يواجه النظام الايراني حاليا مايمکن أن نصفه بمأزق غير عادي بعد إغتيال الرجل الثاني في تنظيم القاعدة الارهابي في طهران ولاسيما بعد أن أعلنت ذلك صحيفة”نيويورك تايمز” الامريکية المعروفة بدقة معلوماتها وشهرتها الواسعة وإعتبارها الاستثنائي بسبب ذلك، ومن هنا فإن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، عندما يبادر ومن خلال إصدار بيان، يوم السبت الماضي، الى الادعاء بأن تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن اغتيال “كنز القاعدة” في طهران عبارة عن “معلومات مختلقة”، ونفى وجود أي عناصر من التنظيم المتطرف على أرض إيران. کما لم يفوت خطيب إتهام”واشنطن وتل أبيب بمحاولة ربط بلاده كل حين وآخر بتنظيمات إرهابية” من خلال الأكاذيب وتسريب معلومات مختلقة إلى وسائل الإعلام”.
الرد الرسمي للنظام الايراني والذي يمکننا أن نصفه ليس بغير المقنع فقط وإنما الهزيل جدا ذلك إنه قد تم توثيق وجود علاقة بين تنظيم القاعدة الارهابي وبين النظام الايراني من خلال معلومات مستقاة من داخل النظام الايراني نفسه بالاضافة الى تصريحات بعض القياديين في الحرس الثوري الإيراني، أكدوا تعاون السلطات الإيرانية مع القاعدة، ولعل أبرز تلك التصريحات التي أثارت جدلا في إيران، تأكيد اللواء سعيد قاسمي، تعاون النظام الإيراني مع التنظيم قبل سنوات وتدريب عناصره. هذا الى جانب شهادات عدة لمنشقين أو معتقلين من القاعدة أيضا لجوء عدد من قيادات التنظيم إلى إيران. ولذلك فإن الرد الرسمي لايٶخذ ويعتد به من قبل الاوساط السياسية والاعلامية الدولية بل يعتبر مجرد إصرار على إخفاء حقيقة سبق وإن عرفها العالم وتيقن منها.
مأزق النظام الايراني وقلقه من تقرير”نيويوورك تايمز” لا يأتي فقط من کشف وفضح العلاقة المشبوهة والخبيثة بين تنظيم القاعدة الارهابي وبينه وإنما لأنه قد تم إختراق جداره الامني وجرى إغتيال الرجل الثاني في القاعدة الذي کانت يخفيه النظام تحت أسم مستعار وفي ظل إحتياطات أمنية غير عادية في طهران ذاتها، وهو مايٶکد بأن المناعة الامنية التي يزعمها هذا النظام لم تعد کذلك بعد هذه العملية التي وضعت النظام في مأزق وجعلته في وضع لايحسد عليه أبدا، لکن مع کل ذلك فإن القلق والخوف الاکبر للنظام الايراني يأتي من ناحية أخرى وهي إن تقرير”نيويوورك تايمز” يمنح مصداقية جديدة ومعتبرة لما قد دأبت وواظبت عليه زعيمة المعارضة الايرانية السيدة مريم رجوي، من التأکيد على إن هذا النظام بٶورة التطرف والارهاب ومرکزه الرئيسي في العالم وإنه له علاقات مع مختلف التنظيمات الارهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة، والانکى من ذلك إن هذا الامر يأتي بعد فوز بايدن وماسيشکله من زخم من حيث التأثير على المواقف التي سيتخذها حيال النظام الايراني.