لا ريبَ ولا شكّ أنّ القوات الأوكرانية كانت قد اُبلِيَتْ بلاءً حسناً جداً في وقف او الحؤول دونَ تقدّم وزحف الجيش الروسي في احتلال العاصمة كييف , واستمرّت في صمودها وتماسكها لأسابيع بعد بدء الهجوم او الغزو الروسي , ممّا اضطرّ القيادة العسكرية الروسية للإنسحاب من جبهة المواجهة للعاصمة الأوكرانية , ونقل قواتها الى محاورٍ وجَبَهاتٍ اخرى , وعلى الرغم من الصمود الملحوظ للجيش الأوكراني لغاية الآن , رغمَ تعرّضهِ لخسائرٍ ملحوظةٍ وبارزة في امكنةٍ اخرى من الخارطة العسكرية والجيبوليتيك الأوكرانية ” بحريّاً , جويّاً , وبريّاً ” , وما يتبع ذلك من تكبيدٍ للروس في خسائرٍ نوعيةٍ وعلى صُعُد متباينة , بَيدَ أنه لم يكن من دَورٍ عملياتي وفعلي للرئيس زيلينسكي , فهو الأبعد من سواه في الشؤون العسكرية وادارة متطلبات الحرب وما الى ذلك , وما هذا الثَبات في الجيش الأوكراني إلاّ لشدّة الإنضباط المتبّع , ومهنية قيادات القوات على مختلف مستوياتها , بجانب أنّ المشاعر الوطنية والسيادية تلعب دَوراً حيوياً في ذلك , ويتعزز هذا اكثر فأكثر بالدعم العسكري والسياسي الغربي ولا سيما من لندن وواشنطن ودولٍ اوربيةٍ اخرى .
في الجانب المقابل , وإذ الحرب لازالت في بداياتها قياساً للتقدّم البطيء للجيش الروسي وتغييره لتكتيك القتال والمناورة , ممّا يعني على الأقل الإطالة لزمن او ديمومة الحرب انتظاراً لما سيتحقق من نتائجٍ عسكرية مفترضة داخل العمق الأوكراني , وبما يختلف عن الوضع العسكري الراهن , فهذه الأستمرارية المجهولة الأمد قد تخلق نفوراً ما وتذبذباً عند الجنود الأوكرانيين ” وبأية نسبةٍ كانت وقابلة للزيادة او النقصان ” وهذا ما يحصل في بعض الحروب الطويلة ” وسيّما اذا ما تعرّضت القوات الأوكرانية الى مزيدٍ من الخسائر العسكرية والضربات الروسية القادمة , ممّا يجعل عموم الوضع العسكري للأوكران لما هو اقرب الى التأرجح بشكلٍ او بآخرٍ , وقابلٍ للأتساع بشكلٍ او بصيغةٍ اخرى مع قادم الشهور على الأقل , لكنما بدا أنّ الإدراك المسبق من قِبل قيادات عليا في اجهزة المخابرات الغربية لمثل هذه الأفتراضات والأحتمالات القابلة للوقوع , فقد جرى الإسراع في معالجته مسبقاً عبر ارسال متطوعين ومرتزقة للقتال الى جانب الأوكرانيين وفي داخل قواعدهم ووحداتهم العسكرية < وأكّدت موسكو خلال اليومين الماضيين بأنّ مقاتلين اسرائيليين وصلوا الى كييف وجرى توزيعهم على وحداتٍ عسكرية خاصة > , بل أنّ الأمر بلغَ لحدّ تواجد خبراء عسكريين من البنتاغون وبعض الدول الأخرى في هيأة الأركان الأوكرانية وقيادات اجهزة المخابرات , لمشاركةٍ فاعلة في ادارة العمليات وتزويد القادة الأوكرانيين بمعلوماتٍ استخبارية دقيقة من CIA وسواها من الوكالات الأمريكية والبريطانية , واضحى الأمر شبه مكشوفٍ او اكثر , وتسرّبَ بحريّةٍ الى وسائل إعلامٍ بعينها .!