في يوم من الأيام سيدخل جسد الانسان مراحل الهدم، ليحصي أيامه الأخيرة بعد أن عاش عمره بصالحه وطالحه.
أمام عينيه تعرض صور من ظلمهم ومن احسن اليهم،في ذلك الوقت يسارع بطلب رؤيتهم مقبلاً أكفهم طالباً الصفح، سائلهم الدعاء والغفران عن ما أمقترفة بحقهم، وحينذاك سيجد نفسه أمام موقفين،الأول موقف الرأفة والرحمة، والثاني الغلظة والقسوة،وسيجد في نفسه رغبة يعلم أنها تحول صغائر الأمور لمصائب كبيرة،لكن لا خيار الا الأنتقام، رغم أننا لسنا مع ثقافة الأنتقام، لكن بعض البشر يحتاج لكسرة عين.
وفقاً للقول ألمأثور “اكرام الميت دفه” نعش الميت غالباً ما تحمله أكف ألمحبين، اما نعش من عاث في الارض فسادا ً، فلا يجد له أكفاً تنزله في مثواه ألأخير، ولن يجد أرضاً تتشرف بأحتضان جسده، ولكل ذلك خلفيات كان قد رسخها ذلك الجسد، فمن عامل الناس بالحسنى وطيب الخلق وجد من يحمل نعشه، ومن عاملهم بسوء ولو بمقدار قيد أنملة، تباعد عنه أقربهم وترك نعشه بلا تكريم.
نعش السلطة لن يجد من يحمله خطوة صوب لحده، نعش السلطة أيها ألسادة: نعش لا تحمله أكف المحبين، ولا تنزله نزله الأخير، لنتانته! ذلك نتاج لمتراكمات سياسية أبرزها: التهميش، والإقصاء، وعدم الاعتراف بشراكة المكونات، وشن حروب الملفات، وهذا يعني ان العراق لم يغادر سياسية الحزب الواحد والقائد الضرورة بعد انصرام عشر سنوات على التغيير.
لم يعد يفصلنا عن الانتخابات النيابية القادمة الا بضعة شهور، وان الندم على ما فات لا يجدي نفعاً، ولنصل الى ما نريد، علينا ان نفعل ما يتوجب فعله: أشراك جميع المكونات ومعاملتهم على انهم الشريك الواقعي في البلاد،التداول السلمي للسلطة،ونشر ثقافة الاستقالة حال الفشل في ادارة الملف الموكل بطالب الخدمة، فبلدنا لا يدار من قبل لون أو طيف واحد ويجب أشراك جميع القوى العراقية، وعلى من يريد أن يدخل بحكومة شراكة وطنية حقيقة،يجب أن يأتي بشروطها واشتراطاتها المذكورة آنفا وحينها ستجد الحكومة من يحمل نعشها بعد انتهاء دورتها الدستورية.