الخطر والتهديد الجدي الذي صار نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يشکله على دول المنطقة صار حقيقة ماثلة أمام الاعين ولم يعد هنالك من مجال للتهرب منه أو تجاهله والتغاضي عنه خصوصا وإنه يستغل عدم التصدي والوقوف ضده ليس بالاصرار فقط على بقاء وإستمرار نفوذه وهيمته في بلدان المنطقة فقط بل وحتى بالمزيد من التوسع والانتشار وعدم التوقف عند حدود معينة وإن النظام قد جسد ذلك بصورة خاصة بعد الاحتلال الامريکي للعراق.
منذ أن بدأ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتفعيل شعاره المشبوه”تصدير الثورة” في لبنان في بداية الثمانينات وقام بتأسيس حزب الله في هذا البلد وشرع في التدخل فيه حتى جعله في قبضته ووصلت الاوضاع في لبنان بسبب من ذلك الى حد ينذر بالکارثة على الشعب اللبناني، فإن تجاهل هذا الامر من جانب دول المنطقة قد دفع هذا النظام للتجرؤ والتمادي أکثر فأکثر عندما بدأ يتحرك بإتجاه العراق وسوريا واليمن ويقوم بنفس الدور المشبوه فيها وإن المتابع عندما يدق في الاوضاع السائدة في هذه البلدان الخاضعة لنفوذ وهيمنة النظام الايراني، فإنه يجدها متشابهة من حيث وخامة الاوضاع وسلبيتها البالغة، ولاريب من إن بلدان المنطقة صارت تعي تماما بأن بقاء وإستمرار نفوذ هذا النظام في المنطقة لايمکن أبدا أن يتوقف عند حدود معينة ذلك إنه معروف بسعيه للتوسع السرطاني ولاسيما إذا لم يکن هناك من يقف بوجهه ويقوم بردعه.
هذا المخطط المشبوه ومنذ أن بدأ هذا النظام بتفعيله على أرض الواقع، لم يکن هنالك من يعلم بحقيقة وواقع النوايا الخبيثة من ورائه سوى منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة التي کانت بمثابة الطرف والصوت الوحيد الذي إرتفع عاليا من أجل تحذير دول المنطقة والعالم من المخطط الاسود الذي يسعى هذا النظام من أجل تطبيقه على حساب المنطقة ودعت الى مواجهته وشددت على إن تجاهله سيدفع النظام للتمادي أکثر فأکثر بهذا الاتجاه، وإننا اليوم نجد أنفسنا أمام هذه الحقيقة وجها لوجه ولامناص من الاعتراف بأن بقاء النظام الحاکم في إيران يعني إستمرار هذه الحالة السلبية التي ليس هنالك من طريق أو خيار لإنهائه إلا بالتغيير السياسي الجذري في إيران نفسها والذي تدعو إليه منظمة مجاهدي خلق وتناضل من أجله منذ أکثر من 42 عاما وينتظره الشعب الايراني على أحر من الجمر فهو يتلهف الى ذلك اليوم الذي يجد فيه کابوس هذا النظام قد زال عن إيران، ومن هنا، فإن دعم هذه المنظمة والاعتراف بها رسميا ودعم تطلعات الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية والتغيير ولاسيما بعد تزايد الانتفاضات الشعبية التي قادها ضد النظام والتي کان آخرها إنتفاضة إصفهان وأثبتت من خلال ذلك دورها ومکانتها في الداخل الايراني، وإن معظم الدلائل والمٶشرات تدل على إن موقف النظام الايراني ليس کما يسعى النظام لتصويره وخصوصا منذ مجئ ابراهيم رئيسي بل إنه موقف ضعيف ويتميز بالخوف الشديد من الاحتمالات الواردة داخليا ضد النظام وحتى إن إعلان الاحکام العرفية في إصفهان على أثر الانتفاضة التي إندلعف فيها يجسد ذروة الخوف والرعب لدى النظام من أي نشاط نوعي مضاد للشعب الايراني تقودها منظمة مجاهدي خلق أو حتى تلعب فيه دورا مميزا.