للسياسة مسرح ومخرج وممثلين وجمهور ونصوص مسرحية أما أن تكون تراجيدية أو كوميدية , وبكلي الحالتين يبقى الجمهور الفيصل من حيث تقييمها على وفق متانة النصوص وقوة إخراجها , فالعلاقات الإيرانية الغربية والأمريكية تتمحور ضمن هذه التصورات والرؤى غير الموضوعية والشاذة في العلاقات الدولية , فأن الدول والحكومات الكبيرة والصغيرة التي تحترم نفسها وشعوبها والقوانين والأعراف الدولية تبتعد تماما عن الخداع والمخادعة والتضليل في مجمل إستراتيجيتها وان النخب الحاكمة في الدول المتقدمة تحاول إبراز نفسها في العمل السياسي على أنها تمتلك مؤهلات فائقة وقدرات لا تضاهى وفي حقيقة الأمر ما هي إلا فئات ساقطة خاوية من أية مضامين للعمل الاستراتيجي تبحث عن مصالحها أولا حتى وان تلقت الرشا بمعزل عن المصالح القومية العليا لشعوبها , فالنظام الفاشي الحاكم في طهران عودنا على دفع المليارات من الدولارات الى مصادر القرارات الغربية والشرقية وخاصة روسيا الغجرية وربما بعض الدول الغربية ,
وان معطيات تحليلاتنا تنصب في خلفية الفاشية الدينية وكيفية استلامها للسلطة ضمن إستراتيجية الغرب بشأن التيارات الإسلامية التي لم تجرب حظها بالحكم كونها البديل المصطنع داخل الدوائر المخابراتية الغربية والأمريكية عن التيارات القومية واللبرالية , لقد تبنت خميني حينما كان لاجئا في فرنسا وهيأت له مستلزمات ما يسمى بالثورة ونقلته بطائراتها الخاصة الى طهران للإطاحة بنظام الشاه الذي خضع مرغما الى النظرية الأمريكية بحرق المراحل وأشخاصها , ولم يمضي وقتا طويلا حتى بدأت تلك الجهات لتثبيت أقدامه في السلطة وتم إخراج مسرحية الرهائن للسفارة الأمريكية في طهران لكي تقوي قواعده الجماهيرية بين صفوف الشعب الإيراني المنفتح والرافض للإسلام السياسي جملة وتفصيلا , ثم رفع الدجال الكبير خميني شعار الشيطان الأكبر ضد أمريكا لغرض تضليل الشعب واحتقاره منذ الوهلة الأولى دعما منه لفصول المسرحية الأمريكية الخمينية , دون ان يدري هذا الدجال والشيطان الأخرس بأن المخابرات المركزية الأمريكية سوف تعلن عن علاقتها به بعد خمسة وعشرين السنة المانعة من النشر حسب القانون الفدرالي الأمريكي , وهذا الذي حصل حيث أعلنت المخابرات الأمريكية تفاصيل تجنيد خميني في فترة مقارعته لنظام الشاه ونشرت كل التفاصيل عبر وسائل النشر الأمريكية والدولية بما فيها الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي من خلف الكواليس وهي التي طلبت رسميا من الشاه تسليم السلطة الى خميني ومغادرة البلاد فورا , فأن تصدير الثورة الى العالم العربي كان بإرادة أمريكية بحت ونشوب الحرب العراقية الإيرانية تدخل ضمن هذا المخطط إلا إن الشعب العراقي والعربي أفشلها بالرغم من الأمريكان , كما افشل الشعب التركي المؤامرة الأخيرة على الرئيس اردوغان , ان لهذه السياسات الرعناء والهمجية والإجرامية جعلت من أمريكا إخطبوط منبوذ في العالمين والإسلامي وظهور المنظمات الجهادية المتطرفة وغير المتطرفة وذئابها ووحوشها المنفردة التي دكت البيوت الغربية والأمريكية بالصميم ,
وقد تجلت هذه الحقائق في المشروع النووي الإيراني والمفاوضات السرية مع الولايات المتحدة الأمريكية الذي أجراها خلفه في الدجل خامنئي , فالنتيجة القاتلة للعرب والإسلام أن الاتفاق سمح لإيران احتلال أربعة دول عربية العراق وسوريا ولبنان واليمن , إذن باتت الأمور ألان أكثر وضوحا التي تهدد حياة مليار ونصف من المسلمين . فالرد أصبح مشروعا بكل الإمكانيات والوسائل التي أجازتها الشرعية الدولية أو لم تمنحها الجواز , وان كل الأهداف والمصالح أضحت مشروعة أينما كانت وتكون , قال تعالى ( واعتدوا عليهم بمثل ما اعتدوا عليكم ) انه القصاص العادل , حيث التزمت أمريكا الصمت بقتل مليون ونصف المليون من السنة إبان العنف الطائفي وتبين حسب تصريحات الجنرال كيسي بأن إيران تقف خلف تفجيرات الإمامين وان المخابرات الأمريكية على علم بهذا ان لم تكن قد أسهمت هي مباشرة …؟ وهكذا صمتها عن مجازر خميني داخل ايران وقتله للمعارضين السياسيين دون محاكمات عادلة وخصوصا مجزرة عام 1988 التي راح ضحيتها ثلاثين ألف أي عشرة إضعاف ضحايا الحادي عشر من ايلول إضافة الى الملايين الذين يعدمون يوميا , ومجازر النظام الفاشي في سوريا التي وصلت أعداد الضحايا لأكثر من أربعمائة ألف ضحية وتهجير الملايين في الدول المذكورة , والسؤال المطروح على الطاولة الأمريكية الى أين انتم سائرون …؟ تأكدوا أنكم ذاهبون في الطريق الخطأ …؟ وان مردوده وعواقبه وخيمة على مصالحكم ونفوذكم ورعاياكم في محيط الارض وحتى في عقر داركم , ماذا تظنون انتم فاعلون …؟ هل تنحني شعوب الأرض لإجرام عملائكم واستراتيجياتكم …؟ بالمطلق انتم واهمون …؟