23 ديسمبر، 2024 3:42 ص

نعم … متى تبدأ الحياة ؟؟؟

نعم … متى تبدأ الحياة ؟؟؟

استوقفتني كثيرا افتتاحية جريدة الكلمة الحرة في عددها ( 1518) بتاريخ 5 /2/2019 والتي كانت بقلم السيد رئيس التحرير الدكتور ماجد أسد والتي كانت تحت عنوان ( متى تبدأ الحياة ؟؟ ) .. وقفت كثيرا وتأمّلتُ كثيرأ في عنوانها الكبير والعميق …. نعم أيها ( الأسد ) متى تبدأ الحياة وكيف تبدأ ؟؟ انه سؤال اخر ، وقد يبدو السؤال عاديا وتقليديا لدى البعض لكنه سؤال كبير بكبر الحياة وعميق كعمق البحار والمحيطات , سؤال يحتاج الى اجوبة كثيرة ويحتاج الى مراجعة النفس وتحكيم العقل والضمير … سؤال يحتاج الى ان نقلّب الدفاتر في الماضي والحاضر . واذا سلّطنا الضوء بأمعان وقرأنا سؤال الدكتور ماجد بعقول وقلوب صافية وضمائر لاشائبة فيها سنجد بأن الحياة المقصودة لاتعني نقيض الموت .. الحياة هنا تعني الحياة الحرة الكريمة التي لاتكمّمُ فيها الافواه وتُصان فيها كرامة الانسان وان يأخذ كل ذي حق حقه من الحياة ( وكل ماينتمي الى الحياة التي هي من المفروض ان لاتغيب او تُؤجل ) .. نعم هنا يكمن السؤال ، وهنا اضيف سؤالا اخر : هل اننا نعيش الحياة كما يجب ان يعيش الانسان الذي كرّمه الله ؟؟ وهل الحياة هي مجرد ان نعدّ الايام ونستعد للرحيل بعد ان نحت الزمن الاغبر ربيع عمرنا ؟؟ كلا والف كلا …. الحياة هنا تعني العيش بكرامة وان نأكل مما نزرع ونحصد وان نعرف حقوقنا وواجباتنا وان نعرف ماذا يعني الوطن وماذا تعني الوطنية وان نعرف الحلال والحرام وان يكون القانون فوق الجميع كالموت لايستثني احدا وان يكون الشخص المناسب في المكان المناسب وفي الوقت المناسب فنحن لا ( تنقصنا الارض او الايدي العاملة او الشمس او المياه او العقول او الموارد ) .. لكن تنقصنا الارادة والادارة الصحيحة والمخلصة لهذا البلد الذي كان محط انظار العالم في فترات من الزمن … تنقصنا صحوة ضمائر وقلوب وعقول … تنقصنا مراجعة صادقة لمنظومة القيم والاخلاق التي اصابها الصدأ والتصدّع نتيجة الظروف المعروفة .. ينقصنا ان نطبّق قول الباري ( والسارق والسارقة فأقطعوا ايديهما ) والسؤال هنا كم يدا قطعنا ؟ وسراق المال العام يصولون ويجولون والكل يتحدّث عن محاربة الفساد ولم نرَ اي فاسد وسارق في قفص العدالة …. اقول تبدأ الحياة عندما نكون جميعا حرّاسا للوطن وكل من موقعه وعنوانه … تبدأ الحياة حينما ننهض بالتعليم والصحة والزراعة والصناعة والقضاء .. تبدأ الحياة حينما نغسل عقولنا وضمائرنا من ادران الشياطين وان يكون شعارنا ( الدين لله والوطن للجميع ) .. تبدأ الحياة حينما نشرّع قانونا يعتبر الفساد وسرقة المال العام جريمتين ( مخلتين بالشرف ) … تبدأ الحياة حينما نجتث ويغادر من غير رجعة جهلة السياسة والطارئون والانتهازيون والمنافقون والمدّاحون وبيّاعو الكلام والذين يرقصون على كل الحبال وماأكثرهم … تبدأ الحياة حينما نحتضن الايتام ونمسح على رؤوسهم ونمسح دموعهم ودموع امهاتهم .. تبدأ الحياة حينما تدور عجلات المصانع التي اكلها الصدأ … تبدأ الحياة حينما نترجم قول الله تعالى ( ولكم في القصاص حياة ياأولي الالباب ) … تبدأ الحياة حينما نستقطب العقول والكفاءات المهاجرة ونضعهم في المكان المناسب .. تبدأ الحياة حينما نستأصل من الجذور سرطان الطائفية البغيضة … وأخيرا أقول وأختصر كل ماتقدم : تبدأ الحياة حينما نجد الدواء لمشكلتنا الأساسية والكبيرة فمشكلتنا ( أزمة ضمير وأخلاق ) ..
نقطة رأس السطر ….