19 ديسمبر، 2024 12:27 ص

نعم… لتكن ثورة الاول من تشرين .. طريقاً للاصلاح

نعم… لتكن ثورة الاول من تشرين .. طريقاً للاصلاح

قالها محمد رسول الاسلام(ص) ورددتها اليوم .. أنتفاضة آكتوبر العظيمة :” والله .. ..لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر ما تركته أو أهلك دونه “..وقد حقق الرسول القسم وأسقط الاعداء ونجحت الدعوة ….واليوم يردده الثوار حتى سقوط الخونة المرتدين عن العهد والقسم والقيم والدين رغم الخسائر الفادحة في الارواح والاموال فنجحوا ..وبات اعداؤهم قريبون من محكمة التاريخ .. انهم فتية آمنوا بربهم ووطنهم وحقوقهم فزادهم الله ايمانا….حتى أنهم رفضوا ان يطيعوا كل حلاف مهين .. هَماز مشاءُ بنميم..مناعُ للخير.. معتدٍ أثيم.. . حين جاوز المعتدون المدى في الظلم وأصبحوا مغولاً على المواطنين اصحاب الحقوق ومطالبهم المشروعة شرعا وقانوناً في بلادهم بلاد العراقيين .. ولتسقط زيزفون المعتدين.. ..

لن تعود المؤامرة الأولى مرة اخرى..ولن يعود منا امير ومنكم اميرحين أعتدوا على وثيقة الحق .واليوم لن تستطيع كتل الخيانة والاعتداء على الحقوق من أصحاب التزوير ان تعود مرة أخرى ..ذاك زمان مضى..ولن تعود محافظة متميزة عن المحافظات الاخرى كما كنا قبل التغييرلتكون ملجئا لكل الخونة والمارقين بقصورهم الفخمة هناك.. ولن تعود الرئاسة والوزارة والنيابة لطبقة محدودة تتصرف في شئون المواطنين وتحجر على حرياتهم دون الطبقات الاخرى..ولن يعود المال العام محصورا بطبقة دون اخرى..ولن تكن الوظيفة لطبقة دون اخرى..بل للشعب كل الشعب يتحكم به القانون ولن تكون السفارات والممثليات في الخارج ومقاعد نواب الشعب ملكا للمزورين وابناء المسئولين من حثالات الزمن الاسود ..من اجل عودة دولة القانون الحضارية لكل العراقيين…لا دولة القانون المزيفة التي ولدتها الدولة العميقة في عهد الخائنين .. الذين ستلعنهم اجيال القادمين ..

لقد ماتت العنصرية والطائفية والمذهبية والمحاصصية فكريا وعقائدياً الى الابد بفضل مناضلي التحرير وهذا هو المهم ، والا لماذا جاء التغيير ؟ وهي اول انتصار لثورة الاحرار في آكتوبر العظيم ..,وليبقى قانون حمورابي هو امل دولة العراقيين في العدل والحرية والاخاء والمساواة بينهم دون تفضيل.. لتنتقل الدولة نحو الاصلاح الاجتماعي الحقيقي الذي وعدت به ثورة الأحراربشهدائها الابرار ..ولتقضي على كل خونة الوطن الذين كتبوا بأيديهم عار الزمن ..ليكتب لنا التاريخ قصة اخرى سجلها المغول الجدد في عراق العراقيين..

الشارع العراقي الناهض اليوم سرعان ما طوق الأزمة والفُرقة التي اتخذت حدودها في شكل حاكم ومحكوم..وغالب ومغلوب.. وسادة وعبيد ..فتغلب الشارع على الخطأ بالوحدة الوطنية وروح المؤاخاة التي غرسها المواطن الحر فحوله الى واقع ثابت لا يتغير..فمكن للجميع ان يجتمعوا على خير رغم عصابات الظلام وبريق السيوف والمسدسات الكاتمة للصوت لقتل العلماء والمفكرين والمرحوم الهاشمي مثالاً..فكانت أستجابة بعض المخلصين بأعتبارها طلقة الرحمة في رؤوس الخائنين .. ان التمسك بقيم الشهادة القديمة لتراث للعراقيين وتمجيدها ليس منقصة ، لكن تقديسها والايغال بالتشبث بها حقيقة راسخة لأ كما في” قدس سره البغيض” الذي ادخلنا في ظلام العميان هو المنقصة. كل الشعوب لها تراث ، حققت به الكثير ..الا هُم حين حولوه الى تقديس اجرد..فكانت النتيجة ان تقدمت تلك الشعوب ونحن تخلفنا ،لماذا ؟ سؤال بحاجة الى جواب يستند على المنطق لا العاطفة والتقليد ..هنا دور المنهج والجامعة في ايقاظ الضمير..والمصير..لجيل أرادوا له ضياح المصير..ولكن اين الجامعة اليوم والمنهج في دولة الفوضويين..؟

والسؤال المطروح هو: هل يمكن للتراث العراقي القديم –ثراث الحضارات والقانون- ان يعالج مشكلات العصر الحديث؟ ومشكلات التطور العصري الدائم؟ وفقَ ايديولوجية واضحة المعالم ؟وهل فيه من القوانين ما يُمكننا من الحل؟ نعم فيه الكثير؟حين توجه القيم توجها علمياً صحيح ليعطينا نتائج ايجابية لحل معضلات المجتمع العراقي المتفاقمة اليوم؟من اجل هذا يجب علينا ان نطرح النظام الفكري العملي الذي ندعيه للمناقشة والحوار وان لا نتهم من يتحاور معه ومعنا بالخروج على الدين ،فالدين ليس عبوديةً بل استقامة ومنهجا وليس كل ما جاء به السلف الصالح وهي تهمة جاهزة لمن يتعدى الخطوط الحمراء للمؤسسة السياسية الثلاثية الباطلة المغلفة بغلاف الدين في عراق المظاليم…وهل بامكاننا تطبيقه للوصول الى الحل.؟ام نبقى ندور في النظريات الميتافيزيقية والماورائية والفقه الميت المتوارث منهم فتلك نهاية الوطن والمصير المحتوم كما نراه اليوم مع أعداء الامة في وطننا المجاهد الظليم… وكما نقرأهُ في ولاية الفقية التخريفية والمهدي المنتظر الوهمية نظريات ما اجمع عليها العلماء،وما قاله القرأن العظيم العقل الرزين..في الأعتقاد والتطبيق.

لكن السؤال الاكثر الحاحاً هو : من منا بأمكانه التقدم بمشروع علمي فكري واضح خارج نطاق الفكر الديني الجامد ليتحاور مع النص ؟ ويعمل على أنشاء موسوعة علمية بعيداً عن الميثولوجيا الدينية ، ويتمكن من ان يبقى ويستمر؟ واذا كان هذا الطوق المضروب علينا من المؤسسة الدينية الخارجية عمدا ،فهل تريد لنا هذه المؤسسة العبودية الدائمة ومنطق التخلف المرفوض؟ ام انها عاجزة عن اعطاء الجواب المقنع بعيدا عن العاطفة والتجهيل؟ لكن الاكثر خطورة انها استطاعت بالتدليس الديني تارة وبالاغراءات المادية لمليشياتها المجرمة – من امثال حزب الشيطان والعصائب- التي اصبحت تملكها اليوم تارة اخرى بالقتل والترهيب ،بعد ان اصبح المال والقوة بيدها تسندها السلطة العميقة،وسلطة الدولة المتراخية من ان تزرع فكرها الطوبائي في عقول المواطنين بالقوة والترهيب،..وتلك اصعب من المشكلة نفسها،. أسئلة كثيرة تطرح لابد من الاجابة عليها. فليجيبوا ان هم قادرون…وليتدخل اصحاب الاقلام النظيفة للمناقشة والحوار معهم،لعلنا نستطيع ان نحتل موضع قدم عند عامة الناس بعد ان سيطروا عليها بالمال الحرام وبسيوف المتخلفين..لكن ثورة الشباب السلمية والفكرية التي أنبثقت في أكتوبر العظيم بدأت تهاجم البيت القديم وان لم تهدمه بعد.

ابتداءً نقول: اذا كان التاريخ ينتقل بالانسان من حالة الاهمال الى حالة التقدم والثبات ، فلمَ ِلم يشملنا التاريخ مثلما شمل امم اخرى كثيرة اقل منا حضارة وتاريخ؟ فأذا كان الجواب بنعم.يبدو اننا لم نفهمه، واذا كان الجواب بلا فعلينا فهمه . ان الاعتزاز بتراث القيم واجب وطني وانساني ،لكن لايجب ان يكون على حساب التقدم الفكري والعلمي والاقتصادي للامة؟ لابل يجب ان يخضع لصيرورة الزمن في التغيير..ان كل مالدينا من تراث بحاجة الى مراجعة جدية لكتابته من جديد .. وان نلغي من قاموسنا ورؤوسنا ما قررته النظرية الدينية الجامدة،( ان كل ماجاء في صحيح البخاري ومسلم وبحار الانوار صحيح).

ان اول ماعلينا اليوم عمله هو ان نعترف بأن الفقه الموروث اصبح ميتأ فلا بد من دفنه والترحم عليه فلا عمامة تحكم ولا تستشار..ولا قدس سره يقدس..فلا مقدس غير الله والقرآن.. ،اما العصمة ، فهي محصورة بالرسالة وليس بشخص الأنبياء والأولين كما قال الحق :،”يا ايها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ،المائدة 67.” فالعصمة في الرسالة وليس في شخصه العظيم …فالدراسة بلا منهج هي كمن ينفخ في قربة مقطوعة. أذن لا بد من اتباع المنهج التاريخي العلمي في الدراسات اللغوية والتاريخية ونستبعد قول عصر قبل الاسلام ..لنفكر دائماً بطريقة منطقية عقلية…و لنتخلص من نظرية الترادف في القرآن اولا، ونجتاز المرحلة الاولى لبناء الفقه الجديد ،القائم على التـأويل الجمعي للعلماء من اصحاب الاختصاصات المتنوعة لا الفقهاء من اصحاب التفاسير الاحادية التي جاؤا بها في القرنين الثالث والرابع الهجريين قبل ان تستكمل اللغة العربية تجريداتها اللغوية والمنطقية.. أنظر نظرية أبن جني في اللغة..

اما المرحلة الثانية التي نعتمدها هي النظرية العلمية .الصرفة التي يجب ان تقودها المؤسسات العلمية والجامعية لنتجاوز عصر النشاط والركود..ليستطيع المجتمع ان يوقف الظلم ويرد السلطة عن هواها ان هي اصرت عليه..وهكذا يكسب المجتمع احترام نفسه والأخر..حين يترفع عن الكذب والتزوير لينتج لديه وعي خلقي وأنساني قائم على العمل والتجويد.
وهكذا يتحول الوطن والشعب الى قلعة علمية تخترع وتبتكر كل جديد في سبيل تطوير امكانيات الامة وتحولها الى تجديد..حين نعمد الى تغيير المناهج الحالية البالية التي ورثناها من اعداء الامة والمصير . فالعلم غير الفقه،والعالم غير الفقيه والأية “7 من آل عمران”الكريمة جاءت بصفة الجمع للعلماء لا بصفة المفرد . وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ” (أنظركلمة عالم وفقيه في لسان العرب). من هنا فأن كل التفاسير الفقهية الاحادية يجب أعادة النظر فيها ولكل الفرق الدينية المبتكرة والباطلة دون أستثناء. .فلا سني ولا شيعي أوأيزيدي ومسيحي وصابئي..,بل كلهم مسلمون والقرآن يقول :” ان الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.،المائدة 69″.فأين الفرق ايها الكافرون ..يا من فرقتم المجتمع لتسودوا..غير آمنين ؟

من هنا علينا ان ننطلق نحو منطق فلسفي جديد ينتج عنه بالضرورة فقه جديد..نعم هكذا تأتي الثورات العظيمة لتمحو التفرقة بين المواطنين ..ولنا في ثورة شباب اكتوبر عزا وفخراً..ايها الظالمون.
اما المرحلة الثالثة :التي يجب ان ننتقل اليها هي الخلاص من عيوب النظام الذي فرض على العراقيين بتقسيم البلاد الى المذهبيات وقوميات وديانات وآقاليم..حتى اصبحت خارطة العراق وكأنها رقعة مزينة بقطع الفسيفساء الصغيرة الواهمة لأمال المواطنين ..وفي غياب سلطان مركزي قوي انعدم فيه الامان والأطمئنان في الطرق والحارات والاماكن العامة حين اصبح المواطن لا يأمن على نفسه وماله رغم المؤسسات الامنية المتعددة التي تمتص اموال الدولة والعامة على غير هدى حتى اصبح الوطن كما لو في دولة الصعاليك الذين استولى بعضهم على قطاعت الدولة دون خوف من سلطة او قانون..مثمثلة بالاغتيالات الفردية والاختطاف القسري والاعتداء على الممتلكات واحتلال الشوارع والاستيلاء على موارد الدولة كما في المناقصات والمنافذ الحدودية ونشر المخدرات وامور اخرى كثيرة دون حسيب اورقيب..ترافقها فوض اعلامية لكل من هب ودب حتى اصبحت الفضائيات والاعلام الوطن خطرا يهدد المواطنين…في هذا المجتمع المتفكك فحلت الكارثة بعد ان ضاق الشعب ذرعا بالحاكمين…فكانت ثورة الشعب لقلع اصحاب نظريات الخطأ في التطبيق.
ان هذا المجتمع المتهرىء المكون من مجتمع الدائرة المغلقة ..الذي اصبح ولا مخرج منه لنظام سياسي فيها يتكرر عاما بعد عام ..حتى أتى عليه من ناحية لم يكن احدا منهم يتوقعها ابدا…وهاهم يقعون اليوم في حيرة التاريخ والزمن الذي لا ينفع فيه ندم النادمين..لحكام قادوا نظاماًعقيم أجرد لا يمكن ان ينبت فيه شيىء يرتجى منه خيرا للوطن والمواطنين.. استلموه من محتل غاصب ركعوا على يديه من اجل التغيير فكانت الكارثة..كارثة الاحتلال وسرقة اموال الدوولة وحل الجيش الوطني العظيم ونشر فلسفة الخيانة والتزوير..ونحن هنا نثبت الحقيقة لا تبريرا للنظام السابق الدكتاتوري الكريه.
اننا نعيش اليوم آزمة فقهية سياسية قاتلة تدعونا ان نتحول الى استنباط فقه جديد معاصر بعيداً عن التفسير الفقهي الجامد للنص الديني التي اوهمونا به الفقهاء . لنتحول الى نظام سياسي منتخب من كفاءات المجتمع بعد ان شخصنا المشكلة ووجدنا ان كل من استلم مهمة في الدولة قد خان الامانة وأخل بالقسم والتشريع وتقف رجال القيادات الثلاث منذ التغيير في المقدمة ..فلا بد من الحل.فهل من فتح جديد يخرجنا من الظلمات الى النور، نعم ثورة الفاتح من اكتوبر وتأييد الشعب لها هي بداية الخروج من ازمة التخلف للأنتقال الى ساحة الحقوق وبناء الدولة والقضاء على المتخلفين كما عملت ثورات الفرنسيين لنأتي بالدساتير المكتوبة المؤيدة من قبل الجماهير لنبني نظام جديدا كما بنت دولة التقدم الاخرين… لنرمي كل المتخلفين..
سنبقى نطالب بالحق وان قل..؟ .

[email protected]