18 ديسمبر، 2024 6:51 م

نظرات في المجموعة القصصية “شقائق النعمان” للكاتبة رحاب يوسف

نظرات في المجموعة القصصية “شقائق النعمان” للكاتبة رحاب يوسف

“شقائق النعمان” مجموعة قصصية جديدة للكاتبة الفلسطينية الواعدة رحاب يوسف من قرية رامين قضاء طولكرم، صدرت عن دار دجلة ناشرون وموزعون في عمان. وكان قد صدر لها 3 مؤلفات تشتمل على نصوص نثرية وخواطر أدبية وصور قلمية، وهي: “حديث المساء “و “آمن بذاتك” و”داخل الغرف المغلقة”.

وشقائق النعمان هي زهرة برية حمراء جميلة ارتبطت بالأدب العربي، وتعرف باسم الحنون، وتنبت بكثرة في روابي وتلال وجبال فلسطين.

تضم المجموعة بين طياتها 15 قصة قصيرة، ترصد فيها واقع ومعاناة نساء فلسطينيات من أعمار مختلفة في مخيمات اللجوء والتشرد والبؤس والقرى والمحافظات الفلسطينية المختلفة من العنف والقهر والظلم الاجتماعي. وتعيد القصص إلى أذهاننا اعمالًا قصصية فلسطينية عالجت القهر الاجتماعي وهموم المرأة الفلسطينية كأعمال الروائية الفلسطينية سحر خليفة والكاتبة ليانة بدر وسواهما.

وتتناول رحاب بالتفاصيل الدقيقة الحالة الاجتماعية الفلسطينية والهموم الوطنية والمقاومة الشعبية، وتستعرض حياة المرأة الفلسطينية التي تعاني من قهر مزدوج، قهر الاحتلال الرابض على الصدر، وقهر المجتمع الذكوري التقليدي المتوارث.

ونقف أمام مشاهد مأساوية وقهرية تصف فيها بدقة التداعيات والحالات النفسية لشخصيات قصصها، عبر سرد جميل ومدهش، بلغة بسيطة واضحة وشفافة، بعيدًا عن الحشو اللفظي.

وتدور أحداث القصص ومشاهدها وفصولها في الحقول والمروج والروابي الخضراء، وتحت رذاذ المطر، وبرد الشتاء، وصقيع الثلوج في سفوح جبال فلسطين، ومستوحاة من أفكار ومضامين تمت للواقع المجتمعي بصلة متينة ومباشرة، وما تعانيه المرأة الفلسطينية من بؤس وقهر وظلم في المجتمع الفلسطيني.

ويبدو في قصص رحاب يوسف انحيازها لبسطاء الناس والشعب، للمهمشين والمقهورين والكادحين الباحثين عن وهج الشمس ويتطلعون لمعانقة الحرية.

وقد نجحت رحاب يوسف من خلال قصصها التعبير عن الهم والوجع اليومي والقهر الاجتماعي، وقدمت قصصًا تحمل معايير وجمال القصة القصيرة، وسخرت طاقاتها الإبداعية وأدواتها الفنية من فكر وعاطفة وخيال وثقافة ثرية ولغوية وخرجت بعمل قصصي ناجح يستحق التقدير والاهتمام التقدير.

ومع الترحيب بالمجموعة القصصية “شقائق النعمان”، نبارك للصديقة الكاتبة الأستاذة رحاب يوسف، متمنيًا مستقبلًا أدبيًا ناجحًا وساطعًا، وبانتظار أعمالها القادمة.