18 ديسمبر، 2024 8:16 م

نظرة الغرب للمنطقة في القرن الحادي والعشرين

نظرة الغرب للمنطقة في القرن الحادي والعشرين

الفكرة السائدة خلال القرن العشرين، للغرب، للسيطرة على منطقة الشرق الاوسط، كانت من خلال إنشاء وطن قومي لليهود. وبإنشاء هذا الكيان، فقد تم لها من خلاله، إدارة إستراتيجية الصراع في المنطقة، بدلاً من نتائج الحرب العالمية الأولى، بالأحتلال المباشر. وهو ما سمي، بعد تكوين دولة إسرائيل، بالصراع العربي الإسرائيلي. وهي ستراتيجية تناحرية، وعداوة تم تصنيعها، لغاية محددة، وبموجبها أحكمت السيطرة على مستقبل أجيال المنطقة. وعلى التحكم بمواردها، وخيراتها، ومقدرات شعوبها، طيلة سنين القرن الماضي، بأمتياز. أفرز ذلك الصراع ثلاثة حروب، كارثية ، إستنزفت القدرات البشرية، والأموال. وعطلت التنمية البشرية، والحضارية، والفكرية، والعمرانية. ولم يكن، أمام دول الشرق الأوسط العربية، هناك فكرة حقيقية، أو رؤية واقعية، غير بلورة شعار، تمسكت به دول المنطقة، بشكل متفاوت، هو، تحرير أرض فلسطين، وفق إستراتيجيات عشوائية، إنتقلت بموجبه ديمقراطيات هشة كانت تتمتع بها دول المنطقة، الى ديكتاتوريات مقيته، وأنتقل الشعار الى آخر، هو، كل شيء من أجل المعركة، بعد حرب حزيران ١٩٦٧، الذي لم يبق على أي رأي مخالف لهذا التوجه، ولم ينتج إلا دول هزيلة.

في الربع الأخير من القرن العشرين، عمد الغرب، وبقيادة الولايات المتحدة، الى صياغة إستراتيجية جديدة. أدارت فيه الصراع. من صراع دول المنطقة القديم، الصراع العربي الإسرائيلي، الى صراع آخر، هو، الصراع العربي الإيراني، من خلال التفريط بكيان مستقر، علماني، في إيران، وإيجبار الشاه على المغادرة، الى كيان ثيوقراطي، ينتهج فكرة مستفزة لدول المنطقة. توجت الإرادة التي تم فرضها، بالحرب العراقية الإيرانية، التي أستنزفت موارد الطفرة المالية الناجمة عن الإرتفاع الهائل لموارد النفط بعد حرب تشرين عام ١٩٧٣. ومهدت، بذلك، الى إستنزاف العراق، والى تفتيته. بحيث ظل هذا الصراع، الذي واجهته الحرب العراقية – الإيرانية، وعمقه صراع عربي – إيراني، يدار من الغرب طوال عقد كامل. لتجد المنطقة نفسها، بعد ذلك، قد أستدرجت الى حرب أخرى، عربية – عربية، أشد شراسة، وتدميراً، لقدراتها، المالية، والبشرية، ولنسيجها القومي. أطرت، في تلك المواجهة، إستباحة الدم العربي، فيما بينه، ولتجذر لعداوات، مستحدثة، بين دول الأقليم العربي. ولما وجد الغرب إستجابات متكررة لسياساته، التآمرية، في المنطقة. أثرى الى خلق إستراتيجية جديدة، كانت طلائعها بأحتلال العراق.

بعد أحتلال قوى التحالف الدولي الغربي، بقيادة الولايات المتحدة، العراق. برزت إستراتيجية جديدة للقرن الحادي والعشرين. هي، إستراتيجية الشرق الأوسط الجديد. مبنية على أساس نقل مفاهيم الديموقراطية، والحريّة، لدول المنطقة، ولتتشكل حكومات هذه الدول، وفق رؤية جديدة، لتقسيم المنطقة، على وفق أسس، مبنية على الطائفية، والإثنية، والمناطقية، وغيرها من التسميات. ولكي تنقل هذه الديموقراطية، فجرت صراعات الربيع العربي، فهشمت، بني النسيج الوطني للمجتمعات، وحولت دول المنطقة الرئيسيّة الى كيانات مناطقية. ثم ألحقت بعد ذلك صراعاً جديداً، أكثر خطورة على الأقليم برمته، وهي الحرب الطائفية. وقد ظهرت، تباشير الإنقسام تتشكل معالمه، بالتحالفات المعلنة، والظاهرة الآن على السطح.

وإستراتيجية الغرب، واضحة المعالم. حرب طائفية بين السنة والشيعة. تستمر الى حد إنهاك القوى، وإستنزاف الطاقات، بشكل كامل، يكاد بها، الطرفين، يقتربان من حالة الفناء. لتمهد لعصر جديد. أعلنته الولايات المتحدة، من خلال إستراتيجية الرئيس جورج بوش الأبن، شرق أوسط جديد. أي دول هامشية في شرق أوسط جديد، بقيادة الدولة القيادية، الأقوى، دولة إسرائيل،على كامل الأرض الفلسطينية.