفي الساعة الثامنة مساءاً عقد جلستها الاولى فاتخذوا من قاعة صغيرة في نهاية مبنى الحاكمية قاعة للمحاكمة.. وضعت فيها عدة طاولات متلاصقة مع بعضها بعضاً.
ـ جلس خلفها رئيس المحكمة المفترضة نعيم حداد عضو القيادتين القطرية والقومية.. والى يمينه حسن العامري وتايه عبد الكريم عضوا القيادة القطرية.. وسعدون شاكر.. وحكمت العزاوي.. وعبدالله فاضل.. وسعدون غيدان.. وهم اعضاء المحكمة.
ـ وفي زاوية مخفية من القاعة وضع كرسي مميز أتخذه برزان التكريتي محطة استراحة.. للجلوس عليه عندما يشعر بالإرهاق من التجوال بين غرف التحقيق.
الحكم:
ـ صبيحة ذلك الثامن من آب العام ١٩٧٩.. كان جو بغداد قائض والرطوبة مرتفعة.. جاءوا بالمذنبين أو المتآمرين على شكل رتل طويل يتقدمهم عبد الخالق السامرائي متحدياً صورة المحكمة.. ويجرجر قدميه بثقل خلفه محمد عايش من وطأة التعذيب الذي لاقاه في الامس من رفاق الأمس.
خمسة وخمسون رفيقاً قيادياً بعرض مسرحي تراجيدي أدوارهم مجهولة وأقوالهم مخنوقة أمام هيئة صورة المحكمة.
ـ وفي سؤالها الاول الى المذنبين.. هل لديكم شيء أضافته عما قلتوه في التحقيق ؟.
ـ أي تحقيق لم يجر معنا.
ـ كانت كل المؤشرات تشير الى تصفيتهم جسدياً على وجه السرعة الممكنة .
ـ هنا همس عبد الخالق السامرائي قائلاً: أمنيتي كانت أن أعدم في اليوم الذي أتهتموني بمؤامرة ناظم كزار العام ١٩٧٣ مع أطلاق ابتسامة خافته.. أن مؤامراتكم سوف لن تنتهي وهذه هي البداية والنهاية لكم.
ـ مرتضى الحديثي.. سفير العراق في اسبانيا استدعي لبغداد ليعتقل كأحد المتآمرين..
ـ حكمت عليه هذه المحكمة بالحبس خمسة عشر عاماً.. لكنه قتل بطريقة مأساوية بعد شهور في الزنزانة.
ـ نطق رئيس المحكمة باسم عبد الخالق السامرائي.. ومن بعده محيي عبد الحسين المشهدي حكماً بالإعدام… فسمعه فاضل العبيدي.. الواقف الى جواره في صف المذنبين يقول: هذه كلمة الشرف التي أعطيتموني اياها.. وسكت.
ـ أثنان وعشرون مذنباً.. أولهم عبد الخالق.. وآخرهم غانم عبد الجليل صدرت بحقهم عقوبة الاعدام.
ملاحظات على التحقيق والمحاكمة:
ـ يؤكد القيادي البعثي تايه عبد الكريم عضو هذه المحكمة في حوار أجراه معه د. حميد عبد الله.. على قناة البغدادية.. في 11 / 3 / 2009.
ـ ان نعيم حداد كان الوحيد الذي يحاسب المتهمين.. ويكذّبهم.. ويعنفهم.. يعينه في هذه المهمة برزان التكريتي.. المعروف بساديته ودمويته وألفاظه الواطئة.. يؤازرهما عرّاب جرائم صدام سعدون شاكر محمود..
ـ يضيف عضو المحكمة تايه عبد الكريم: سألتُ الرفيق نعيم حداد: كيف يتم اصدار القرارات؟.. أشار بأصبعه: تأتينا قصاصات أوراق.. كل واحدة واسمه ومدة الحكم عليه.
ـ ويضيف تايه عبد الكريم: ونحن لا حيلة لنا إلا أن نوافق.
ـ وكما كشف الأستاذ تايه عبد الكريم هذا الأمر في اللقاء الشهير معه.. علما أن البيان الرسمي للمحكمة أكد أنها استمرت سبعة أيام.. منذ مطلع آب / أغسطس / العام / 1979 حتى الثامن منه.. لمحاكمة سبعين شخصاً.. دون شهود أو محام أو أدلة جنائية.. وبواقع ساعة وربع لتحديد مصير كل متهم سعيد !!
ـ يذكر القيادي البعثي السابق إحسان وفيق السامرائي: أن نعيم حداد كان يأمر بإعدام بعض (المتآمرين) قبل بداية التحقيق.
القيادي.. خادم ذليل لصدام:
ـ اختياره لنعيم حداد عضو القيادة القطرية آنذاك بمشهد تلفزيوني أعد بعنايه فائقة.. يظهر ذلك المشهد صدام وهو يخاطب مجموعه من اعضاء القيادة وهو يدخن (البايب).. وعلى يمينه جلس نعيم حداد.. الذي لعب دور الخادم الذليل في تلك اللقطات.. حيث قام بإشعال عود الثقاب (الشخاط) اكثر من اربعة مرات.. وصدام يتعمد اذلاله حيث يترك (البايب)دون ان يدخنه لتنطفئ شعلته.. ليعاود المشهد والكاميرا التلفزيونية مركزه على نقل صورة القيادي البعثي نعيم حداد.. وهو يلعب دور (المورثجي) لسكائر صدام.. ليختم المشهد بتعليق من صدام حيث لا تكفي صدام الصورة المعبرة عن الاذلال.. حيث قال: (اليوم البايب ما عرف اشجرالو عذبنا رفيق نعيم).. ولم يكف صدام هذا بل عمد بعدها.
نعيم حداد.. السقوط:
ـ العام 1983.. اعفي نعيم حداد من منصب نائب رئيس الوزراء.
ـ ثم خسر في انتخابات المجلس الوطني (مجلس النواب) للدورة الثانية منتصف العام 1984 ولم يحظ حتى بمقعد واحد يجعله عضوا عادياً.. وهو الذي اكتسح الأصوات في الدورة السابقة التي ترأس قفيها هذا المجلس.
ـ جاءت الخاتمة المريعة حين خسر لوحده في انتخابات المؤتمر القطري التاسع للحزب مطلع حزيران / يونيو / العام 1986.. حيث جُردً من عضوية القيادتين القومية والقطرية ومجلس قيادة الثورة في آن واحد دون مقدمات!!
تفسيرات السقوط :
ـ فسرت اقالة نعيم حداد من مناصبه الوظيفية والحزبية.. بأكثر من تفسير:
ـ فمن قال ان مشادة وقعت بين طه ياسين رمضان وحداد مطلع العام 1983.. بسبب زج رمضان للجيش الشعبي في عملية إعدام الهاربين.
ـ حيث اعتبر الأخير أن الإعدامات في الشوارع من قبل البعثيين توحي بأنّ أعضاءه ليسوا بأكثر من جلادين يعيدون الصورة القاتمة للحرس القومي العام 1963.. وأن صدام قد وبخ الرجل على طرحه مؤكدا أنّه هو وحده ـ أي صدام – من يأمر بالإعدامات.. وكيفية تنفيذها ليكون المعدومون عبرة.. وليس من أحد سواه.
ـ آخرون أكدوا أنّ صدام قد اكتشف فجأة بأنّ أصول نعيم حداد من التبعية الإيرانية.. فاكتفى بتجريده من جميع مناصبه دون تسفيره.. وهذا الرأي لا يقلّ ضعفاً.. بل وتفاهة عن الرأي الذي سبقه.. فالدولة التي لا تخفى عليها جنسية الطفل الصغير.. لا يمكن لها بحال من الأحوال أن تغيب عنها حقيقة وأصول قيادي كبير.
ـ رأي ثالث: يقال ان أحد كبار مشايخ الجنوب.. ممن له صلة قربى بحداد.. ذكر أن صدام عقب سقوط المحمرة بيد الإيرانيين نهاية العام 1982.. وصف أهل الجنوب بما لا يليق بهم من حيث الصمود والبسالة.. ما دفع بنعيم حداد ومن باب ممارسة النقد والنقد الذاتي إلى الدفاع عنهم ومنع صدام من طمس الحقيقة.
ـ ما دفع صدام للأمر بفض الاجتماع دون مقدمات.. وقد أضمر لحداد السقوط التدريجي حتى لم يبق لدى الرجل شيئا سوى وزر رئاسة المحكمة الخاصة وعذاب الضمير.
نعيم حداد.. والانتفاضة الشعبانية:
ـ يقال ان نعيم حداد كان في سوق الشيوخ ايام الانتفاضة الشعبانية العام 1991.. وعفا عنه المنتفضين.
ـ وما إن انتهت الانتفاضة.. ودخل علي الكيمياوي للمدينة.. وإذ بـ نعيم حداد يذهب له حتى يلاقي اهانة مجدية من الكيمياوي.. (موقع عراق القانون).
ـ كما لا يمكن الاستناد لخبر!! نشره موقع الكتروني.. من دون توثيق.. كما لم ينشره أي مصدر آخر.
نعيم حداد.. بعد 2003
ـ هرب نعيم حداد بعد الاحتلال الامريكي للعراق.. واقام في سورية.
ـ في سنواته الأخيرة يعيش بعوز مدقع في منطقة صناعية بائسة في سورية.. قريبة من الحدود اللبنانية.
ـ وهو يكاد فقد بصره بعد أن ترك العراق بعد احتلاله ٢٠٠٣.
ـ زاره أحد المهتمين بالشأن العراقي وعرض عليه مبلغ للمساعدة.. لكنه رفضها.
ـ أيضا رجل أعمال عراقي عرض عليه مبلغ كبير مقابل الأدلاء بشهادته حول تفاصيل مجزرة قاعة الخلد.. لكنه رفض بتاتاً .
ـ يقول الدكتور حميد عبدالله: ان نعيم حداد اصبح كفيف.. ويرفض التحدث عن الفترة السابقة.. خصوصاً اجتماع قاعة الخلد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر
ـ حسن لطيف كاظم الزبيدي. موسوعة السياسة العراقية : مفاهيم: احداث: احزاب: شخصيات . (بيروت ـ العارف للمطبوعات ـ ط 1 ـ 2013)
ـ نعيم حداد: سعد محمود شبيب. صحيفة المشرق / العدد 4331 / في 6 تشرين الثاني 2021.
ـ تايه عبد الكريم عضو هذه المحكمة في حوار أجراه مع د. حميد عبد الله.. على قناة البغدادية.. في 11 / 3 / 2009.
ـ موقع عراق القانون.