كثر الحديث عن الأحداث المتسارعة في مدينة البصرة خلال الأيام المنصرمة وطُرحت أسئلة كثيرة حولها من جميع الأطراف المعنية بالأمر. لعل من أهمها من الطرف المستفيد من تلك الأحداث كحرق مبنى المحافظة ومقرات الأحزاب الحاكمة والحشد الشعبي والقنصلية الايرانية؟ قبل ذلك نسأل أيضا من نتوقع يقف وراء انتفاضة أبناء مدينة البصرة ؟ وهل هي تختلف عن حركة الجماهير في العاصمة بغداد؟ هنا سأحاول تركيز انتباهي على الأطراف الحاكمة في مدينة البصرة والمتقاسمة للمناصب والصلاحيات والثروات سواء النفطية ام المشاريع الوهمية وسرقة أموال الشعب.
حزب الدعوة ، المجلس الاعلى بزعامة عمار الحكيم ،التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر ، حزب الفضيلة. هذه الاحزاب لها جمهورها وزعماء عشائر ومليشيات مسلحة. بمعنى آخر أن القوة المتنفذة والمتحكمة في الثروات وتوجيهها منقسم حتى في الأجندة والموالات المحلية والاقليمية والدولية. بدليل أن كل الاطراف متهمة بافتعال الاحداث سواء كانت الحكومة واحزابها او ايران ، الولايات المتحدة ـ اسرائيل و السعودية. هل هناك مايبرر للاتهامات ؟ أقول نعم . في العراق عصابات ومافيات حاكمة نسمع هذا كثيرا من خلال وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي أي لاسلطة لمايعرف بمؤسسات الدولة. فمن يملك القوة يستطيع أن يفرض اجندته ورسائله لمن يقف بوجهه. ايران مثلا تستطيع أن تحرك الشارع العراقي ولديها من يضحون بمصلحة الوطن ( العراق ) من اجل الأمن القومي الايراني من منظورين أن ايران هي حامية المذهب الشيعي وهي ولية امر المسلمين ( ولاية الفقيه )ولولاها لما صمد العراق بوجه الارهاب الدولي المنظم مثل داعش . ايران تستطيع أن توجه رسائل تهديد الى الولايات المتحدة وقد فعلتها سابقا مثل عمليات اختطاف الجنود الامريكان أو الهجمات المنسقة من خلال المليشيات الشيعية ومعروف أن ايران لها عملاء مخلصين من العراقيين الشيعة فتحريك تظاهرات توقف عمل شركات النفط هي رسالة بسيطة جدا والأعذار موجودة هو حاجة الناس الى مياه الشرب والكهرباء وبقية الخدمات الغير متوفرة لأبناء مدينة البصرة. على الجانب الاخر الولايات المتحدة يمكن أن تقول أيضا أنها تستطيع التاثير على التواجد الايراني في البصرة وحرق قنصليتها عمل سهل جدا بالاضافة الى بعض مقرات المليشيات العدو لاميركا. ونفس التبرير يقال ضد السعودية . هنا أوضح نقطة لأقول وبكل صراحة ، العراق أرض خصبة لكل فتنة ومحرقة لأسباب عديدة تعود الى طبيعة المجتمع العراقي ، ولغياب القيادة الوطنية ومشروعها المعارض الذي يمكن أن يطيح بالعملية السياسية الفاشلة. الأن توجهت الانظار كلها الى الأحداث المفتعلة ليتم تتطويق القضية المشروعة وتحجيمها وبالتالي عودة اللصوص الى الحكم سواء من خلال مجلس المحافظة او الحكومة الاتحادية وسماسرتها . الشعب من المستضعفين هم ضحايا تلك الاحداث بأجندتها المحلية والاقليمية والدولية. لقد قلتها ومازلت أعيدها أن المرحلة اليوم هي مرحلة المعارضة السلمية التي يفترض أن تطرح مشروعها الوطني وتستوعب الجميع بمن فيهم حركة الاحتجاجات السلمية وضحايا العملية السياسية بعد العام 2003. إن دخول الحشد الشعبي على خط انتفاضة البصرة هو قتل للحق المشروع لأبناء المدينة المنكوبة . ومن هنا أوجه ندائي الى المستقلين من أبناء مدينة البصرة وبقية محافظات الجنوب . انتبهوا الى ردود أفعال ايران التي تعبتر نفسها هي الحاكم والمتحكم بكم ولن تغفر لكم ماجرى لقنصليتها في مدينة البصرة ستحرك مرتزقتها والتابعين لها في الحكومة والبرلمان للانتقام من الجميع ، وعليكم أن تكونوا بمستوى اللعبة القذرة التي تنتهجها ايران والقوى الاقليمية ضد العراق. وحدوا صفوفكم واعيدوا تنظيم حركتكم المشروعة ولاتكونوا صيدا سهلا لأي طرف او انتهازي سيدخل على خط حركة المستضعفين من ابناء الوطن.