ليس هناك من يمکنه إنکار مدى الواقعية والشفافية المطلوبة في الدعوة التي وجهها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الى القوى السياسية العراقية، مساء الأحد الماضي، إلى عدم إشراك الولايات المتحدة ودول الجوار في مداولاتها حول تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، مؤكدا استعداده لتشكيل تحالف بعيد عن الاعتبارات الطائفية والحزبية. خصوصا عندما غرد على حسابه على (تويتر) قائلا:” على الكتل السياسية قطع الحوار بشأن تشكيل التحالفات مع أمريكا ودول الجوار، فهذا شأننا نحن العراقيين فقط لا غير.”، ومن الواضح جدا إن الصدر لايستثني أحدا من دول الجوار خصوصا عندما يضيف وبصورة صريحة وواضحة لالبس فيها:” أنصح جميع الكتل السياسية بالابتعاد عن التخندقات والتحالفات الطائفية والعرقية المقيتة”، وبطبيعة الحال فإن واحدة من دول الجوار المقصودة بالدرجة الاولى هي إيران، لأنها ومنذ عام 2003، تلعب دورا مشبوها بهذا الصدد إنعکس سلبا على الشعب العراقي وتسبب ويتسبب بالکثير من النتائج والتداعيات السلبية على مختلف أوضاع العراق.
التدخلات المشبوهة لطهران والتي تسببت في نتائج کارثية لامجال لحصر ماقد نجمت عنها من مآسي ومصائب کما کان الحال عندما تدخلت لصالح نوري المالکي الخاسر ومنعت وحالت دون تولي منصب رئيس الوزراء من جانب أياد علاوي الذي کان فائزا في إنتخابات 2010، کما أکد ذلك أيضا(بن رودس) مستشار الرئيس الامريکي السابق لشٶون الامن القومي، في کتابه الاخير والذي أشار فيه أيضا الى الدور الخطير جدا الذي لعبه المالکي وإيران من بعده في تأسيس داعش والتسبب بإستيلائه على مساحات شاسعة من العراق من أجل تحقيق أهداف إيرانية من وراء ذلك.
الصفعة الاخيرة التي تلقاها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في الانتخابات العراقية التي فازت فيها قائمة سائرون التي تجسد رفض الشعب العراقي للنفوذ الايراني والعمل ليس من أجل وضع حد له وانما حتى إنهائه، وإن عرقلة تشکيل الحکومة العراقية لحد الان، صار واضحا ومعلوما هو إن هذا النظام يقف خلفه هذا النظام الذي لايريد أبدا حکومة تحد من دوره ونفوذه وتجعله يحترم سيادة وإستقلال العراق، ولذلك فإنه مستمر في عبثه بالتحالفات وفرطها طالما إنها لاتحقق غاياته المشٶومة وممارسة الضغوط على هذا الطرف أو ذاك من أجل التجاوب والقبول بخياراته، ولاريب من إن حاجة طهران تصبح ملحة أکثر من أي وقت آخر مع تصاعد الضغوط الدولية والاقليمية على دورها وتدخلاتها في بلدان المنطقة والتي تصل الى حد إنهائها جذريا، خصوصا وإنها متزامنة مع تحرکات ونشاطات إحتجاجية قوية رافضة للنظام الايراني برمته ومايدور من حديث من إن هذه الاحتجاجات لن تتوقف إلا بنهاية هذا النظام وإن هناك تجاوب وتعاطف دولي وإقليمي معها.