التطور هو النظرية السائدة والصفة الغالبة على تفكير معظم العلماء والمفكرين . هذه النظرية ليست جديدة حيث لمح لها علماء الإغريق والعرب ….ولكن الجديد هو كثرة الأدلة والشواهد التي تثبت صحتها.
فالتطور قانون شامل يسري على عالم الجماد والنبات والحيوان على السواء وهو يقضي بان الكائنات الحية والجماد دائمة التحول و لا تثبت على حال .
نظرية لامارك
بدأ البحث الجدي بالنظرية من قبل العالم الفرنسي لامارك المتوفى سنة 1829 الذي حاول تفسير وجود فروقات في الصفات بين أفراد النوع الواحد ، بمعنى انه حاول تفسير وجود عدة أنواع من الكلاب فهناك كلاب الصيد وكلاب الحراسة ….وهناك عدة أنواع من الحمام ….من أين تنشأ هذه الاختلافات ؟
رأى لامارك ان الحيوانات تكتسب صفات تميزها عن بعضها عن طريق استعمالها لبعض أعضاء جسمها وإهمالها لأعضاء أخرى ، الزرافة مثلا حين قل العشب في بيئتها بدأت تمد رقبتها الى الأشجار من اجل الحصول على الطعام ،بطول الوقت وتكرار المحاولات والحركة أخذت رقبتها بالاستطالة .
النعامة كانت تطير بجناحيها حالها حال الطيور ولكن حين استوطنت بيئة خصبة وأمنه لم تعد لديها حاجة للطيران ففقدت القدرة على ذلك .
بعد ذلك جاء العالم الانكليزي دارون وظل يعمل على هذه النظرية لمدة 20 عاما قبل ان يطرحها من خلال كتابه أصل الأنواع وكان ذلك عام 1865.
التطور في الكائنات الدقيقة
التطور بالكائنات الدقيقة أصبح حقيقة علمية معترف بها من قبل العلماء ورجال الدين….فمن المعروف ان كثرة تناول المضادات الحيوية (الأدوية) لقتل البكتريا دفع هذه البكتريا الى تطوير نفسها حتى تستطيع مقاومة هذه المضادات وهذه احد المشاكل التي تواجه الطب الآن حيث لم تعد المضادات المعروفة قادرة على مكافحة أنواع معينة من البكتريا التي استحدثت وسائل دفاعية تمكنها من المقاومة .
بنفس السياق استطاعت الكثير من الحشرات التكيف ومقاومة المبيدات الحشرية ،طبعا هذا لم يحدث مباشرة بل اخذ وقتا جيل بعد آخر.
ورغم ان معظم الناس يدركون وينظرون الى تطور الكائنات الدقيقة والحشرات كحقائق ملموسة و ثابتة علميا ورغم ان الموضوع ذاته ينطبق على بقية الكائنات لكن الكثير يرفض ويتردد بتعميم ذلك على بقية الكائنات.
نظرية دارون
تتمحور نظرية دارون حول فكرتين رئيستين ، الأولى ان كل الأحياء على هذا الكوكب تربطهم صلة قرابة وكل نوع من هذه الأحياء جاء من كائنات سابقة يمكن ان تكون قد انقرضت ، الثانية هي تغير أنواع الكائنات مع الزمن لإنتاج أنواع جديدة تتلاءم مع البيئة وتواصل الحياة ، وهنا تكمن عظمة دارون بإيضاحه للسيناريو الذي يحدث عن طريقه التطور ووضع مبادئ هذا التطور،والمقصود بالأنواع هي تلك الكائنات التي تستطيع التزاوج فيما بينها لغرض الإنجاب.
ان المشتركات بين النبات والحيوان والتي تشير الى نشوء كلاهما من خلية بسيطة وتطورها الى الجسم المعقد كثيرة ، فمن المعروف ان النبات يتغذى على الجماد بواسطة المادة الخضراء (الكلوروفيل) ولكن لا يقتصر وجود هذه المادة الخضراء على النبات حصرا ،حيث نجد هذه المادة في بعض الحيوانات مثل الإسفنج وبعض أنواع الدود والقشريات حيث يتغذى الحيوان بواسطتها على الجماد.
بالمقابل هناك بعض النباتات لا تحتوي على المادة الخضراء فلا تتغذى على الجماد بل على الحيوانات والنباتات الأخرى مثل الكمأة بل ان هناك بعض النباتات تطبق زهرتها على الحشرات فتقتلها وتمتصها.
بالإضافة الى المشتركات الأخرى كالتزاوج والنمو والتنفس حيث يشترك الحيوان والنبات بأخذ الأوكسجين وطرح ثاني وكسيد الكربون أثناء الليل ولذلك هناك ضرر من إبقاء النباتات داخل غرف النوم لأنه يزاحم النائمين.
فقط بالنهار وإثناء عملية التمثيل الغذائي يحتاج النبات الى ثاني وكسيد الكربون .
عنق الإنسان يحتوي على سبعة فقرات ، كذلك عنق الجمل والزرافة والفأر ، وجميع الحيوانات اللبونة ‘ وهذا برهان على الاشتراك بالأصل ولأنه من المحال إيجاد فقرة من العظم ، صار السبيل الى إطالة العنق عن طريق زيادة النمو بالعضلات وإبقاء عدد الفقرات ثابتا.
نحن البشر نمشي على قدمين منتصبين ، قليل من التأمل لحركاتنا ، ونحن نمشي نستعمل أيدينا وأرجلنا كما لو كنا نمشي على أربع ويتضح هذا عند مقارنة مشينا مع مشي الفرس حين يمد اليد اليمنى مع الساق اليسرى وبالعكس .
ما يثبت وجود المشتركات بين الكائنات الحية هو أطوار حياة الجنين ، فالأطوار التي يمر بها الجنين هي صورة مصغرة لحياة الأنواع التي سبقت ظهور البشر فهو يبدأ خلية واحدة تأخذ بالانقسام والتكاثر مثل ما تفعل الخمائر، ثم يتخذ هذا الجسم هيئة حلقة ثم يتخذ خياشيم كالسمك ثم تظهر الأيدي والأرجل ويكون له ذنب طويل ثم يضمر الذنب ثم ينبت له شعر كالبهائم ثم يزول….كأنه يمثل الأطوار التي مر عليها منذ نشوء الأحياء، ومن فلتات الطبيعة ما يظهر أصلنا ،فكثيرا ما يولد إنسان مكسو بالشعر او يولد برأس صغير كراس الحيوان….
يرى العالم هاكسلي ان التطور حسب نظرية دارون يقوم على ثلاث مبادئ هي الإهمال والاستعمال , التنازع من اجل البقاء ، والانتخاب الطبيعي.
الإهمال والاستعمال
من ملاحظة التباين بين أفراد النوع الواحد حيث ان أفراد النوع الواحد مختلفين ، كلاب صيد وكلاب حراسة…، والذي أدى لهذا التمايز هو الاستعمال والإهمال اللتان أشار إليهما العالم لامارك.
في جسمنا أعضاء أثرية لم نعد بحاجة اليها ، فلم تعد لها فائدة ، من هذه الأعضاء المصران الأعور ، فهذا العضو كبير ومستطيل في الحيوانات التي تتغذى على الأعشاب حيث يفيدها في تحويل المادة الخشبية الى سكر تهضمه أمعاءها ، وقد كانت تؤدي لنا هذه الوظيفة عندما كنا نتغذى على الأعشاب ، وحين تغير طعامنا لم نعد بحاجة لها فضمرت وصغرت . وما زالت آلام الفقرات والبواسير تمثل الثمن الذي ندفعه بعد تركنا المشي على أربع وانتصاب قامتنا.
التنازع من اجل البقاء
من ملاحظة إسراف الطبيعة بالتكاثر ، من المؤكد وجود إسراف كبير بعملية إنتاج الأبناء.
فمحارة واحدة تضع 100 مليون بيضة فلو افترضنا ان البيوض فقست وأنتجت محارا جديدا وان هذه المحارات تكاثرت لثلاث أجيال سنحصل على عدد من المحار يكفي لتغطية كوكب الأرض 8 مرات وسمكة السلمون تضع 200 مليون بيضه وهكذا.مكروب الكوليرا يتضاعف كل عشرين دقيقة فلو مضى عليه يوم واحد وهو يسير بهذا المعدل لبلغ وزنه 7000 طن وبلغ عدده رقم 5 والى يمينه 21 صفرا… السؤال لماذا لم تبقى هذه الأعداد ؟ لماذا يفنى معظمها ؟
الجواب بسبب الصراع على البقاء ، وهذا الصراع يكون على ثلاثة أنواع ، صراع بين أفراد النوع الواحد على الغذاء والتكاثر والتزاوج ، صراع بين الأنواع المختلفة (افتراس) وصراع مع البيئة ،الجفاف الحرارة، الكوارث وغيرها.
تنازع البقاء سبب نتيجته بقاء الأصلح او الأنسب فإذا تنازع فردان في بيئة عاش الأنسب ومات الأخر،لذلك نجد جميع الأحياء في الطبيعة توافق الوسط او البيئة التي تعيش فيه وهي لم تصل الى هذا الحال إلا بعد صراع طويل مات فيه كل حيوان او نبات لم يوافق من حيث شكله او لونه او طعامه تلك البيئة التي يعيش فيها.
حيوان الصحراء يشبه لونه لون الرمال، لا يمكن لحيوان او جارح ان يميزه وهو لم يبلغ هذه الحالة الا بعد تنازع بقاء طويل مات فيه كل من كان في جلده لمعة من بياض او أي لون أخر سيدل عليه كواسر الطيور ويهدي إليه الوحوش.
وقد لا يكون الصراع مباشر, فقد ضرب دارون مثلا عن البرسيم والقطط فكلما كثرت القطط تقل الجرذان التي تأكل البرسيم….بمعنى كلما كثرت القطط زاد البرسيم. فلو انقرضت القطط لأكلت الجرذان جميع الحقول ، فهنا الصراع غير مباشر.
وقد يأخذ الصراع أشكالا متعددة فبقاء بعض النباتات راجعا الى انه أوسع حيله بنشر بذوره كأن يكون للبذرة نسيج يجعل الريح تحملها كما هو حال القطن ، البذور تتسابق لتحملها الريح بعيدا ،بعضها يقع في الصحراء او الماء فيموت وبعضها يتعلق بالأشجار ولن تبقى إلا أعداد قليلة تقع في بيئة مناسبة فتنبت وتعيش .
باختصار يقوم التنازع على التسلسلات التالية…………
– ان نسل الأحياء كثير جدا لا يستوعبه العالم.
– كل فرد يولد في العالم يختلف عن غيره وخلال صراعه على البقاء اما ان يضره هذا الاختلاف فيفنى واما ينفعه فيبقى.
– تتراكم على مدى السنين تلك الميزات والاختلافات الصغيرة التي تميز الأفراد الناجحين ويرثها الابناء وبعد مضي ملايين السنين يصير الفرد مختلف تماما عن أجداده وقد يصير كل واحد نوعا قائما بذاته .
الانتخاب الطبيعي
وهو جوهر ولب نظرية التطور ، هو أشبه بالامتحان تفرضه الطبيعة على الكائنات الحية لاختبار مدى قدرتها على التكيف والتلاؤم مع البيئة ، هو الآلية التي تمنح او تعطي او تضمن البقاء للأصلح ،والأصلح هو الأكثر لياقة وتلاءم وتكيف مع بيئته . الأصلح بمفهوم أخر هو من يمتلك ميزة تفاضلية ، يهلك غيره ويبقى لأنه لائق بالبقاء.
لنفترض لدينا مجموعة من الدببة تعيش في القطب الشمالي ، عشرة بيضاء وعشرة بنية اللون ،الذي سيحدث ان الدببة البنية ستجد صعوبة كبيرة في التكيف والبقاء مع هذه البيئة مقارنة بالبيضاء لأنها ستكون واضحة وظاهرة بين الثلوج فتهرب منها طريدتها ولن تستطيع الصيد وكذلك من السهولة ان تراها الحيوانات المفترسة ويتم اصطيادها ، هنا الانتخاب الطبيعي استبقى الدببة البيضاء وأباد الدببة البنية .
يبدو الاختيار الطبيعي جليا وواضحا بقصة فراشات انكلترا ،ذات اللونين الأبيض والأسود . قبل القرن التاسع عشر كانت الفراشات البيضاء كثيرة العدد بينما الفراشات السوداء قليلة والسبب إنها كانت تقف على أشجار الحور البيضاء فتكون واضحة للطيور عكس البيضاء التي يصعب رؤيتها. بعد انتشار المصانع والدخان الذي صبغ سيقان الأشجار باللون الأسود،الذي حدث ان الفراشات السوداء صارت مخفية عن عيون الطيور فتكاثرت وأصبحت هي السائدة فيما قلت الفراشات البيضاء.
ما تفعله الطبيعة بالانتخاب الطبيعي يعمله الإنسان عند تدجين الحيوانات،كان يستحسن صفة بالدجاج او البقر او النبات فيخصه باللقاح دون غيره فتنتشر الصفة المرغوب فيها في أبنائه ، ثم يأخذ من الأبناء ما يريد ويسمح لها بالتكاثر، وهكذا يكرر العمل حتى يحصل على الصفة التي يريدها وتنشأ من هذا سلالة جديدة.
ان الحيوانات والنباتات المدجنة لم تعد كما كانت قبل التدجين،في الهند لا زال الدجاج البري يعيش بالغابات والحمار الوحشي معروف والتفاح البري هو أصل جميع أصناف التفاح. لقد كانت هذه الكائنات قادرة بالدفاع عن نفسها ولكن بعد تدجينها وفقدانها لكثير من الصفات أصبحت عاجزة عن العيش بدون رعاية الإنسان، فلو أطلقنا دجاجة بالغابة لما استطاعت العيش ، ولو أطلقنا النعاج بالغابة لأكلتها السباع بل لو أهملنا زراعة الحبوب لما وجدت بعد عدة سنين .
قال احد الكتاب ان الطبيعة حمراء بين الناب والمخلب ، بسيفها تنتقي الأقوياء وتفني الضعفاء، في انكلترا أنشئت محمية لبعض الطيور ومنعت عنها جوارح الطير كالصقر …الذي حصل بعد فترة تفشت الأمراض بين الطيور؟ لان هذه المحمية حمت ضعاف الطيور والمرضى من الوقوع فريسة للجوارح…فانتشر الضعف بين الطيور وتفشت الأمراض.
هذه الأمثلة ،والتي تثبت إمكانية إيجاد صفات جديدة في الحيوان والنبات المدجن تدلنا على ان الجسم الحي يقبل التحول والتطور و ما يفعله الإنسان بدواجنه تفعله الطبيعة في نباتاتها وحيواناتها ولكن الطبيعة تعمل بملايين السنين ولذلك استطاعت ان توجد الأنواع المختلفة أما الإنسان فلم يعمل الا خلال مئات السنين.
التنازع الجنسي
بعد ان قدم دارون نظريته بالانتخاب الطبيعي ،واجه مشكلة أساسية تتمثل بطائر الطاووس ، حيث ان ذيل الطاووس كبير ومبرقع مما يجعله عرضه للحيوانات المفترسة ويمنعه من الطيران ،حيث لم يحقق له الذيل أي فائدة تطورية .
لماذا تطور الطاووس بهذا الشكل؟ لم يستطع دارون الإجابة على هذا السؤال إلا بعد 13 عام . حيث قدم نظرية الانتقاء الجنسي لحل هذه الإشكالية .
الفرق بين الانتخاب الطبيعي والانتخاب الجنسي ان الانتخاب الطبيعي يحدث على مستوى النوع بتأثير عوامل خارجية (الظروف الطبيعية ،التنافس مع الآخرين….) أما الانتخاب الجنسي فيحدث ضمن نفس النوع لأسباب تتعلق بالعلاقات الجنسية بين الذكر والأنثى . ومن يتأمل الديك يتبختر أمام أنثاه او الثور يصارع ثورا أخر لأجلها سيرى ان الأنثى بصفتها جزء من الطبيعة هي صاحبة الدور الأكبر بالانتقاء
والاختيار الجنسي ….الإناث تبحث عن إشارات وعلامات ومواصفات تضمن ان الشريك الذكر سيقدم الموارد لها ولأطفالها تبحث عن جينات صحية ،التناسب بالوجه ،العضلات، الجسد المفتول، الثروة والمركز الاجتماعي… كلها علامات لجينات صحية وايجابية تدفع الأنثى للاختيار….مع الوقت يطور الذكر جاهدا أساليبه لإقناع الإناث بالدخول معه بمشروع الممارسة الجنسية.
لنتخيل ان هناك مشروع تجاري ، هنا صاحب رأس المال سيبحث عن شريك ذو خصائص معينه يحسن من خلالها إدارة المشروع
بالمقابل فان الشركاء الذين يبحث عنهم سيحاولون عرض أفضل ما لديهم من ميزات لإقناعه إنهم الشركاء المناسبين للمشروع.
لنفترض ان هناك شرطا ان يكون الشريك عازف بيانو، في الفترة الأولى كل من لا يجيد العزف سيغادر المكان لأنه يعلم استحالة اختياره ، في المرحلة الثانية سنلاحظ منافسة بين الشركاء لإبراز مواهبهم بالعزف…مع الوقت سيحاول جميع الشركاء المرتبطين بالمشروع تعلم العزف على البيانو،ما يحدث بهذا المثل هو شبيه لما يحدث بالعلاقات الجنسية بين الكائنات الحية ،ومن ضمنها الإنسان ،مع اخذ العادات والتقليد بنظر الاعتبار والتي قد تغير قواعد اللعبة ولكن لا تغير الخطوط العامة للجذب والشد والتقرب والابتعاد والقبول والتمنع…بين الذكر والأنثى.
ذكور الفيلة أكبر 5 أضعاف حجم الإناث لأنه على الذكور الصراع فيما بينهم لكسبهن ، هذا يعني ان الذكر الأقوى والأكبر سيكون لديه الحظ الأوفر للتزاوج والإنجاب والبقاء.
بعض أنواع العناكب يقوم الذكر ببناء العش لكي تأتي الأنثى وتضع بيضها وعلى الذكر الاعتناء بالبيض وتنطلق الأنثى لتجد ذكور آخرين لوضع بيضها في أعشاشهم ، في هذا النوع الإناث بحالة صراع للحصول على أعشاش الذكور لذلك نجد حجمهن اكبر لان الانتقاء الجنسي هنا يعمل لصالح الإناث.
الإنسان وتنازع البقاء
مع تغير أساليب العيش والتطور التقني الادواتي ، تغيرت أساليب الصراع بتغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية والمعاشية للناس.
- قبل ان يتعلم الزراعة، كان الإنسان يستعمل ذكاءه وقوته وشجاعته للحصول على الطعام من الغابات ،لم يكن ثمة مجال ان يعيش رجل ضعيف الجسم او القلب او العقل…….
- لم يكن الحصول على امرأة في الزمن القديم أمرا ممكنا لجميع الذكور، إذ كان أقوى العشيرة هو الذي يستأثر بالنساء ، ثم عرف السبي ،فكان شجعان القبيلة وحدهم يحصلون على النساء فكان التناسل مقصورا على شجعان القبيلة وأقوياءها وذوي الحيلة ،ولا تزال هذه الحال جارية بين المتوحشين.
- كان الإنسان البدائي لا يعرف العناية بالمريض فكان المريض يهلك أو يشفى بقوة ما فيه من صحة وحيوية ، فتقل وتختفي الأمراض التي تنتقل بالوراثة ،أما اليوم فالمريض يتلقى العناية الكاملة وبإمكانه ان يتزوج وينجب وينقل أمراضه المزمنة إلى أطفاله فينتشر الضعف..كذلك بإمكان الأبله والمغفل العيش والإنجاب بظل الحياة المدنية ،ولو رجعنا الى الحياة البدائية لما كان بإمكان المرضى والمغفلين والضعفاء العيش والصمود أمام قسوة الطبيعة والحيوانات المفترسة وغيرها. وقد استغلت هذه الناحية بشكل غير إنساني وعنصري من قبل البعض ولكن دارون غير مسئول عن هذا، فهو طرح نظرية علمية خالصة بعيدا عن تأويلها وتفسيرها.
نقد نظرية التطور
حالها حال أي نظرية علمية تعرضت نظرية التطور الى كثير من النقد ولأسباب متعددة مع ان معظم المعطيات العلمية الحديثة تؤيد ما ذهبت اليه النظرية على الأقل بخطوطها العامة.
- الكثير من الناس الذين يتناولون نظرية التطور يطرحون أسئلة حول
نشأة الكون في محاولة لدحض النظرية وهذه مغالطة واضحة لان نظرية التطور غير معنية بهذا المحور ولا تقدم أي ادعاء بهذا الشأن .
- الحلقة المفقودة ، بمعنى عدم وجود متحجرات تدل على الكائنات الوسطية المنقرضة، يستدل بهذا لدحض النظرية ، افتراض ان كل نوع سيكون له متحجرات هو اعتقاد خاطئ لان وجود المتحجرات يعتمد على عوامل طبيعية كثيرة. ووجود المتحجرات ليست الحجر الأساس في إثبات التطور.
- نظرية التطور لا تقول ان الإنسان تطور من القرود إنما تقول ان
الإنسان والقرود لديهم جد مشترك قبل حوالي 15 مليون سنة ولذلك فان الصورة المشهورة التي تبين قرد يتطور ويقف على ساقيه شيئا فشيئا الى ان يتحول الى إنسان ، هي صورة خاطئة وسببت الكثير من المغالطة.
*المقالة محاولة للمساهمة بتوضيح وتبسيط نظرية التطور …..
*المصادر نظرية التطور لسلامة موسى ،موقع علومي ،مقالات الأستاذ محمد زكريا توفيق