23 ديسمبر، 2024 6:27 ص

نظرة تحليلية واقعية لواقعٍ عربيٍّ اليوم

نظرة تحليلية واقعية لواقعٍ عربيٍّ اليوم

مقدمة
نعيش اليوم ذكرى ثلاثة أحداث تاريخية عربية في شهر تموز 1952م و1958م و1968م، الاول في 23 تموز 1952 في مصر واالثاني 14 تموز 1958م في العرق والثالث في 17 تموز 1968م في العراق كذلك.الحدث الاول توج بتغيير مصر نحو حركة قومية عربية تبشر بخطوة للامة نحوالامام، وفعلا حدثت تلك الخطوةبولادة الجمهورية العربية المتحدة، حين التقت قيادتها القومية بزعامة عبد الناصر بالحركة القومية العربية بزعامة البعث العربي الاشتراكي،فكان عرس الامة في22 شباط 1958م. توجت تلك اللحظة العربية على طريق نهضة الامة بثورة 14 تموز1958م في العراق حصيلة تحفيز العمل الوطني القومي لنخبة من الضباط الاحرار بالتعاون مع جبهةالاتحاد الوطني االمشكلة من البعث والاستقلال والوطني الديمقراطي والشيوعي من الاحزاب وقتها المناهضة للنظام الملكي في العراق لانحرافه تبعا لسياسة الانكليز وتاسيس حلف باسم بغداد تحت وصاية بريطانيا وامريكا بحجة معاداة الشيوعية،ودوره في تحريض بريطانيا لاسقاط ثورة مصر وتأميم قناة السويس، والسماح لطائرات بريطانيا في قاعدة الحبانية بقصف مصر اثناء العدوان الثلاثي بريطاني-فرنسي- صهيوني على مصر.ثم تآمره على سورية ثم على الجمهورية العربية المتحدة،من خلال لعبة الاتحاد الهاشمي بين العراق والاردن كردة فعل لقيام الجمهورية العربية المتحدة.فكانت الفترة بين 1954 و1958م عرسا قوميا حيث كانت الحركة القومية العربية في نهوض ثوري جماهيري،ارعب الاستعمار البريطاني-الامريكي وربيبتهم الصهيونية، لكن ممايؤسف له هو تمكن بريطانيا من بعد ما أيقنت بضعف الاتحاد الهاشمي وربيبها السعيد وجماعته السياسية تجاه الجمهورية العربية والمد القومي، تمكنت من دس المرحوم قاسم ربيب السعيد وصاحبها من خلف الجدران،على ثورة 14 تموز 1958م لعلمها بسلوكه النفسي المريض ولتطلعاته الشخصية الزعامية، فحرف الثورة عن اهداف ومبررات حدوثها الاساسية ، مستغلا سذاجة المرحوم عبد السلام وتعلقه به كونه كان آمره في حرب فلسطين،الذي لسذاجته أصر على عدو ضرورة لمجلس قيادة الثورة وكان يقول ما كوا زعيم غير قاسم(أكبرهم رتبة عسكرية), ولكونه منفذ الثورة فعلا حيث لواء العشرين من احتل بغداد وهو نائب آمر اللواء الذي كان ينتظر اللواء في الرمادي في طريقه للاردن كما خطط له وقتها، وهومن قرأ البيان الاول للثورة. لكن قاسم بدعم الشيوعيين والوطني الديمقراطي وبقايا شعوبية انقلب على اهداف الثورة ونفذ مهمته مناهضا للجمهورية العربية المتحدةوالحركة القومية العربية بزعامة البعث,فأقصى عارف من كونه نائب ووزير داخلية في أيلول 1958م وتعيينه سفير ثم ترتيب مكيدة له مدعيا محاولة قتله وهو كان يحاول الانتحار، وهكذا حكم عليه بالاعدام تحت شعارات غوغاء الشيوعيين وحلفائهم من برزانيين وجادرجيين وبقايا شعوبية،ففقدت الثورة اهدافها
وليعم العراق ارهاب شيوعي بارزاني شعوبي من خلال ممارسات قتل وسحل
اسس لكل ما تلى ذلك من فعل ورد فعل،أدى الى تمرد احد اصدقاء قاسم هو المرحوم الشواف مما استغل ذلك للتخلص من الضباط الاحرار الحقيقيين، وهكذ نجح الانكليز في خطتهم المزدوجة التخلص من نظام ملكي ضعيف وايجاد مناهض بزعامة ثورية ! مناهضة للجمهوريةالعربية المتحدة والمد القومي ، واختلط ذلك على بعض العناصر الوطنية أيضا، تبع ذلك اخطاء قيادية في حكم الاقليم السوري جعلت بعض انصار الوحدة لم يقدروا خطورة تصرفهم تحت سوء سلوك السراج ثم عامر فسهلت مهمة المتآمرين فانفصلت الوحدة ولم يدافع عنها كما يجب مع الاسف في ايلول 1961م، فكانت أول كبوة قاتلة للحركة القومية العربية،وبدأ بقايا الفرعونية يرفعون رؤسهم من جديد. فكان لهم دور في تأزيم العلاقة بين المرحوم ناصر والبعث ظهر ذلك عند محاولة وحدة ثلاثية بين مصر والعراق وسورية في نيسان 1963م حيث تسلم الحكم البعث في سورية والعراق بأ نقلابيين عسكرين وقتها وكانت خطوة مهمةقوميا لو حسنت النيات في خدمة الامة لا رغبات شخصية في الحكم والسلطة، ففشل ميثاق 17 نيسان للوحدة الثلاثية بسلوك اطراف قومية تسعى للسلطة محاولة انقلابا فيسورية،فخرج العمل القومي عن اهداف الامة وقيمها السامية خلف خلافات سياسية ونزعات فردية سلطوية مع الأسف.تبع ذلك انتكاسات قومية قاتلة بحرب غير مهيا لها في ظروف دولية ليست في صالح العرب خطط لها الاعداء الامريكان والصهاينة بغفلة ناصرية وقيادته العسكرية،فكانت انتكاسة كبيرة في 5 حزيران 1967م، وللتاريخ فقد حس ناصر بمسؤوليته فقرر الاستقالة بل اعلنها واضعا نفسها للعدالة، غي ان الشعب رفض ذلك ووقف معه وقفة فرسان فتراجع وخطط لحرب استنزاف مع تخطيط لحرب تحرير، لكنه توفي وسط ازمة عربية بين الاردن والفلسطينيين راحت فيها ضحايا كثيرة في أيلول 1970م،وكان رحمه الله يجمع العرب في القاهرة لحل الازمة التي تأزمت باغتيال رئس وزراء الاردن، ووسط تلك المشاكل وقع ناصر طريح ازمة قلبية فارق الحياة على أثرها
نفس شهر لانفصال أنفصل عن الحياة ومشاكل العرب.!!
ثم جاء البعث في 17 تموز 1968م للحكم في العراق، بانقلاب عسكري أبيض ضمن ملابسات تدخلات جهات عسكرية فرضت نفسها عليه فقبلها لكي لا يفشل الانقلاب .
ثم تخلص من ذلك على وفق خطة خططها بذكاء شبابه وقتها، بعد اسبوعين لتكون بعثية فكرا واهدافا وعملا تحكمها اهداف البعث وقيمه العربية الأيمانية.يقابله نظام يدعي بعثيا امتداد لمجموعة انقلبت على القيادة القومية في 23 شباط 1966م في سورية،تتصارع بينها بحجج متواهية لا علاقة للبعث بها، يلتف حوله مجموعيةعرافية تدعي يسارية وكأن البعث اهدافه غير واضحة فجاؤا ببدع طفولية.
وهكذا رجع عام 1963م حكمان في أهم قطرين عربيين للبعث ينتسبون لكنهم لبقايا انشقاقات طفولية بدأت عام 1963م عند سقوط اول تجربة للبعث في بغداد تبعها الانشقاق الشباطي في سورية 1966م، فبدأ التمزق في البعث فاصبح ممزق في أمة ممزقة، فكما يقال فاقد الشيء كيف يعطيه!! آسف لقول هذا لكنه حقيقة عشناها ونعيش تبعاتها اليوم.ورغم محاولات التقرب بين قيادة القطرين فالثقة مفقودة بينهما لخلفيات سردها يطول هنا،لكن حسبنا نسوا الاختلافات ومسكوا راس الشليلة بمثاق قومي بعد خيانة السادات لحرب تشرين 1973م ودخول خيمة سلام مزيف تحت عباءة أمريكا، وكان لمؤتمر قمة بغداد وقتها اثر كبير في تحريك الثقة في نفس الشعب العربي أن الأمة لا زالت بخير.وبدأنا خطوات التوحيد بين العراق وسورية على جميع مستويات انظمة العمل ، وكنا من الذين أدوا دورا مهما في مجال المؤسسات العلمية والبحثية والتربوية، تدفعنا مباديء البعث في بناء أمة واحدة تبعث رسالتها الخالدة من جديد على أسس العصر والتقدم مع تمسك بقيم العروبة والاسلام، لكن فجأة يحدث ما لم يكن في الحسبان، نسمع مؤامرة وتغيير مسؤولية على مستوى الحزب ورئاسة الجمهورية، واتهام رفاق في القيادة بالتآمر مع حافظ أسد على أساس لقاءات مع سوريين، كنا نلتقي منهم العشرات في عمل توحيد الانظمة، والتقينا حافظ اسد يحدثنا عن فرحته بالوحدة بين العراق وسورية، وينكت مسرورا معنا حول زواج عراقيين بسوريات وسوريين بعراقيات ولو زوجتين مستأذنا من الآلوسي رئيسة اتحاد نساء العراق وقتها، وقائد الوفود المرحوم غانم وقتها، ويبرر ذلك المقترح الزواجي بقوة اللحمة التي عليها تبنى الوحدة! تلك حقيقة
كنا في دعوة غذاء اقامها الاسد في نادي الشرق في دمشق. أقول مع كل تلك الاهتمامات والتحضيرات نفاجأ بتلك المؤامرة، التي لم اصدقها وقتها، ليس دفاعا عن الاسد ،الذي لا أثق به كونه من بقايا التشرينيين عام 1966م، لكن لقوة أيماني بوحدة الأمة كنتُ افرح باي خطوة وحدوية بين أي قطرين عربيين، بغض النظر عن طبيعة النظام فكيف اذا كانت بينقطرين يحكمها البعث عموما، فالنظام يتغير لكن الوحدة صعبة المنال ،في ظل وضع عربي فاقد للسيادة والاستقلال. نعم كانت قصة المؤامرة شيء غريب خلفها حب للسلطة والجري وراء زعامة لشخص يرى نفسه الزعيم ولو حطم أمل أمة، لكنه يسعى لها تحت قيادته، فكيف اذا كان دوره نائب ثاني لرئيس يعرف وضعه الصحي وعمره،فكانت المؤامرة مبررة بنيت على وجهة نظر تخالف طموحاته لحظتها، أقول ذلك لأني أعرف من أتهم لا يتئامرون بل للطموحات الفردية يعارضون، فكانت وجهة نظرهم مؤامرة!! وكانت الاجراءات قاسية مورس تنفيذها بصورة ارهابية للكادر البعثي كأن أريد لها أن تتخذ عبرة لمن يعارض ما يراه واجبا حرصا على المباديء وقيم البعث والأمة، فكانت مجزرة.
لا أخلاقية ضد رفاق ينفذها رفاقهم، تلك حقيقة ما حدث ففرط بمشروع خطوة وحدووية في وقت بدأت الامة تعيش مأساة خيانة السادات للقضية العربية
ثم تجاوز العراق تلك المحنة وهو في أوج تقدمه وتطوره في جميع المجالات
التنموية بعد القضاء على الجاسوسية وتأميم الثروات النفطية والمعدنية، وتبني خطة انفجارية ظهرت نتائجها خلال ستة سنوات وعلى رأسها محو لأمية واعمار وتطوير للتعليم العالي والتربوي والبحث العلمي والتقاني، نهضة كانت محط انظار العالم،وهنا فكر الاعداء بوجوب ايقاف تقدم العراق عدوهم الاول وعدو الصهيونية،فجاؤا بخميني على متن طائرة فرنسية مطبقين لتوصيات بريجنسكي
باقامة انظمة دينية متطرفة تحيط بالسوفيت على ضوء نجاح طرد الحركات الدينية للسوفيت ونظامهم العميل من افغانستان، وخميني يحمل مهمة أخري اسقاط نظام البعث في العراق العدو اللدود للصهيونية ومن ورائها ،وهكذا بدأ خميني مهمته تجاه العراق الذي استضافه لاكثر من عقد هاربا من الشاه، فكانت حرب رد العدوان في ايلول 1980م التي اثرت على استمرار البناء والاعمار بنسبة ملموسة، لكن النصر يستحق كل تضحبة ولم يقصر العراقيون بذلك دماء ومالا، فانفرز الاحرار من العملاء ولا سيما بين شعبنا في الوسط والجنوب وفي الشمال،فكان لاحرار العراق ولا سيما في الجنوب دورا حاسما في الانتصار على افرس واطماعهم بعد ثماني سنوات من حرب طاحنة لقنوا الفرس درسا ثالثا في الحرب بعد ذي قار والقادسية الاولى فكانت قادسية البعث والشعب العراقي الثانية اسما والثالثة للفرس في دروس
الحرب تلقينا. . كانت نهاية للعرب مشرفة ، ولغطرسة الفرس وعنجهايتهم أهانة، ووضعهم عند قدرهم الحربي امام العرب عبر التاريخ حقيقة، لكنها فرحة أضاعها جهل وغرور
طموح وشعور بالعظمة لتلك الفرحة نهاية افتعل بقرار غزو قطر عربي بدعوى كونه يوما كان من العراق جزءً، وكل قطر عربي هوجزء من كل نسعى بوعي الشعب لاقامته مدنيا ديمقراطيا تقدميا. ولا يجوزتقاتل العرب وسفك دمائهم الا من خان وطن وامة مع أجنبي. في وقت بالعراق والأمة يتربص الأعداء ووضع عربي ليس فيه تسود حكمة ،ويقوده رجال أمة، بل أمعات يخافون كل شقيق قويووزادهم ريبة عراق قوي يحتل قطرا عربيا كغيره من الاقطار اوجدهم اجزاء من الامة للامةأعداء. فكيف يتصرفون وتتصرف جامعتهم وليس فيهم عبد الناصر اليوم؟
حتمالذواتهم انتصارا من قوي لا يتصرف بحكمة وقد افترس أحدهم سيحتمون منه ولو بعدوللامة، طالما على مناصبهم يحافظون،فكانت الطامة الكبرى أن يلتحموا مع اعداء الأمة في تحطيم العراق من أجل قطر لا يعادل مدينة في العراق.تحفزت فيهم قيم الجاهلية وكل بعدو امته يحتمي ضد شقيقه،أيام الروم والفرس والاحباش كما يخبرنا التاريخ قبل الاسلام. وهكذا دُمَّرَ عراق العربِ بعد قوة ومنعة للعرب جميعا.
لا شك اسباب تصرف من تصرف لحدوث ذلك لا يبررها أي منطق فكري أو سياسي بل فيه تجاوز على مباديء البعث وعلى ميثاق قومي تبنته قيادة العراق
بوضوح يعتمد مباديء البعث،ولا تفسير لتصرف احتلال الكويت غير عدم حكمةوغرور استغله الأعداء لنصب شركهم لصقر غره انتصاره على طير فاقد لقيم الدفاع عن النفس فحسب كل طير له متاح، فوقع في شرك من خلف الطير ينتظره للانقضاض عليه ، فكان ناجحا في خططه تجاه مغرور لم يفهم ان الانتصار على ايران يخيف الاعداء وكان عليه أن يتوازن ويعالج نتائج الحرب الطويلة لاصلاح الدار سياسيا واقتصاديا واجتماعيا أولا قبل أي خطوة خارج الدار.وقد نصحه بعضنا فرحب ولم يطبق.كما لم يراجع المواقف الخاطئة فركبه الغرور وعزل نفسه عربيا واقليميا ودوليا ويتحدث عن أم معارك وهي في الواقع ام المهالك التي أنتهت باحتلال العراق وتدميره ثم تدمير الأمة،مع الأسف، والبعض يركض خلف تصرفاته مصفقا وينتقد كل من يتحدث بصدق وحرص على وطن وأمة يرى غيوما سوداء تحيط سماءها من كل جانب.حتى وصلنا الى حال عراقي وعربي يحتاج عقودا كي ربما يتصلح ،وهو مع الاسف ليس سهلا في وسط عالم غاب واعداء للامةوجدوا فرصتهم مواتية وسط امة مشتتة القدرات وجامعة تتفرج على الاعداء يتقاسمون ادوارهم في ترتيب شؤون أمة هم اعداؤها،فكيف سيكون الترتيب يا ترى؟؟؟!!!ونحن نراقب فصوله في سورية والعراق وليبيا واليمن وجامعةالدول العربية تراقب بلا خجل ولا حياء بل تصدر بيانات اضعف الايمان ولامن بها مهتم!
تلك مقدمة!! لواقع عربي عشناه منذ 1954م بايجابياته وسلبياته القاتلة ،حتى وصلنا الى جدار الانتحار! فهل ننتحر؟ أم نراجع المواقف على وفق المباديء لوضع اساس منه تنطلق الاجيال لتصليح الحال؟ الأمل الذي لا زلتُ أتحسسه وأنا في آخر العمر
فأقترح ما أرى و ليرى غيري وتثبت خلاصة الآراء بما ينفع.
كيف العودة لبدايةٍ لأنقاذ وطن وأمة بأمان ووضوح؟
لاشك ليست الامور والاحداث التي عشناها لستين عاما، بكل ما فيها من مآس وخلافات واختلافات سهلة التجاوز، لا سيما لا زال البعض يصر على خطأ وقع فيه، وخلق حالة حطمت آمال كل تغيير، كان المخلصون ينتظرونه،حتى أصبح البعض يحن على ماض بكل حيثياته كان يُوجب التغيير،نعم الجميع قدأخطأ بدرجات متفاوتةٍ وبحسب المسؤولية المتاحة له،وموضوعيا ان الذين ساهمو بانحراف ثورة 14 تموز عن أهدافها الوطنية والقومية،ثم خلق حالة من ارهاب الناس بسلوكيات غوغائية، تخللها قتل وسحل للناس وتفرد رجل بالسلطة ،يشك في علاقته مع الانكليز ،أصبح مناهضا للمد القومي الشرعي واعدام من له ينتمي من الضباط الاحرار،خلقوا وضعا البعض اصبح يلوم ثورة 14 تموز، ويحنُّ على ماض مليء بمساوي سياسية، ومواقف لا وطنية وقومية ،وظلم اجتماعي اقطاعي وفساد رشى بين شرطته وحكامه(قضاة) ،والبعض لا يرى ذلك كونه كان ضمن دائرة الفساد وان لم يمارسه.فتلك حالة أسست لما تلى من تغييرات صاحبَها فعل ورد فعل، لكن علينا أن نكون موضوعيين وعلميين ومنطقيين،عندما نتحدث عن ما بعد 17 تموز 1968م،فهوتغيير حدث تفرضه حالة العراق بعد انتكاسة خمسة حزيران 1967م على مستوى الوطن العربي بل هزيمة منكرة مذلة، وحدث التغيير أيضا لا دماء ولا سحلا، ورئيس الجمهورية سفر الى بلد اختاره مع عائلته, وتخلص بعد اسبوعين من عناصر عسكرية فرضت نفسها وبها قبل حِفاظا وحرصا على أنجاح التغيير، فاصبح في 30 تموز 1968م تغييرا بعثيا لا شك في ذلك.هل تحمل البعث مسؤوليته على وفق مبادئه متعظا بما مر في مراحل سابقة؟، كان له دور ومسؤولية حكم شبه مباشر؟ للتاريخ وللانصاف الجواب نعم، وبحسب الظروف المتاحة.فقد بدأ مسيرة بعد 30 تموزتوجب احترام كل عراقي مخلص للعراق وللامة ،وكل عربي يرتبط مصيره بمصير الامة تقدما وتطورا. فخلال 11 عاما حقق حكم البعث حتى
30 تموز 1979م الآتي من الأنجازا الوطنية:-
1 – القضاء على أوكار الجاسوسية التي كانت منتشرة لضعف النظام قبل 17 تموز 1968م.
2-حل المسألة الكردية حلا جذريا بحسب قرار المؤتمر القومي1965م، فاجأ ممثل البارزاني الذي جاء يطلب مشاركة في الحكم بنسبة سكان المنطقة الشمالية ،فصدر بيان 11 آذار 1970م الذي أعلن في تجمع جماهيري بحكم ذاتي ،بحكومة ومجلس تشريعي ،يطبق بعد أربع سنوات أي في 11 آذار 1974م. 3 -أصدرا ميثاق وطني قومي بعد حوار ومناقشات مستفيضة من خلال ندوات واعلام يوثق العلاقة بين احزاب وطنية وقومية عربية وكردية ويسارية، عنه انبثقت جبهة وطنية وقومية تقدمية، امتنع العميل البارزاني الدخول فيها، فانشق حزبه ودخل الجبهة الجماعة المنشقة ومع بقية السياسيين الكرد.
4-أممت شركات النفط واصبح بيد شركةالنفط الوطنية التابعة لوزارة النفط وكانت خطوة وطنية كبرى تتم بعد الثورة بأقل من ثلاث سنوات.
5- تم تشكيل حكومةائتلاف وطني ،مثل فيها اركان الجبهة، وللاكراد نائب رئيس جمهورية، وعبيد الله مصطفي البارزاني احدوزراء الاكراد.وهذا عمل يجب أن يقدر من قبل من عادوا البعث في الخمسينات والستينات وها هو ينسى كل ذلك ويفتح ذراعيه لكل حزب يحسبه وطنيا اوقوميا، يشاركه في حكم تحت قيادته دون منازع.ليس ضعفا كما يزعم ضعاف النفوس ومن في قلوبهم مرض مزمن ضد العروبة.
6-هذا في المجال السياسي ولم شمل الحركة الوطنية والقومية السياسية ،رغم جراحات اصابته من قبل البعض، مستفيدا مما حدث خلال عشرات سنوات بعد ثورة 14 تموز 1958م، التي كان له دور المساهمة فيها عسكريا ومدنيا وبكل اخلاص ومسؤولية.
وفي مجال الأعمار والتنمية مستغلا موارد الثروة النفطية بعد التأميم في1حزيران 1972 ،ليوظفها في خطة تنموية انفجارية كبرى، شملت جميع
مجالات التنمية كمافي الآتي:- – ا-ثورة اعمارية في مجال الاصلاح الزراعي والري، حيث أعيد النظر في قانون الاصلاح الزراعي السابق، ليكون اكثر تفاعلا مع مصلحة الفلاح الذي بعد سبع سنوات اصبح يملك سيارة وماكنة حراثة أمام دار حديثة مزودة بماء وكهرباء في معظم المناطق.
2-بناء الطرق والجسور باسايب حديثة ،حيث أماكن الاستراحة على امتداد الطرق الخارجية.
3-بناء العمارات السكنية للمواطنين بمبالغ زهيدة.
4- تطوير الصناعة المدنية من خلال الشركات المؤهلة بكادر متمكن وفي مجالات متعددة لانتاج.
5-بناء صناعة عسكرية متطورة لدعم القدرات الدفاعية للعراق ،بانتاج اسلحة متقدمة للوصول الى الاكتفاء الذاتي.
6-تطوير التعليم بجوانبه العلمية والبحثية والتقانية والمنهجية، وتعدد مؤسساته الجامعية والتربوية والتقنية والتقانية،حيث شرع التعليم الالزامي، واسست الجامعات والمعاهد الفنية والكليات التقنية، بمستويات تجاوزت في بعضها نسب ال 400%. كما حدثت ثورة في تغيير المناهج وطرق التدريس والبحث اسلوبا وتقانة.
7-تطوير مؤسسة البحث العلمي الى مجلس البحث العلمي بمعاهد بحثية في
مجالا ت الفروع العلمية والتقانية التي تخدم التطور العلمي والصناعي في المجالات المتنوعة.
8-دعم الحركة العلمية والبحثية والصناعية بتشريعات تساعد على استقرار القدرات العلمية والتقانية في الوطن، وتشجيع قدرات عراقية وعربية خارج العراق والوطن العربي للعمل على بناء العراق انموذجا للأمة. فكانت قوانين رعاية الكفاءات العلمية والتقانية تلعب دورا بنشاط العمل العلمي التعليمي والبحثي ،وربط الجامعة بحاجات المجتمع صناعيا وتربويا.
9- محو الامة التي كانت منتشرة بين الشعب قبل 17 تموز 1968م،خلال برنامج ساهمت فيه وزارة التربة ببرنامج شمل الريف العراقي،علاوة على قانون التعليم الالزامي حتى نهاية الدراسة الا ولية(ستة سنوات) فكان عام 1978م عام الانتصار على الأمية ومنح العراق جائزة اليونسكوا لهذا العمل التربوي الكبير.
أنا لا أتكلم هنا مراقبا، بل مشاركا ،والزملاء في الجامعات كذلك، بدور فعال يعرفه المنصفون من أبناء التعليم العالي والبحث العلمي والعملية التربوية عموما.
هذا واقع عراقي يمثل أنموجا لعمل عربي ووطني فعال ساهم فيه كل عراقي مخلص حيث كانت لجان العمل في كل مجال خلايا نحل فاعلة وفعالة بحب واخلاص،ومن ينكر ذلك فليعلق ونحن به نرحب مع حق التعقيب بشواهد وتوثيق مفصل.
تلك خلاصة لعمل مخلص لعراقيين مخلصين، من مختلف الآراء الوطنية والقومية تبين أهمية وحدة العمل من أجل خدمة وطن للأمة أنموذجا . . لكن للحقيقة والأمانة وطنيا وقوميا لاب د من بيان خيانة من أئتمنهم البعث رغم كل خلفيات مؤلمة معهم حرصا منه للم شمل حركة وطنية وقومية على وفق اهداف وقع على ميثاقها الجميع، بدأت تلك الخيانة بتمرد البارازاني على بيانالحكمالذاتي حين التطبيق عام 1974م طالبا تمديده لسنتين على وفق نصيحةموسادية حيث كان به يجتمع في كلالة(بشهادة دبلوماسي روسي على الفضائية الروسية باللغةالعربية بادارة سلام مسافر) على أمل الاطاحة بنظام البعث حسب تخطيطي امريكي صهيوني بعد التأميم. لكن القيادة رفضت فتمرد البارزاني وصعد الجبل متمردا ومعه جماعته من البارزانيين والطالبانيين واستمر مدعوما ايرانيا امريكيا صهيونيا، فاضطر العراق للاتفاق مع الشاه لحل خلافات حدودية على وفق قانون تالوك، وعدم التدخل باشؤون الداخلية لكل بلد فهرب البارزاني خارج العراق الى حيث اعتاد الهروب والقى المغرر بهم السلاح عائدين للصف الوطني،وطبق الحكمالذاتي وانتعشت الحياة في منطقةالحكم الذاتي، وكمعدت الحزب الشيوعي بعدم الولاء لوطن بل لمباديء لا تؤمن بوطن، كان يتخذ من المشاركة اسلوبا تكتيكيا توضحه نشراته بين مستويات محددة لتنظيماته ومسك له تنظيما بينالجيش خلافا لميثاق الجبهة، فحوسب التنظيم كما يجب،فبدأ يتنصل من الاتفاق بالهروب تباعا خارج العراق دون معارضة من السلطة،وهكذا تنصلوا من العهد ليصبحوا احدعناصر الخيانة وقوفا مع عدوان ايران منسجمين مع الخونة من الكورد بقيادة البارزاني،وقد اندحر الجميع بعد هزيمة ايران بسواعد ابطال العراق جيشا وبعثا وشعبا،فخاب ظن العملاء والخونة،لكن مع لأسف أغتر من أغتر وأخطأ من أخطأ ن فضيع الانتصار وفتح الباب لهؤلاء خونة الوطن ليعودوا او يحتموا بعدوان ما كان يجب أن يحدث لو كانت الحكمة تسود عقول قيادة، كان عليها استثمار النصر لوقفة بناء سياسي اقتصادي اجتماعي للعراق اولا ،قبل أي تفكير منطقي خارج العراق لمرحلة،فكيف بتفكير غير منطقي وطنيا وقوميا ودوليا!! ووضع العراق في شرك الاعداء والعملاء ثم الوصول الى حالة الاحتلال والتدمير. تلك خطيئة كبرى لا تغتفر ولا تبرر اطلاقا ،كما لا تبرر خيانة العملاء سابقا ولاحقا مع الاحتلال. تلك توجب الذكر كي تكون الصورة واضحة للتفكير بكيفية رسم صورة جديدة مغايرة وطنبا وقوميا وانسانيا، لبناء حالة خلاص مما نحن عليه عراقياوعربيا.
الواقع والعمل المطلوب شعبيا.
في ضوء ما مر من خلفية لواقع اليوم، ذُ كر بأمانةٍ من خلال معايشةٍ تُفكِّرُ بمسؤولية لا متفرجة.مسؤوليةٌ كان هدفها وطنا متقدما وأمة موحدة ، بعلم وتقانة تتيح لانسانها الأبداع والعمل المثمر، فيها يساهم الجميع،هويتها التاريخية والثقافية عربيةٌ، متسلحة بأيمان بالله، مقتدية بالرسول الكريم، يوم كان يمثل كل العرب قيما وسلوكا ومسولية عربية وانسانية،أي كل العرب اليوم يكونوا محمدا بتلك القيم والمسؤولية، لكنها أمة جميع من يسكن فيها ويؤمن بحقها التاريخي، ويربط مصلحته بمصلحتها نحو الحرية والتطور والبناء والمساهمة في بناء حضارةعالمية انسانية. وبموقف وطني وقومي ينسى خلافات مرت متعظا بمآسيها متذكرا مراحل أيجابية فيها،متجاوزا سلبياتها بغض النظر عن من ارتكبها ان بصدق أصلح حاله وأستقام.أقول هذا لمن ليس من مجاميع العملاء عراقيا وعربيا لاجندات أجنبية،يحملون أفكارا للاجنبي دور في صياغتها، باي وسيلة كانت مخابراتية أو أندساسية،تهدف لخلق حالة عدم استقرار في اقطار الامة، تنفيذا لمخططات مدروسة قديما وحديثا نحن نعلمها،أندست فيما يسمى بالربيع العربي!! فحرفت حقيقة اهداف المخلصين الذين احتجوا على اوضاع انظمةعربية تجاوزت مسؤوليتها الوطنية والقومية، تثبيتا لها على اسس عائلية وفئوية.فهناك فئات عراقية وعربية تحمل أفكارا وطنية وقومية نظيفة مخلصة وأن أختلفت سبلها،أوأصابها وهم نتيجة تشابك الأحداث والمواقف الأقليمية والدولية.
في ضوء ما تقدم من تحليل لواقع عربي مؤلم نعيشه اليوم بكل مآسيه ، حيث فقد التوازن وضيعت القيم وغادرت الشيم والشهامة والغيرة، جباه الكثير من دعاة فكر وسياسة، حيث رجع الكثير يفتش عن ماض ،كان السبب في تردي أوضاع الأمة لأنحرافه أساسا عن أهدافها وتناسيه لمخططات أعدائها، مِن وعي المخلصين لكل ذلك ،مطلوبٌ وباخلاصٍ ونكران ذاتٍ أنْ نَقْترحَ الآتي:-
1-التحرك شعبيا للم شمل المخلصين للامة، في افكارهم ووجهات نظرهم حول سبل مجابهةالأعداء والخلاص منهم. كل يتحمل مسؤولية ما حدث ومطلوب الارتفاع سموا فوق الماضي وخلافاته.
2-عقد مؤتمرٍعامٍّ باسم الشعب لدراسة الواقع وطنيا وعربياواقليميا ودوليا،وبوضوح من خلال فهم ما حدث ويحدث بموضوعية، لتحديد نقاط الضعف لتجاوزها ونقاط القوة للتأكيد عليها ، ويضم المؤتمر كل حركة او فئة في الوطن العربي عندها وجهة نظر ايجابية تجاه حق الامة في نهوضها عربيا، على اسس حضارية تتبنى العلم والتقانة والمدنية وسائل للبناء. نحوة اتحاد لاقطار الأمة باسم دولة الولايات العربية المتحدة. يكون الشعب وسيلة بنائها ومصدر قوتها وسلطاتها،تحت نظام تكافؤ الادوار لاقطارها في قيادتها وادارة شؤونها …
3-أخذ التيارات العربية قوميا ووطنيا اسسا لبناء هذا المؤتمر، مع الاستفادة من تجاربها الايجابية لانتخاب لجنة مركزية للمؤتمر، تمثل فيها أقطار الأمة نسبيا،اعضاؤها تشهد لهم مواقفهم الوطنية والقومية، وكفاءاتهم الفكرية والثقافية وعلاقتهم بالواقع العربي فكريا وسياسيا وعلميا .
4-تؤسس للمؤتمر ميزانية من اشتراكات الأعضاء والمتبرعين من ابناء الشعب العربي ذوي الحالة الميسورة، ولا تقبل اي مساهمة من نظم عربية أوأجنبية .
5-تشكل لجنة مالية من خمسة أعضاء من ذوي الاختصاص للاشراف على ميزانية المؤتمر مصدرا وصرفا على وفق نظام يقره المؤتمر. 6-تشكل لجنة دستورية لوضع نظام للمؤتمر يوضح دوره وسبل عمله وطنيا. وقوميا . 7-يعقد مؤتمر الشعب العربي العام مؤتمرات دورية بحسب الحاجة ومستلزمات العمل، ومرة واحدة في السنة في الأقل، في أماكنة مناسبة عربية وغير عربية،تتخذ توصياته وقراراته بالاجماع وتنشر بكل وضوح.
8- عمل المؤتمر عمل فكري سياسي سلمي، ينتقد الانظمة العربية تقويما،ويوجهها نحو العمل القومي السليم، ويدعو للتغيير سلميا باراد ة الشعب، ويبين كيف تكون العلاقة مع الدول لاقليمية والدولية بما يضمن مصالح الأمة الوطنية والقومية تلك وجهة نظر بنيت على واقع عشناه عقودا ونعيشه اليوم، يتطلب عملا بحكمة وموضوعية بعيدا عن الاتهامات وردود الأفعال، فالامة بحاجةالى حكمة وعقل رشيد، للوصول الى محطة انقاذ وبدء عمل فعال ايجابيا، يجمع قدرات الامة اقتصاديا وعلميا وفكريا وثقافيا ودفاعيا، تحت شعار نسالم من يسالمنا ونعادي من يعادينا والبادي أظلم.
9-تشكل لجنة أعلامية تأخذ على عاتقها الاتصال بالنقابات المهنية وجمعيات حقوق الانسان والجمعيات العلمية من أجل توضيح اهداف المؤتمر والتنسيق مع تلك المؤسسات الشعبية لتوعية الشعب نحو واقعه وما يجب عمله من خلال ندوات فكرية الطابع والثقافة.
10-أصدار نشرة فكرية ثقافية تتضمن دراسات اقتصادية وثقافية وعلمية توضح أهمية التكامل العربي في تلك المجاملات خدمة لنهوض الأمة وتطورهاوأمنها. .
11-وفي ضوء ذلك لا عداء لنا مع اي من دول الاقليم غير الكيان الصهيوني، وندعوها لاحترام الأمة وحقها في وحدتها شعبا وارضا ،كما نحترمها على وفق مصالح مشتركة، بعيدا عن التدخل في شؤون الغير بحجج دينية أوطائفية، ، وأن عدونا الوحيد هو الكيان الصهيوني السياسي المغتصب لفلسطين وليس للدين اليهودي، فالديانة ليست اصولا عنصرية، تحدد لها دولة محددة، بل هي لكل من يؤمن بها من أي أصل، وبمن انزلها رب العالمين جميعا. ولا عداء لاي دولة في العالم تحترم حقوقنا كأمة يعرف التاريخ دورها الحضاري ويعرفه العالم وموثق عنده.

ملاحظة:- الأخوة الاعزاء مفكري ومثقفي الأمة، تلك محاولة شخصية ووجهة نظر، بنيت على واقع خلفيته تمتد من 1954م وحتى اليوم3 آب 2018م، شعرت بأهمية مخاطبتكم جلبا للانتهاب،وأناأعلم من فيكم من هو جدير بأن يفكر ويأتي بأحسنها ،فربما تلك بداية لدراسة أفضل ومقترحات اعمق وأصوب، والله يقول وهوأفضل القائلين،وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، صدق الله العظيم،وتلك المبادرة المتواضعة هي أن نعمل ما في استطاعتنا، لأنقاذ واقع عربي اصبح من مهازل التاريخ ولعبة اقليمية دولية ونحن نتفرج ، ونلهي انفسنا بخلط للماضي مع الحاضر دون وعي وادراك مع الاسف. تحياتي للجميع وعذرا للالحاح والاطالة.