نعم .. نقولها لك وليس كما قال احدهم (لا )لابيك قبل نحو عشرين عاما , نقولها ونحن نعتقد بانك انت الفتى الهاشمي المجدد , ليس في مسيرة المجلس الاعلى فحسب بل وفي الدماء التي ترسم مستقبل الحياة السياسية في العراق .
نعم ..لتوجهكم نحو المظلومين والمهمشين , المجاهدين الابطال , نعم لدعوتكم الى احياء القانون رقم 91 لاعادة الحق الى اهله بعد ان استُغِل هذا القانون لاغراض حزبية ومحسوبية ومنسوبية .
سيدي الكريم , لم اكن يوما متملقا ولا متزلفا ولا انتهازيا , بل اقول انني من بين كثيرين قارعوا نظام الديكتاتور ولم يستفيدوا شيئا بعد ان تحولت السلطة عقب عام الفين وثلاثة الى مرتع للاحزاب واهل السلطة واقربائهم وانسبائهم والمتزلفين لهم .
انا من بين تلك الكثرة التي حمدت الله وشكرته عام 2003 واكتفت بالدعاء لكم وتمنياتها لكم انتم اهل السلطة , ولم نهرول الى بغداد لتقاسم الغنائم والمناصب ونيل رتب الدمج ووو .
انا لم اكن يوما عضوا او مقربا او قريبا من المجلس الاعلى باستثناء فترة سبعة اعوام عملت فيها مديرا للاخبار في اذاعة معارضة تابعة للمجلس وايضا عملت مراسلا وكاتبا في صحيفة لواء الصدر .
سيد الكريم .. ما زلت اعتقد بان المجلس الاعلى منظمة جماهيرية منفتحة وهو سر وايقونة استمرارها ونجاحها , واعتقادي هذا يتاكد في كل يوم وصار اكثر من حقيقة مع مواقفكم الايجابية وسياساتكم المتجددة والتي بدات تاخذ صدى اقليميا ودوليا .
ان تحرك المجلس الاعلى الاخير نحو المقاومين والمناضلين والمجاهدين في الجنوب وتحديدا في مناطق الاهوار والمناطق التي كنا نسيمها محررة ونصف محررة ,لهو خير دليل على ما أعتقده في هذا المجلس من حيوية ومرونة وانفتاح وبعد جماهيري .
لقد عشت طويلا مع هؤلاء الابطال المضحين وعملت في صفوفهم فلم اعرف غيرهم اناس اخلصوا للدين والمذهب والشعب الوطن , عشت معهم حينما افسد النظام مياه الاهوار باربعمئة برميل وحاوية من المواد السامة التي سكبت في اهوار العمارة الغربية .
عشت معهم لما جففت الاهوار وشربنا مياه الابار المالحة معا ,وحينها شاهدت الطيور وهي تهوي على السراب منتحرة من العطش ..
شاهد كيف انفجرت معدة طفل عمره سنتان بعد ان اضطرت امه لسقيه من مياه الهور السامة .
شاهدت الشهيد سيد حمزة البطاط في منطقة ام الصلابيخ وهو يقاوم فوجا من الفرقة واحد وخمسين , وسجلت بالكاميرا في هور المخيطية الشهيدة ظهريه حسن الشغانبي وهي في انفاسها الاخيرة تستحلف الدكتور ابو ايمن بالعباس ان يعالج المجاهدين الرجال الجرحى قبل معالجتها لانهم رجال يقاتلون في الميدان ,
وقد عرضت هذه اللقطات لوالدكم الفقيد السيد عبد العزيز وقد استشاط غضبا وسال الحاضرين : السنا مقصرين تجاه هذه البطلة ؟؟
حكيت لوالدكم وكان ضيفا في منزلي عن بطولات عائلة سيد هني وبالتحديد عن الفتى الشهيد البطل محمد هني الذي كان يستحي ويستنكف الاختباء في المواضع اثناء قيام مروحيات ومدفعية نظام صدام بقصف مواقعنا في اهوار العمارة .
شاهدت اعتقال بعض سكان قرى ال جويبر اثناء لصقهم صور عمكم شهيد المحراب والتي كنت ازودهم بها واطلب منهم نشرها في المدارس وعلى السيارات الحكومية المارة في تلك المناطق . وشاهدت ..وشاهدت ..
سيدي الكريم , وكما قال والدكم : السنا مقصرين بحق هؤلاء ؟
ان تحرك المجلس الاعلى نحو تفعيل القانون رقم 91 بحاجة الى اليات ضامنة لكي لا يستغل القانون مرة اخرى , وعليه اقترح تشكيل مؤسسة على غرار لجنة المادة 140 وعملها في المحافظات او تاسيس وزارة باسم المجاهدين والمناضلين على غرار وزارة المجاهدين في الجزائر لكي يأخذ كل ذي حق حقه , ولكي يرد جزء من الجميل لأولئك المجاهدين ولسكان الاهوار الذين هم انصار الثورة وحاضنة العمل المقاوم .