لامناص من إن الاعلان عن کتاب”الجريمة الکبرى” الخاصة بمجزرة صيف عام 1988، قد جاء ليثقل کاهل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ويضعه مرة أخرى في مواجهة واحدة من أکبر الجرائم التي إرتکبها بحق الشعب الايراني بعد أن کان قد ظن إن هذه الجريمة قد أصبحت من ضمن المنسيات، وأکثر ماقد أصاب هذا النظام بما يشبه الصدمة غير العادية هو إن هذا الکتاب يورد الکثير من التفاصيل عن الکثير من جوانب هذه المجزرة ويحددها بصورة غير مسبوقة.
کتاب”الجريمة الکبرى”، الذي کلف کوکبة من أعضاء منظمة مجاهدي خلق من الذي تکفلوا أمر جمع المعلومات الخاصة به الکثير من العناء غير العادي الى حد المجازفة بحياتهم وأرواحهم کما جرى لعضو المنظمة طيب حياتي حيث کلفه حياته، إذ أن النظام الايراني قد أضفى طابع من السرية والکتمان الشديد على المعلومات الخاصة بمجزرة عام 1988، فإن کل من کان يتقصى عنها فإنه يضع نفسه في دائرة الخطر والتهديد أمام هذا النظام.
التفاصيل الجديدة التي کشف عنها هذا الکتاب حيث يحتوى على الكثير من المعلومات والتفاصيل حول هذه المجزرة، کما يحتوي على تفاصيل أكثر من 5،015 ضحية من بين 30.000 سجين سياسي تم إعدامهم من قبل النظام الايراني عام 1988. کما إنه قام بتوفير تفاصيل حول 35 لجنة للموت، كانت مسؤولة عن إرسال السجناء إلى حبل المشنقة في 110 مدينة مختلفة، التي يشعل أعضاءها الرئيسيين مناصب عليا حاليا في النظام الايراني. كما يكشف الكتاب عن وجود العشرات من المقابر الجماعية، التي تم تحديد العديد منها مؤخرا في 36 مدينة في جميع أنحاء البلاد. هذا مع العلم بأنه قد حاول النظام إدارة المجزرة في سرية تامة، حيث قطعت جميع الاتصالات بين الأسرى والعالم الخارجي، آنذاك، فيما لا يزال هناك حظر على نشر أسماء الذين أعدموا وإبقاء مواقع المقابر الجماعية للضحايا سرا للتستر على الفظائع التي ارتكبت في حق الضحايا، ولمنع أي نوع من التجمعات للأقارب أو المقابر من أن تصبح رموزا للمقاومة ونقاط تجمع لحركات الاحتجاج.
هذه الجريمة المروعة التي سبق وإن إعتبرتها منظمة العفو الدولية بأنها جريمة ضد الانسانية ودعت الى محاکمة المتورطين بها، جاء هذا الکتاب بمثابة وثيقة إدانة رسمية ضد النظام خصوصا وإنه قد تم الاعلان عنه في مٶتمر في البرلمان الاوربي في ستراسبورغ من قبل السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية وهو ماقد لفت إنتباه وسائل الاعلام ووکالات الانباء العالمية وجعلها تسلط الاضواء عليها معتبرة إياها جريمة ضد الانسانية بکل ماللکلمة من معنى ويجب أن يتم محاسبة مرتکبيها ومحاکمتهم حتى ينالوا جزائهم العادل.