تزخر المكتبات وامهات الكتب بنظريات يعلوها الغبار، قد أكل عليها الدهر وشرب، ومازالت تحتل مكان واسع بمناهج الدراسة، منها ما كانت صائبة، ومنها من كانت خاطئة، ومنها من تأرجحت بين التسافل والرقي، مثل نظرية التطور، لكن كانت اكثرها غرابة هي النظرية النسبية ﻷنيشتاين.
لكن المناهج الدراسية، تغافلت عن اهم نظرية طرحت في زماننا، الا وهي”نظرية الاوطان” التي طرحها السيد السيستاني، تلك النظرية التي قلبت الموازين الطبيعية للأمور، نظرية مسددة من الله، انها نظرية الولاء للوطن، تسامت فوق كل شئ، من طائفية وعرقية.
جاءت في زمان كان يراد للعراق، ان يمزق، تلك النظرية التي افشلت مؤامرات اقليمية ودولية كبرى، عندما وقف ذلك الموج الهائل، من الدعم اللامحدود للارهاب عاجزآ، بعد الفتوى التي اطلقها السيد السيستاني” الجهاد الكفائي” .
فكانت كصعق كهربائي لجسد ميت، أعيدت له الحياة لكن بعنفوان اكبر، وخلقت ذراع اخرى تحامي عن الوطن “الحشد المقدس” جند الله باﻷرض، رغم ان العراق شهد العديد من البطولات العسكرية، بفضل سلسلة حروب لم يخض بلدآ على وجه اﻷرض نصف عددها.
اﻷ ان لخطوات الحشد وقع خاص على تراب الوطن، وقصص بطولية ستبقى خالدة لعشرات السنين، فان تقاتل في سبيل الوطن فهذا شرف، ولكن ان تقاتل وتتهم بانك طائفي، سارق، معتدي، ولا تثنيك تلك التهم الباطلة، فاي جهاد اعظم منه!
انهم اتباع “نظرية الاوطان” انها نظرية ﻻتحتاج الى عقول ﻷستيعابها بقدر حاجتها الى نفوس كبيرة تتحملها على عاتقها، هامات تتعالى عن مصالحها الضيقة، ترمي الى الخلود، فكم نحن بحاجة لمثل هكذا نظريات، توصل ولا تقطع، تصهر الجميع في نهر الوحدة.
مثلها مثل مشروع يعد بخطط استباقية، مستقبلية، قد لا يدرك اصحابه ثماره الحقيقة، اﻷ انهم وضعوا العراق نصب اعينهم، وكان همهم، انه مشروع الامل مشروع عراق الغد.