18 ديسمبر، 2024 9:55 م

نظام يعادي الفن والادب والشعب

نظام يعادي الفن والادب والشعب

منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المستند على نظرية ولاية الفقيه الاستبدادية الغريبة على الفقه الشيعي والاسلامي، فقد کان واضحا ومن خلال الاجراءات والخطوات المتشددة التي إتخذها هذا النظام ومنذ البداية ضد شريحتي النساء والشباب وضد کل أنواع النشاط الثقافي في مجالات الفنون والاداب، بأن هذا النظام أکبر عدو للحرية الانسانية في مختلف مجالاتها وأوجهها، ولأن الابداع الفکري الانساني في المجالات الثقافية المختلفة بمثابة الغذاء الروحي والمعنوي للشعوب، فإن حجبها ومنعها ومحاربتها کما فعل ويفعل نظام ولاية الفقيه سيجعل من الحياة أشبه بالصحراء، وهذا تحديدا الحال مع إيران والشعب الايراني في ظل حکم نظام ولاية الفقيه، وإن ماقد أظهرته مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل ونشرتها وسائل إعلام إيرانية معارضة، محتجين وهم يهتفون ضد القوات الأمنية، ويكررون الموت لخامنئي والموت للديكتاتور أمام مستشفى توفي فيها الفنان الإيراني المشهور محمد رضا شجريان والذي عرف عنه معارضته للنظام، قد أثبت هذه الحقيقة.
تحول خبر الاعلان عن وفاة هذا الفنان يوم الخميس الماضي الى احتجاجات عارمة ضد المرشد الإيراني علي خامنئي، بعد قيام قوات الأمن بتفريق محبي الفنان المعارض للنظام بالقوة من أمام مستشفى في طهران، بذريعة تطبيق قرار منع التجمعات بسبب تفشي فيروس كورونا، عکس مرة أخرى حقيقة تعارض وتناقض النظام الايراني مع الشعب ورفض الاخير لحجب الفنون والاداب ولاسيما وإن الشعب الايراني صاحب تراث ثقافي عريق في مجالات الفنون والاداب المختلفة وإن هتاف المئات من محبي هذا الفنان ضد من وصفوه بالديكتاتور خامنئي وضد الإذاعة والتلفزيون الإيراني الذي منع بث أغانيه، قد کان تأکيد لذلك.
وفاة هذا الفنان المعارض للنظام، ومالاقاه على ظلم وإجحاف بسبب ذلك، جعلت المعارضة الايرانية تولي هذه المناسبة إهتماما خاصا، وإن منظمة مجاهدي خلق ومن خلال هيئتها الاجتماعية في داخل إيران والمعروف عنها بنشاطاتها وتحرکاتها وفعالياتها المختلفة ضد النظام، قد دعت الى إحياء ذكرى الفنان «شجريان» الراحل في مقبرة ”بهشت زهراء“ طوال يوم الجمعة بترديد أغنية «مرغ سحر»، وهي واحدة من أکثر أغانيه شهرة وشعبية بين أوساط الشعب الايراني، ويجب ملاحظة إن هکذا مناسبات تنقلب وبالا على هذا النظام الذي يعادي وبصورة مکشوفة ليس الابداع الفني والادبي فقط وإنما الشعب نفسه وخصوصا عندما يحجب عنه حرياته الاساسية ويقف ضد الحرية الفکرية والفنية والادبية، وإن الشعب الايراني الذي ضاق ذرعا بهذا النظام وبممارساته القمعية ضده في مختلف المجالات، لايبدو إنه سيمارس المزيد من الصبر والتحمل أزاء ذلك حيث إن کل شئ في إيران يدل على إن الامور تتجه نحو الانفجار الکبير.