23 ديسمبر، 2024 6:07 ص

نظرة خاصة على مداخلات ازمة الخليج !

نظرة خاصة على مداخلات ازمة الخليج !

من الطبيعي أنْ يتوالى صدور تصريحات ايرانية متشددة او تصريحاتٍ ناريةٍ اخرى منذ بداية اندلاع الأزمة في الخليج , او منذ بدأ الرئيس ترامب وضع عقوباته على طهران موضع التنفيذ والى غاية الآن , علماً أنّ التصريحات سواءً كانت سياسية او عسكرية , فأنها تختلف عن المواقف او ردود الأفعال العملية , كما من الطبيعي أنّ المراقبين والأمريكان وعموم دول الغرب يأخذون بالأعتبار ويدركون طبيعة وماهية تصريحات المسؤولين الأيرانيين الساخنة في هذا الظرف الأقتصادي الخانق الذي تعايشه ايران , ولا يمكن الإفتراض او التصور أنّ الرئيس الأمريكي قد يتراجع عن فرض هذه العقوبات دون أن تغيّر طهران من وضعها النووي وفق الشروط الأمريكية , إنما يترآى من خلال استقراء تصريحات الرئيس ترامب ووزير خارجيته بومبيو أنّ تركيزهم على القيادة الأيرانية يتعلق بالجانب النووي , أمّا الشروط الأثني عشر او ال ” 11 ” المتبقية الأخرى التي وضعها الوزير الأمريكي , فيبدو أنّها تحتمل مرونةً امريكيةً نسبية في التساهل فيها ! , حيث أساس السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط او تجاه الأزمات الدولية الأخرى هو ” مسك العصا من الوسط ” والتي ذكرها هنري كيسنجر منذ نحو نصف قرنٍ من الزمن , حيث تتطلب المصالح الأمريكية الإبقاء على الأزمات مشتعلة بدرجات حرارةٍ متفاوتة .! وقابلة للتخفيض والتصعيد في ظروفٍ متفاوتة ايضاً .!

في تغريداته ” التويترية ” المعتادة , اعلن ترامب يوم امس أنّ على اليابان والصين ” وسواهم من الدول التي تستورد النفط من دول الخليج العربي ” أن يقوموا بتأمين الحماية لسفنهم وناقلاتهم النفطية في مياه الخليج ومضيق هرمز , وإلاّ فأنّ الولايات المتحدة غير ملزمة او مرغمة لتأمين الحماية الدفاعية لسفنهم من الناحية المالية ! ” كما حدث لتفجيراتٍ لناقلاتٍ نفطيةٍ وتجاريةٍ مؤخراً ” .. وقبل أن نؤشّر او نشير بأنّ ادارة ترامب لم تستطع تأمين الحماية لطائرتها الأستطلاعية الضخمة , ولا حتى من الأنتقام وأخذ الثأر لإسقاطها .! فهنا ثمة سؤالين يطفوان على سطح المياه , فماذا لو قامت دول الأتحاد الأوربي ومعهم الصين واليابان بتشكيل قوة بحرية مشتركة لتوفير الحماية لناقلات النفط المبحرة في مياه الخليج ! وثُمّ ماذا لو دخلت القوة البحرية الروسية على الخط , وتفاجأت ادارة ترامب بالطرادات والبوارج الروسية تمخر عباب الخليج .! , ومن الملاحظ أنّ موسكو تتخذ موقف الترقّب والمراقبة لمجريات الأحداث لحد الآن , وبأستثناء تصريحاتٍ اعلاميةٍ محدودة ومجرّدة بوقوفها ضد العقوبات على ايران .

من زاويةِ نظرٍ اخرى , فمن الملاحظ أنّ مؤتمر” صفقة القرن ” الذي سيجري انعقاده في مملكة البحرين خلال الأيام المقبلة , فيترآى أنّ توقيت انعقاده كان يرادُ له أن يحدث في منتصف هذه الأزمة الخليجية الساخنة , بغية تجنيب الدول العربية وسيما الخليجية لفرص معارضته ورفض تفاصيله التي تواجه احتجاجاتٌ من الشارع العربي وخصوصاً من القوى الفلسطينية .!

والى ذلك فأنّ ما ظنّ به ترامب يوم امس بأنه يفاجئ الأيرانيين والرأي العام العالمي بفرض عقوباتٍ على قياداتٍ في الحرس الثوري بالأضافةِ الى مرشد الثورة الأيرانية , فمن المفترض او لابدّ أنّ الأيرانيين قد استعدوا لذلك مسبقاً ! , ومن شبه المبهم أنّ الرئيس الأمريكي اختار هذا التوقيت لهذه العقوبة ! والأهم أنها ليست بذي تأثيرٍ على الأقتصاد والسياسة الأيرانية بشكلٍ عام .! , وقد يتطلّب الأمر لسنواتٍ وسنوات طوال لفهم آليّة السياسة الأمريكية تجاه هذه الأزمة .!