المنطق هو اهم أسس البناء الفكري السليم للإنسان . المنطق يحدد المقاييس التي بموجبها يتوصل الفرد الى نتيجة . وتعاقب الفلاسفة والمفكرون على دراسته وتعريفه وطرق تدريسه .
كان أرسطو من الأوائل الذين كتبوا عنه واختلف المعلم الاول عن أستاذه أفلاطون الذي كان ينتمي الى المدرسة المثالية باتخاذه المدرسة الواقعية منهجاً.
كان أفلاطون معنيا بفكرةٍ مفادها أن كل شيء في هذا العالم يقابله اخر في عالم المثل (بضم الميم) الأعلى متناسيا اثر الواقع الذي يعيش فيه. اما التلميذ الذي خالف أستاذه وتفوق عليه بدأ بفلسفته من الواقع ، فالفكر هو الاداة لقياس القضايا للبرهنة على صحتها او خطئها . أعقبهم جمهرة من الفلاسفة التي زادت وتفننت في تهذيب المنطق . فالغزالي يقول بأنه اداة للمعرفة ولا يؤخذ بعلم من لا منطق له . والألماني هيگل الذي كان ينتمي الى عالم المثل أيضا نظم عملية الجدل وعرفها بانها انتقال للأفكار من نقطة الى اخرى . تلك الحركة للأفكار تسمى جدلا. فالاختلاف بالراي وتبادل أطراف الحديث سلبا أو ايجابا لا يسمى جدلا. والكلام يطول ….
اعود فأقول بان اتباع نهج فكري سليم ينتج منطقا سليماً ، وغاية المنطق الحقيقة . وهنا اذكر مقولة للعالم العامل ابن النفيس اذ قال: ((وربما أوجب استقصاؤنا النظر عدولاً عن المشهور والمُتعارف، فمن قرع سمعه خلاف ما عهده، فلا يبادرنا بالانكار، فذلك طيش، فَرُب شنعٌ حق ومألوفٌ محمودٌ كاذب ، والحقُ حقٌ في نفسه ، لا لقول الناس فيه ، ولنذكر دوماً قولهم : اذا تساوتْ الاذهان والهمم ، فمتأخرُ كل صنعةٍ خيرٌ من متُقدمها! )).
وهذا ابن الهيثم يقول : (( والواجب على الناظر في كتب العلوم – إذا كان غرضه معرفة الحقائق – أن يجعل نفسه خصما لكل ما ينظر فيه و يجيل فكره في متنه و في جميع حواشيه ، ويخصمه من جميع جهاته ونواحيه ، و يتهم أيضا نفسه عند خصومه فلا يتحامل عليه و لا يتسامح فيه ، فإنه إذا سلك هذه الطريقة انكشفت له الحقائق، و ظهر ما عساه وقع في كلام من تقدمه من التقصير و الشبه )).
الخلاصة :
ايها العراقي العظيم يا حفيد سرجون ونبوخذ نصر وآشور : ( أبوس إيدك لاتحمه اذا تقره او تسمع شيئا يخالف ما تعرفه ، عد من الواحد للعشرة ،وفكر ) .