بلغت النسبة المئوية لحالات الشفاء في الولايات المتحدة الامريكية من اصل 120,147 الف اصابة , 0.77% اي اقل من ١٪ , في حين كانت نسبة الوفيات ناهزت 2% تقريباً. النسبة هذه ليست بالثابتة بل هي متغيرة بفاعل استمرارية الجائحة بالولايات الامريكية , لذا يجب مراقبة النسبة النهائية حال تحييد الوباء ووصوله لمستوياته الصفرية , بعد ذلك نذهب لتقييم فاعلية النظام الصحي ومعرفة امكانات امريكا الطبية وحجم الجهد المبذول من قبل كوادرها ونوعية ما قدمته من الخدمات الصحية مقارنة مع الصين والتي بلغت نسبة الشفاء لديها 92% من اصل 81,394 الف اصابة , على ان النسبة تعتبر ثابتة اثر سيطرتهم على معدلات انتشار الوباء وتحييده لمستوى المقاربات الصفرية وحتى اللحظة , واذن ما يلاحظ من تفوق للنظام الصحي في الصين على حساب النظام الصحي الامريكي انه لم يتأتى من رقي بناها التحتية او ما تمتلكه من علاجات او لقاحات ولا من اجهزة تنفس متطورة ولا حتى من مختبرات بحثية وايضا ذلك التفوق لم يكن بسبب ما موجود لديهم من علماء وخبراء في المجال العلوم البايلوجية , فجميعها لا يمكن باي حال من الاحوال ان يرقى لنظيراتها في امريكا مع اننا ندرك حجم الامكانات الصينية وتقدمها بجميع المجالات وليس المجال الطبي فحسب .
– ما هو سر هذا التفوق ؟؟ ,
فك شفرة التفوق الصيني , نسبة لمتتبع مديات انتشار الفايروس منذ لحظة انتشاره وحتى تم حسره مؤخراً , لم تكن بالعملية الصعبة , ومرده يرجع الى اعتبارية ” قيمة الانسان ” لدى حكومة الصين , فهي وان ضحت باقتصادها الا انها ربحت حياة مواطنيها , بينما نجد ادارة ترمب تقترح ترك المسنّين للموت على حساب انقاذ الاقتصاد امريكي ,.
صرح الرئيس ترمب بمقولته الشهيرة ” العلاج أسوء من المرض ” وهي باتت شعارا يرفعه مناصروه المتخوفون من انهيار الاقتصاد جراء اجراءات التباعد الاجتماعي والحجر الصحي العام .
يقول ترمب ” مرة اخرى ستفتح امريكا قريبا للعمل في وقت اقرب بكثير من 3 او 4 اشهر التي اقترحها شخص ما , اذ لا يمكننا السماح للعلاج ان يكون اسوء من المشكلة نفسها ” , بمعنى ان لا قيمة لحياة انسان بانهيار الاقتصاد , فهي بمفهومه لا تساوي رقما وضع على وجه الدولار .
كان باستطاعة ترمب اتباع استراتيجية ذكية ومحسنة للصحة العامة لا بالتضحية بالمسنين ويتركهم للتآكل والفناء ليحل محلهم جيلا آخر وكأنه يخرج بنظرية حديثة مطورة من نظرية الانتخاب الطبيعي لدارون .
يبدو لي ان الرئيس الامريكي تناسى من ان الفايروس سيطيح بـادنى مستو على نحو 50% من المصابين وحال خروج الناس بشكل طبيعي .. هل فكر ترمب انه في حال انتشار الوباء ستعطل المشافي والمصانع وشبكات الانترنيت وطرق المواصلات , وهل يستطيع المواطن الذهاب الى المتنزهات والحانات وهم بشاهدون انفسهم يسقطون كورق الخريف ؟.
أي اقتصاد قوي يعتقده الرئيس الامريكي ان مات ثلث الموظفين بانتشار الفايروس في موقع العمل وعن أي عودة للحياة الطبيعية يعنيها الرئيس والمواطن الامريكي يعيش بحالة من الرعب وهو يرى مئات الجثث تخرج من المستشفيات كل يوم , ثم ما فائدة هبة الالف دولار للميت ؟ .
لا نعلم ربما تكون تقديرات الرئيس الامريكي للجائحة صحيحة وربما سيخرج منتصرا بحربه على كورونا باقتصاد قوي , مع ان صحيفة الاندبندت البريطانية لها رأي آخر بذلك , فهي تذكر : ((الولايات المتحدة تفقد مكانتها بالعالم رغم قوتها العسكرية والاقتصادية والسبب سوء إدارة ترمب لجائحة فايروس كورونا ) , نقول وان كانت تقديرات ترمب صحيحة أو ان نجح الرئيس أم لم بنجح فهناك احبة كثر سيفتقدون من ذويهم سواء كان ذلك عاجلا أم آجلا .