إجراء عملية مراجعة سريعة للطرق و الاساليب التي يستخدمها النظام الايراني کلما وجد نفسه أمام ضغوطا داخلية و خارجية، توضح بإنه يلجأ دائما الى عمليات إستعراض للقوة و لعضلاته”الخاوية”، وکذلك تصعيده لممارساته القمعية ولاسيما الاعدامات و التعذيب في سجونه، وذلك من أجل التستر على ضعفه و عجزه أمام تلك الضغوط و التغطية عليه.
المثير للسخرية، إن النظام الايراني و في الوقت الذي يعلم العالم کله مدى کراهية الشعب الايراني له و النضال الذي يخوضه من أجل إسقاطه، فإن المرشد الاعلى للنظام ومن خلال تلاعب بالالفاظ و السعي للقفز على الحقائق و الالتفاف عليها، يسعى و في خضم الاوضاع المزرية للنظام ولاسيما بعد نشر الملف الصوتي للمنتظري و الشکوك الدولية بإلتزاماته بالاتفاق النووي، خرج على العالم في يوم 31 من الشهر الماضي ليقول:” يجب مواصلة زياده القدرة الدفاعية للبلاد… الشعب يحتاج الى قوة دفاعية حتى لا يظهر العدو أمامه فجأة ليضربه وهو بحاجة الى قوة عسكرية. لابد أن يشعر العدو اقتداره لكي لا يتعرض للتهديد ولابد أن يكون قادرا على حفظ أمنه.”، هذا الکلام يشعر الشعب الايراني بالقرف و الاشمئزاز، ذلك إن 70% منه يعيش تحت خط الفقر فيما يعاني 30% منه من المجاعة، فعن أي قوة و إقتدار يتحدث خامنئي في وقت لايجد الشعب الايراني مايسد به أوده؟ ثم کيف يسمح لنفسه بأن يضع الشعب کقوة مدافعة عن نظام يقمعه و يعدم أبناءه ليل نهار؟
النظام الايراني الذي يمر بظروف و أوضاع صعبة و بالغة التعقيد و يشهد حالة غير مسبوقة من الانطواء و الانکفاء على نفسه بسبب من سياساته خصوصا بعد أن أجمعت دول المنطقة و العالم من إن هذا النظام يعتبر مصدر أغلب مشاکل و أزمات المنطقة و إن تدخلاته غير المبررة في المنطقة ساهمت و تساهم بتقويض السلام و الامن و الاستقرار فيها، کما إن أوضاعه الداخلية قد وصلت أيضا الى منعطف بالغ الخطورة خصوصا بعد أن تأکد للشعب الايراني من إن الاتفاق النووي الذي سعى النظام لخداع الشعب به و التمويه عليه، مجرد فقاعة ولم تساهم في أي تغيير إيجابي بالنسبة للشعب بل وإن أوضاعه قد ساءت أکثر من السابق، هذا الى جانب النشاطات و التحرکات و الفعاليات المتباينة في مختلف دول العالم لأبناء الجالية الايرانية و للمقاومة الايرانية ذاتها و التي تفضح هي الاخرى المعدن و الماهية الاستبدادية لهذا النظام، وأمام کل ذلك فإنه ليس في وسع النظام سوى اللجوء الى القوة و القمع و أساليب التمويه و الخداع، لکن حبل الکذب قصير جدا وإن أکاذيب و خدع هذا النظام لم تعد تنطلي على أحد!