22 نوفمبر، 2024 10:50 م
Search
Close this search box.

نعم معركة تكريت لم تكن نظيفة !

نعم معركة تكريت لم تكن نظيفة !

بقي غوبلز احد اهم اعلام الحرب العالمية الثانية وبقيت ذكراه من اقوى معالمها لما بذله من جهد اعلامي متميز كان يعتمد عليه الفوهور هتلر بشكل اساسي مما يؤكد اهمية الاعلام ودوره المؤثر في الحرب وفي كل الاحوال.

غير ان ماكينة الدواعش الاعلامية لها دور اعمق من أي حرب شهدها التاريخ البشري في ظهورهم على الساحة السياسية، وما زاد من عتوُها اولئك المتصيدون بالمياه العكرة الذين ساهموا بتقويتها وتكريسها واشاعتها لغايات في نفس يعقوب. وسنتطرق لهذا في موضوع قادم انشاء الله.

ومن اسوأ ما عانته معركة تكريت الاستثنائية تلك الافتراءات الصادرة من جهات سياسية معروفة اخذت على عاتقها تغيير الامور وتوظيفها لتحقيق مآربها بشكل مفضوح ومخجل. فقد خرجت علينا بتغريده ما انزل الله بها من سلطان مفادها ان افراد الحشد الشعبي قاموا بحرق وتخريب تكريت واقترفوا ممارسات ارهابية اشنع مما قام به الدواعش رغم ان الكثير منهم لم يستنكر فظاعة افعالهم مردفين ذلك الى عدم نزاهة المجاهدين وبذلك وصموا هذه المعركة التي كلها شرف تاريخي على راس كل عراقي غيور (بانها معركة غير نظيفة وان تحرير تكريت لم يكن نظيفاً).

ونحن لا نريد ان نعلق على هذا الامر المفضوح هنا فهو يبتغي امرين محاولة بث دعاية سيئة حول الحشد الشعبي كي يتم ابعاده من المشاركة في الموصل والانبار وثانياً تحميله تبعات ما قام ويقوم به الدواعش فأذا كان هنالك من يريد العبث بهذا النصر والاساءة لسمعة الحشد الشعبي ببعض الاعمال السيئة فليس من العدالة ان يؤخذ الجميع بجريرة هؤلاء، وقد تناول هذا الموضوع الكثير من الاخوة الكتاب الغيارى، انما لابد من التعليق على تهويل التدخل الامريكي وجعله العامل الاساسي في تحرير المدينة وراح البعض يروج الى ان القوات الامنية العراقية عجزت عن تحريرها وان التدخل الامريكي هو الذي حسم الامر!!!. رغم علمهم بان هذا التدخل لم يأت بعد تحرير اكثر من 95% من اراضي محافظة صلاح الدين.

ولكن بمراجعة بسيطة لما ذكره الخبير العسكري المحايد اللواء عبد الكريم خلف وبصورة علنية على فضائيات يشاهدها كل العالم حيث قال بالحرف، لا اثر لما قام به التحالف من طلعات جوية لتحرير المدينة ولنعلم انهم لم يقوموا الا بثمان وعشرين طلعة بينما ادى طيراننا العسكري اكثر من الف وثلاثمئة طلعة.

ويتوضح للمراقب ما هو الغرض الحقيقي الكامن وراء الاصرار على هذه المشاركة الخجولة خصوصاً وانها جاءت بعد زيارة الجنرال ديمبسي لمرتين الى بغداد في الاسبوع الاول من عمليات ( لبيك يارسول الله ) المظفرة حيث تم تحقيق نصر كبير يمكن وصفه بالسريع ان لم يكن خاطف، خطف عقول الامريكان وذهب بتخرصاتهم التي اصمّوا بها آذآننا بان الحرب على الدواعش بحاجة الى اكثر من ثلاثة سنوات فأرادوا بفعلتهم هذه رد اعتبارهم وحفظ ماء وجوههم امام العالم والتاريخ من جهة ولكي لا تسجل كمنقبة تاريخية يتمتع بها الحشد الشعبي لوحده بلحاظ وجود امريكا العظمى في هذه الساحة وما يسمى ” التحالف الدولي ” الهزيل من جهة اخرى.

هذا الامر وان كان مكشوفاً وسيحسب تاريخياً على الامريكان اكثر مما لو لم يصرُوا على القيام به فهو لم يؤثر على حقيقة ان الذي حرر تكريت هم ابطال الحشد الشعبي وقواتنا المسلحة بشتى صنوفها وقوتها الجوية الباسلة ولن يستطيعوا ان يسرقوا هذا النصر التاريخي وثمرة جهود وتضحيات شهدائنا الابرار تغمدهم الباري بواسع رحمته.

ولكن بتدخلهم المزعوم لوّثوا هذا النصر الناصع الذي كان من المفترض ان يبقى ناصعاً يزهو بمصداقيته الحقيقية الخالصة لله تعالى ومصلحة الوطن، وبهذا اللحاظ نقول فعلاً ( لم تعد معركة تكريت نظيفة )

أحدث المقالات