ما انفكّتْ الأخبار والتصريحات تتضارب من مصادر عدّة في بغداد , وفي اربيل ايضاً حول تداعيات ومداخلات الرؤى حول مؤتمر التطبيع , الذي جرى تسميته داخل قاعة الإجتماع عبر يافطة كبيرة الحجم وباللغتين الأنكليزية والعربية بِ < مؤتمر السلام والإسترداد > وحيث السلام الفعلي مفقود منذ عام 1948 والى اجلٍ مسمّى او غير مسمّى , فمفردة ” الإسترداد ” فيبدو انّ ما يراد منها هو استرداد اموال وحقوق اليهود العراقيين الذي هربوا من العراق الى اسرائيل , ودون ان تطلب جهةٌ رسميةٌ منهم لمغادرة العراق , بصورةٍ او بأخرى .
إحدى المسوّغات المثيرة للقهقهة اوالإستخفاف عبر التصريحات اللواتي صدرت بشأن انعقاد ذلك المؤتمر , بأنّه كانَ مُعدّاً وبمؤتمريه وحضوره على أنه مؤتمر للسلام ويحظى بالموافقات الرسمية , لكنّه كانَ فخّاً منصوباً , وتحوّل فجأةً للدعوة الى التطبيع مع الصهاينة حسبَ او وفقَ الإدّعاءات والمزاعم الرسمية سواءً في اربيل او بغداد , ولو افترضنا صحّة ذلك جدلاً.! , فلماذا لم ينتفض المؤتمرون ويعترضون ويغادروا قاعة المؤتمر فوراً , ويعلنوا الفضيحة المدويّة أمام وسائل الإعلام وسيّما الفضائيات .!؟
منَ الصور الأخرى الملتقطة من هذه النافذة ” وبغضّ النظر عمّا جرى له التخطيط المسبق لعقد المؤتمر وأبعاده , ودراسة ردود الفعل التي ستعقبه , وسبُل معالجتها بكلّ السُبُل ” , فقد نقلت نشرات الأخبار تصريحاتٍ رسمية من الجهات المسؤولة في الإقليم , بأن سيجري ترحيل الذين شاركوا في المؤتمر الى خارج الأقليم , فهل فعلاً سيذهبوا هؤلاء الى بغداد والمحافظات الأخرى ” وقد عرفوا وسمعوا بأنّ مذكرات اعتقالٍ قضائيةٍ بأنتظارهم فور وصولهم .! ”
وهل سيذهبون بأيديهم وأرجلهم الى التهلكة لو صحّ ذلك , ولو صحّتْ صحّة هذا الإفتراض , فكيف ستواجه رئاسة الإقليم صيحات منظمات حقوق الأنسان والمنظمات الدولية الأخرى ذات العلاقة , والتي ستقيم الدنيا ولا تُجلسها بتسليم المؤتمرين الى الأعتقال او الى ابعد منه .! , وهل الولايات المتحدة وقنصليتها في اربيل غافلة عن كلّ ذلك .!
من المفارقات الأخريات أنّ الجهات الرسمية في الدولة لم تستطع ولم تتوصّل الى استيعاب الأسباب الفعلية الكامنة من وراء عقد مؤتمر التطبيع هذا , سوى الى تبريره بأنّه لغرض التشويش على الإنتخابات القادمة , لكنّه في واقع الحال , وَ وفق رصد الإعلام واستقراء انعكاسات المؤتمر على الرأي العام العراقي , فلم تحدث اية حالةٍ من التشويش او حرف الأنظار وما الى ذلك من اية افتراضاتٍ اخرى < ودوماً او غالباً ما نشهد تسرّع في اطلاق التصريحات وردود الأفعال المتسرّعة , ودونما دواعٍ تستدعي ذلك .! > ..
في مداخلات هذا الشأن , وكما اشرنا في مقالتنا ليوم امس , فلسنا بصدد اية محاولة لتفنيد تصريحات السادة المسؤولين في الأقليم عن عدم علاقتهم ومعرفتهم بعقد مؤتمر التطبيع او التمييع هذا , لكننا ومن خلال إحدى العدسات ! فقد لوحظ حماسٌ فوق العادة وعلى نسقٍ منتظم لنفيٍ قاطع لساسة اربيل عن علاقتهم بالمؤتمر , وكان ذلك الحماس Too much ! , لكنّه لوحظ ايضاً تصريحٌ او تغريدةٌ في تويتر للإعلامي والسياسي سالم مشكور ينقلها عن اذاعة اسرائيل , بأنّ الوفد الأسرائيلي المشارك في المؤتمر برئاسة نجل شمعون بيريز , قد كان بحماية قوات الأمن الكردية
, ونحنُ بدورنا لا نؤكّد ولا ننفي ذلك , ولا صحّته ولا عافيته .!