22 ديسمبر، 2024 11:33 م

نظرة موضوعية الى الجبهة الوطنية في العراق …

نظرة موضوعية الى الجبهة الوطنية في العراق …

هل كانت خطوة صحيحة !

علينا الانصاف ، أن هنالك مشتركات بين القوميين و الشيوعيين ، و هي أن همّهم كان (الوطن) في سيادته و إستقلاله ، و (المواطن) في إسعاده و رفاهيته ، و كانت قد أنطلقت مرتكزات أفكارهم السياسية لتحقيق هذين الهدفين ، و بصرف النظر عن طريقتهم في التعاطي لمعالجة الامور الاقتصادية و الاجتماعية و النظر الى المتبنيات الفكرية و التواصل مع المجتمعات و البلدان الاخرى و طبيعة التحالفات الدولية و الاقليمية ، فان رغبتهم كانت متوحدة في القضاء على ظاهرة تجهيل المجتمع و تخليصه من الانغماس وراء الترهّات و الاساطير ، خصوصا أن مجتمعاتنا كانت غارقة في حُمّى التخريف و مستنقع الجهالة ، حيث تستغلهم أيادي السوء من رجال الدين المشعوذين ، لتجعل منهم أدواتا رخيصة ، بعد أن تعمل على تغييب وعيهم و تسخيف عقولهم و إمتهان كراماتهم ، تحت ذرائع كثيرة ، و صور و أشكال شتى ، و في واقعنا المعاش أمثلة كثيرة لا حصر لها ، و لهذا قد تعرّض الاثنان الى حملة شرسة للنيل منهما ، و الايقاع بينهما ، و خلق الفجوات و الخلافات لتفويت الفرصة على لقائهما ، و مع ذلك أثبتت الايام أنه لا يستطيع أحد أن يقارع عمالقة الفكر الشيوعي و القومي ، الذين إنحنى الزمان أمامهم ، و لم تستطع أعتى أنظمة الاستبداد أن تثبط همتهم و تشل سعيهم و تكبح تطلعاتهم الانسانية نحو الخير و المحبة و السلام و بناء أوطانهم.
و لهذا انبرى مِعوَل التهديم من داخلهما ، و قد تزعم ذلك الامر صدام حسين ، فخذل رفاقه و حزبه و شعبه و لفترة زمنية ليست بالقصيرة تركت تأثيرها البالغ على العراق و شعبه و ما صاحبها من أعمال إجرامية بشعة لايزال الشعب يئن من آثارها.
و لايفوتنا التذكير بالمحطات السوداء و ما رافقها من بطش الحرس القومي و بعض فصائل الحزب الشيوعي تجاه شعبهم في العراق و غير العراق ، و لكنها كانت تجارب لايمكننا القياس بها بسبب الظروف و الملابسات التي رافقت تلك الفترات.
إن أكثر الذين أساؤوا الى الحركة الشوعية و القومية هم الذين تصدوا الى قيادتها سواءا في العراق او مصر او بلدان أخرى ، حينما قلبوا ظهر المجن لشعوبهم و أذاقوها الويلات تلو الويلات
ان ما نعيشه اليوم من جرح نازف هو بسبب تحجيم دور القوى الوطنية الحقيقية المتمثلة بالحركات الشيوعية و القومية و انحسار دورها بسبب هيمنة القوى الاسلامية لما حظيت به من دعم إقليمي و دولي غاشم خلافا لارادة الشعب و الذي انجرف أغلبيته معهم بسبب ألاعيبهم و ما يعيشه المجتمع من حالة الجهل التي ضربت أطنابه بعد ان استطاعوا ترويضه باتجاه مصالحهم و مصالح أسيادهم ، و لهذا السبب فان اندفاع الحزب الشيوعي اليوم للتحالف مع جهة تتمظهر بالاسلام و شهدت لها الساحة العراقية من جرائم و إدانات واضحة صريحة ، هي خطوة غير موفقة و لن يجني منها الحزب و الشعب أدنى فائدة