حتى نوفمبر المقبل موعد الإنتخابات الأمريكية سيتواصل الحوار الإستراتيجي بين واشنطن وبغداد، والذي يمثل فرصة لإعادة ترتيب الأولويات المتعلقة بمصلحة البلاد العليا في إطار العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تواجه تحديات جسيمة على مستوى الأمن والإقتصاد، وبنية المجتمع، وهي عناصر قوة لبغداد يجب أن تستثمر، وهذا مايدفع للقول بإمكانية الفوز ببعض المكتسبات، وتوخي الحذر، وعدم التسرع، فربما إتفقنا مع إدارة دونالد ترامب على جملة نقاط لن تكون في صالحنا في حال تبدل الإدارة الحالية، ووصول جو بايدن الى البيت الأبيض، وقد لاأحتاج الى تذكيركم بمآلات الإتفاق النووي بين مجموعة الدول الكبرى وإيران الذي نقضه الرئيس ترامب، وعدّه خسارة لبلاده، وحمّل الرئيس أوباما مسؤولية التضحية بالمصالح الأمريكية.
يعترض قادة سنة على تشكيلة الوفد العراقي لعدم وجود ممثلين عن السنة فيه، وهو إعتراض مقبول لجهة الطبيعة التي شكلت عليها الدولة العراقية. فالوفد يضم الدكتور فريد ياسين السفير العراقي في واشنطن وهو من الدبلوماسيين البارعين والساسة المخضرمين قبل وبعد ٢٠٠٣، وكان والده مصطفى كامل ياسين من الدبلوماسيين المعروفين على المستوى الدولي، وهو حاصل على شهادات عليا مع تمكنه من اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وأظن إنه لوحده كاف لتمثيل البلاد لمايمتلك من مؤهلات عالية، والشخصية الثانية هو الدكتور عبد الكريم هاشم وكيل وزارة الخارجية، سفير العراق السابق في عدة دول، والسياسي المخضرم في زمن المعارضة، وبعد تغيير النظام، ولديه مهارات عالية في التفاوض، فضلاً عن إمكانيته في التحدث بعدة لغات أجنبية، وإطلاعه العميق على السياسات العالمية والشرق الأوسط تحديداً، وأيضا الدكتور حارث حسن الذي لاأعرف عنه الكثير سوى إنه باحث وإعلامي يعمل كمستشار لرئيس الوزراء، ولم يشغل أي منصب حكومي سابق سوى إرتباط المؤقت بسفارة العراق في واشنطن حيث أُبعد عنها بعد كتابته مقالا سياسيا ضد الحكومة العراقية حينها أثناء عمله في الوظيفة الحكومية. هناك أيضا السفير الشيعي لقمان الفيلي مدير الدائرة القانونية في وزارة الخارجية، وفي حال كان هناك مستوى أعلى من الحوار سينضم الكردي الفيلي فؤاد حسين وزير الخارجية، ونظيره الأمريكي مايك بومبيو، وإذا تطور أكثر فقد يدخل في الوفد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، والرئيس دونالد ترامب.
أتمنى من رئيس الوزراء أن يقحم السيد مظهر محمد صالح، وهو مستشار إقتصادي ومالي، وأثبت قدرات إستثنائية ضمن الوفد بديلا عن الشيعي حارث حسن، ولأن مظهر محمد صالح من المكون السني فيكون التمثيل متوازنا للمكونات الأساسية في العملية السياسية، ولكي يكون هناك ضمانات ترعى مصالح الدولة دون أن تلغي مصلحة كل مكون طالما إننا ابتلينا بالطائفية، والمحاصصة القومية، وهو أمر دبر بليل قبيل الغزو الأمريكي للعراق، كما إن إشراك شخصية سنية سيخفف من اية تبعات محتملة تترتب على نتائج الحوار مع واشنطن، ولتجنب أي حرج يسببه عدم وجود تمثيل للمكونات العرقية والطائفية، ولكي لايتحمل الشيعة لوحدهم ثمن أي خسارة في المفاوضات بين بغداد وواشنطن.