22 نوفمبر، 2024 2:38 م
Search
Close this search box.

نعم، بالإمكان أفضل مما كان

نعم، بالإمكان أفضل مما كان

انقشعت الغمامة السوداء التي كانت تلبد سماء العراق لثلاث سنين خلت، بعد ان ألقت بظلالها القاتمة على المشهد العراقي برمته، والوضع العربي بنسب متفاوتة.
مرحلة كتم بها المواطن العراقي أنفاسه، وهو ينظر الى بلده الذي إجتاحته الأعاصير الهوجاء، ليسير مركب الوطن في لجج مجهولة، تتقاذفه أمواج الطائفية، والفساد، والفئوية، ما فت في عضده، وأغرى الظلاميون بإجتياحه في غفلة من الزمن، وتراخي عيون الحراس والنواطير.

مرحلة مزقت الوطن الى أشلاء وحصص، وخلطت الأوراق، وصار سهلا تغليف النوايا بقشور وطنية، ليقول اللسان غير ما بين طياته، وتحت شعار الوطن، وحمايته تحاك أقذر الدسائس كي لا تتضح النوايا وينكشف المستور.

اليوم يعيش البلد مرحلة حساسة، محفوفة بالمخاطر، تضعنا أمام خيارين، أحلاهما مر؛ إما ان نكشف الأوراق على طاولة المحاسبة الوطنية، لنرى من قدم دمه للوطن، ومن باع الوطن، وبين هذا وذاك ينتشر طيف واسع من المواقف والنوايا، لا يفرزها بدقة الا الدم، وهذا يعني ان تسيل الدماء، ويحترق الوطن من جديد، بنيران يغذيها المدافعون عنها بشراسة وحقد.

وخيار آخر، يحتاج الى الجرأة والشجاعة في التفكير به كأساس ﻹنقاذ البلد ، وحل معضلة ليس لبدايتها نهاية، نحتاج هنا الى قرارات جريئة تخمد ألسنة النيران، وتضمد الجراح، وتحقن ما تبقى من دماء شباب الوطن.

بدلا من عبثية القرارات وعشوائيتها، يحتاج العراق الى تخطيط وفق رؤى ناضجة تأخذ في الحسبان الظروف كافة، وتعالجها في بودقة وطنية خالصة، وهنا تبرز الحاجة لمشروع وطني جامع، يحمل بين طياته آفاق بناء الوطن، في ظل كل الإشكالات والمعوقات والإرهاصات الكبيرة التي أفرزتها مرحلة داعش، والنظر للأهداف الكبيرة التي تنتظر المخلصين من أبناء البلد، ليكون التعامل بين الكتل والكيانات من نقاط الإلتقاء ، التي تبدأ بالمواطنة.

تبرز الحاجة الى مشروع تطمئن اليه المكونات جميعها لتتلاقح أفكارها وتنصهر في كيان كبير أسمه العراق، تنظر من خلاله لمعالجة ما سبق، بعين الواقع، وتنطلق الى الأمام في مرحلة جديدة، كون المشروع الوطني الجامع هو الأساس في البناء الجديد، الذي يعمل من أجل دولة وطنية ترعى مواطنيها بكل أطيافهم وألوانهم وإنتماءاتهم، لتقديم الخدمة بعيدا عن النزاعات الطائفية أو القومية.

عصفت تداعيات الأفكار والرؤى لإستشراف المستقبل بالسيد عمار الحكيم، ما دفعه لتأسيس تيار الحكمة الوطني، الكيان الذي وجد الحاجة ملحة فيه للمضي بمنهجه الجديد في التعامل مع طبيعة العلاقات الوطنية والدولية للبلاد، في ظل التطورات والتحولات العميقة التي حصلت في العراق والمنطقة، في الشؤون السياسية والإقتصادية والإجتماعية.

يرى المهتمون بالشأن السياسي، ان تيار الحكمة الوطني، لم يأت من فراغ، انما انبثق وهو يمتلك وزنا نوعيا في المشهد السياسي، ويجد في نفسه القدرة على تحقيق التوازن، مؤكدا على ضرورة التعامل بوضوح، وحسم الجدل بما يتعلق بالهوية الوطنية، وتأكيد الحكيم بالعمل على توحيد الأمة للوصول الى ”أمة واحدة متصالحة مع نفسها، ومتصالحة مع بعضها، ومع قيمها الإنسانية والإسلامية والعربية، حتى ننطلق الى رحاب المستقبل”.

النظر الى المستقبل بتجرد، وواقعية، ووطنية؛ يشير الى إمكانية الوصول الى السياسات، والبرامج التي يستند تنفيذها على هياكل مؤسساتية صحيحة، وذلك يتطلب الشجاعة، والجرأة على القيام بثورة إدارية شاملة، تعصف بكل متخلف، وسيء من القرارات، والقوانين، والسلوكيات الإدارية المقيتة التي تعيق حركة التطور والتقدم الى الأمام.

سننتظر لنرى، هل ان بالإمكان أفضل مما كان؟

أحدث المقالات