18 ديسمبر، 2024 9:46 م

نظام يفقد مصداقيته

نظام يفقد مصداقيته

صعب على القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أن يظهروا أنفسهم وکأن الاحداث والتطورات الاخيرة لم تٶثر عليهم تأثيرا إستثنائيا خصوصا وإنها قد جاءت في خضم إستعداداتهم وإحتياطاتهم الامنية التي يتخذونها من أجل مواجهة إندلاع إنتفاضة شعبية عارمة ضدهم، إذ أن المحاکمة التي جرت للدبلوماسي الارهابي أسدالله أسدي وشرکائه قد فضحت النظام الايراني شر فضيحة وأفقدت الکثير من مصداقيته على الصعيد الدولي خصوصا وإن هذه المحاکمة جاءت لتثبت مصداقية المقاومة الايرانية وماقد دأبت من التأکيد عليه طوال الاعوام السابقة من إن سفارات النظام الايراني ليست إلا أوکارا وأماکن لإنطلاق العمليات الارهابية ونشاطات التجسس من خلالها، وهو مايعني إن المقاومة الايرانية التي أثبتت صدقها فيما کانت تعلنه بخصوص النوايا المشبوهة للنظام في المجال النووي، ونفس الامر بالنسبة لتدخلاته في بلدان المنطقة، فإنها أثبتت أيضا الدور الارهابي المشبوه لسفاراته وهذا مايعطي قناعة للعالم بأن يثقوا بما تقوله وتٶکده المقاومة الايرانية بشأن النظام الايراني.
تصاعد حالة الصراع والمواجهة والاختلاف بين جناحي النظام من جراء تفاقم الازمات وتهديدها الجدي للنظام وزعزعته، لم يعد کالسابق بل إنه يأخذ منحى وسياقا يختلف تماما الاختلاف عن الاعوام السابقة خصوصا بعد أن أصبح وضع وموقف النظام أکثر من صعب أمام ليس أمام الشعب الايراني فقط وإنما العالم کله، لأن النظام يعلم بأن العالم عندما يتابع هکذا محاکمة ويتزامن معه عمليات إغتيال غير عادية في قلب طهران لللرجل الثاني في تنظيم القاعدة وللعقل المدبر للبرنامج النووي الايراني، فإن الامر الذي يتبادر للذهن هو إن العالم يجد نفسه مرغما على أن لايثق بهذا النظام کالسابق وحتى أن يشکك بمصداقيته التي صارت بحق مهزوزة، وهذا ماقد طفق النظام الايراني يدرکه جيدا ويعلم بأنه يتجه نحو منعطف خطير وإذا لم يتدارك أمره فإن مصيره سيصبح على کف عفريت.
فقدان النظام الايراني لمصداقيته صار أمرا ملموسا وليس مجرد فرضية أو إحتمال يخمنه أحدهم، وفقدان هذه المصداقية تعني بأن النظام سيصبح تحت دائرة الشك والمراقبة الدولية وتصبح معظم تحرکاته ونشاطاته تحت المجهر والاهم من ذلك إن المجتمع الدولي وتبعا لحقيقة إثبات المقاومة الايرانية لمصادقيتها بشأن الدور المشبوه للنظام الايراني على مختلف الاصعدة فإنه يجد نفسه مرغما على الثقة به والاخذ بما يقوله ويعلنه وهذا مايمکن إعتباره بمثابة المسمار الحاد الذي يدق في قلب النظام وسوف يکون ذلك بمثابة بداية نهايته الحتمية.