18 ديسمبر، 2024 7:50 م

نظرةٌ جانبيةٌ – عسكريةٌ اخرى في الميدان الأوكراني

نظرةٌ جانبيةٌ – عسكريةٌ اخرى في الميدان الأوكراني

لا ريبَ ولا شكّ أنّ القوات الأوكرانية كانت قد اُبلِيَتْ بلاءً حسناً جداً في وقف او الحؤول دونَ تقدّم وزحف الجيش الروسي في احتلال العاصمة كييف , واستمرّت في صمودها وتماسكها لأسابيع بعد بدء الهجوم او الغزو الروسي , ممّا اضطرّ القيادة العسكرية الروسية للإنسحاب من جبهة المواجهة للعاصمة الأوكرانية , ونقل قواتها الى محاورٍ وجَبَهاتٍ اخرى ,  وعلى الرغم من الصمود الملحوظ للجيش الأوكراني لغاية الآن , رغمَ تعرّضهِ لخسائرٍ ملحوظةٍ وبارزة في امكنةٍ اخرى من الخارطة العسكرية والجيبوليتيك الأوكرانية  ” بحريّاً , جويّاً , وبريّاً ” , وما يتبع ذلك من تكبيدٍ للروس في خسائرٍ نوعيةٍ وعلى صُعُد متباينة , بَيدَ أنه لم يكن من دَورٍ عملياتي وفعلي للرئيس زيلينسكي , فهو الأبعد من سواه في الشؤون العسكرية وادارة متطلبات الحرب وما الى ذلك , وما هذا الثَبات في الجيش الأوكراني إلاّ لشدّة الإنضباط المتبّع , ومهنية قيادات القوات على مختلف مستوياتها , بجانب أنّ المشاعر الوطنية والسيادية تلعب دَوراً حيوياً في ذلك , ويتعزز هذا اكثر فأكثر بالدعم العسكري والسياسي الغربي ولا سيما من لندن وواشنطن ودولٍ اوربيةٍ اخرى .

   في الجانب المقابل , وإذ الحرب لازالت في بداياتها قياساً للتقدّم البطيء للجيش الروسي وتغييره لتكتيك القتال والمناورة , ممّا يعني على الأقل الإطالة لزمن او ديمومة الحرب انتظاراً لما سيتحقق من نتائجٍ عسكرية مفترضة داخل العمق الأوكراني , وبما يختلف عن الوضع العسكري الراهن , فهذه الأستمرارية المجهولة الأمد قد تخلق نفوراً ما وتذبذباً عند الجنود الأوكرانيين ” وبأية نسبةٍ كانت وقابلة للزيادة او النقصان ” وهذا ما يحصل في بعض الحروب الطويلة ” وسيّما اذا ما تعرّضت القوات الأوكرانية الى مزيدٍ من الخسائر العسكرية والضربات الروسية القادمة , ممّا يجعل عموم الوضع العسكري للأوكران لما هو اقرب الى التأرجح بشكلٍ او بآخرٍ , وقابلٍ للأتساع بشكلٍ او بصيغةٍ اخرى مع قادم الشهور على الأقل , لكنما بدا أنّ الإدراك المسبق من قِبل قيادات عليا في اجهزة المخابرات الغربية  لمثل هذه الأفتراضات والأحتمالات القابلة للوقوع , فقد جرى الإسراع في معالجته مسبقاً عبر ارسال متطوعين ومرتزقة للقتال الى جانب الأوكرانيين وفي داخل قواعدهم ووحداتهم العسكرية < وأكّدت موسكو خلال اليومين الماضيين بأنّ مقاتلين اسرائيليين وصلوا الى كييف وجرى توزيعهم على وحداتٍ عسكرية خاصة > , بل أنّ الأمر بلغَ لحدّ تواجد خبراء عسكريين من البنتاغون وبعض الدول الأخرى في هيأة الأركان الأوكرانية  وقيادات اجهزة المخابرات , لمشاركةٍ فاعلة في ادارة العمليات وتزويد القادة الأوكرانيين بمعلوماتٍ استخبارية دقيقة من CIA وسواها من الوكالات الأمريكية والبريطانية , واضحى الأمر شبه مكشوفٍ او اكثر , وتسرّبَ بحريّةٍ الى وسائل إعلامٍ بعينها .!