يترآى بشكلٍ او بآخر أنّ الرئيس بايدن قد ادخل نفسه بنفسه في دائرةٍ مغلقة ” الى حدٍ ما ” , ولا يتمكن الخروج منها .! , ويتجلّى ذلك في اعلانه المسبق منذ بدء حملته الرئاسية عن نيّته للعودة الى الإتفاق النووي لعام 2015 , ودون ان يُطلب منه ذلك من عدة اطراف داخلية وخارجية , وقد كشف بايدن اوراقه من دونِ ثمنٍ مضمون , والتقط الأيرانيون هذه الرسالة بمهارة ساعدت على تمسّكهم بشروطهم الى حدٍ ما .
وتجسّدَ ذلك اكثر فأكثر بالصمت الأمريكي المطْبق ” او عدم القدرة لإتخاذ ردّ فعلٍ ” كلّما تعرّضتْ القواعد الجوية او السفارة الأمريكية في العراق الى قصفٍ بالكاتيوشات , وذلك ما حفّزَ الى تسديد ضرباتٍ صاروخيةٍ اخرى , وتطوّرت الى استخدام الطائرات المسيّرة المفخخة على قاعدة عين الأسد يوم اوّل امس .
مع الشروع بالجولة الرابعة في مفاوضات ” فينّا ” والتي ربما تغدو الأخيرة < وذلك ليس بمؤكد وفق ما تنشره وكالات الأنباء .! > فالعنصر المؤثّر والفعّال المحتمل قد يتمحور في انقضاض طائرات مسيّرة اخرى على قواعد امريكية اخرى او السفارة الأمريكية , وحتى على قاعدة ” عين الأسد ” نفسها .! , وينبغي عدم النسيان او التذكير بأنّ الجهة التي تتولى عمليات القصف , سبق لها ان استخدمت صواريخ ” غراد ” على الأهداف والمصالح الأمريكية . وعلى هذا المنوال فليس بمستبعدٍ لإحتمال سقوط قتلى من الجنود الأمريكيين في هذه القواعد < سابقاً ولاحقاً > لكنّ الإدارة او القيادة العسكرية الأمريكية تقوم بالتعتيم على ذلك لتفويت وتجاهل ما كانت توعد وتتوعّد به بردّ فعلٍ عمليٍ اذا ما سقط اي جندي امريكي .!
من السابق لأوانه الإرتكاز والإعتكاز على تكهنات ما تنشره وسائل الإعلام المختلفة عن النتائج المحتملة لمفاوضات الجولة الرابعة , بالرغم من انّ الجانب الأيراني وعبر الإعلام الرسمي يوحي وكأنّ الإتّفاق على رفع العقوبات الأمريكية قد باتَ على شفا حفرةٍ ذهبية .! واستخدام هذه الطريقة في الإعلام ليست عبثية ولها اسباباً سيكولوجيةَ – سياسية .
واذ لا شكّ انّ رفعاً للعقوبات بشكلٍ نسبيٍ ومحدود قد امسى متوقّعاً , وبمجهولية مدياته المعلنة لحد الآن , لكنّ تصريح واهلان وإبلاغ الرئيس بايدن للقادة الإسرائيليين بأنّ الطريق لرفع العقوبات عن ايران لا زال طويلاً .!
ورغم ما مثير للسخرية بأنّ الوفد الأيراني يتفاوض مع الدول الأخرى 5 + 1 , والأمريكان يجلسون على مسافةٍ غير بعيدة عن مكان الأجتماع .! لكنّه ايضا ومن خلال التفحّص لمجريات الأخبار < والتي لا ينشر منها اكثر مما ينشر > فمن الصعب نسبياً التصور ان رفع العقوبات الجزئي قد يغدو قبل او بعد انتخابات الرئاسة الأيرانية ” ولأهدافٍ تكتيكية ” , فالقرار يتحكّم به مرشد الثورة الأيرانية .