23 ديسمبر، 2024 1:59 ص

نظرة الى الاوضاع في إيڕان

نظرة الى الاوضاع في إيڕان

بعد إنتفاضة الشعبين العراقي واللبناني ضد دور ونفوذ النظام الايراني، لم يعد القادة والمسٶولون في النظام الايراني وعلى رأسهم المرشد الاعلى خامنئي، كسابق عهدهم بإطلاقهم التصريحات النارية والتهديدات الاستثنائية ضد دول المنطقة والعالم، بل يبدو إن النظام صار يعرف ويعي جيدا بأن إطلاق تصريحات معادية لتوجهات الشعبين العراقي واللبناني واللتان تعبران عن توجهات عموم شعوب المنطقة يعني اللعب بالنار وجعل غضب وتحامل هذه الشعوب أقوى وأکبر ولذلك فإن إلتزام النظام الصمت لأنه يخاف من تبعات أية تصريحات مضادة.
قادة النظام الايراني وفي خضم بحثهم عن مخرج للأزمة الخانقة التي يواجهها نظامهم المحاصر بألف أزمة وأزمة يشنون الهجمات ضد بعضهم ويتبادلون التهم، وأساس الهجمات المتبادلة يكمن في البحث عن مخرج للأزمة الاقتصادية وتبرير الأوضاع الوخيمة، لكن المشكلة الكبرى في هذا النظام، أنه ليس هناك أي تفاهم أو انسجام أو أسلوب من أساليب الحوار الديمقراطي من أخذ ورد، وإنما كل طرف وتيار يعتبر إن الحق کله الى جانبه، مما يجعل هذا النظام أمام طريق مسدود.
الحديث الآن في طهران يتركز على البحث عن مخرج للأزمة الحالية ببعديها الاقتصادي والسياسي، خصوصا بعد أن وصلت الأوضاع إلى درجة حرجة جدا تنذر بالانفجار في أية لحظة، فوخامة الأوضاع الاقتصادية تجاوزت الحدود المألوفة بكثير وباتت تخيم بظلالها على الحرس الثوري والأجهزة الأمنية للنظام، خصوصا بعد أن باتت مراکز الباخيج والحرس الثوري تتعرض لهجمات من جانب معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق ويتم إضرام النيران فيها، وهذا يشكل تهديدا كبيرا جدا لأمن واستقرار النظام ويكسر واحدة من أهم صمامات الأمان للنظام، ومن هنا، فإن هناك تحديات غير عادية بوجه النظام وتتطلب عملا جادا وإلا فإن هناك مفاجآت أنكى وأدهى.
النظام الايراني الذي طالما عالج المشاكل والأزمات بالترقيع وعمليات تجميل ظاهرية والهروب للأمام، يواجه هذه المرة مشاكل وأزمات من طابع خاص، والذي يقض مضجعه أن خصمهم العنيد، منظمة مجاهدي خلق وبعد تأسيسها لمعاقل الانتفاضة وشباب الانتفاضة التي تقوم بنشاطات منظمة في سائر أرجاء إيران ضد مراکز ومٶسسات النظام، وصار العالم يرى کيف إنها تشکل طرفا مهما جدا في المعادلة السياسية الايرانية القائمة بل وإن الاعتراف الاخير لخامنئي بشعبية المنچمة وبدورها بين الشباب الايراني الذي بات ينضم الى صفوفها، يثبت بأن الدور الحالي للمنظمة أکبر وأقوى بکثير مما يظنه ويعتقده المراقبون والمحللون السياسيون.
إنتفاضتي نوفمبر2019 وفيبراير2020 ضد النظام الايراني والشعارات المتشددة التي تم ترديدها خلالهما ضد النظام الى جانب أن دخول جيل الشباب في المواجهة منذ إنتفاضة 28 ديسمبر2017، والتي هي شعارات لمنظمة مجاهدي خلق والعامل الخارجي الذي يزداد تأثيره على النظام ولاسيما مع تشديد العقوبات الأمريكية وضغوطها الإضافية على النظام، کما إن أزمة كورونا وعدم قدرة النظام على حل مشاكله والوفيات غير المسبوقة، التي تسببت في استياء الناس وغضبهم من النظام، زادت من تفاقم جميع المشاكل. كل هذه العوامل أدت إلى دخول النظام بشكل قسري في مرحلة مختلفة، حيث كان عليه، أولا وقبل كل شيء، سد الفجوة السياسية داخل أجهزته، وثانيا، من خلال إدخال المزيد والمزيد من عناصر الغضب والقمع بانتظار فترة الانتخابات الأمريكية، وتراجع أزمة كورونا، آملا في إيجاد طريق للنجاة والخلاص.