الاضطرابات التي يواجهها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي صارت تحمل صفة”إنتفاضة العطش”، حيث إنطلقت من مدينة الاهواز وثم توسعت لتشمل رقعة کبيرة من إيران بحيث وصلت تأثيراتها الى تبريز وکرج وطهران والتي وإن کان سببها الرئيسي هو أزمة المياه لکن يبدو إنها قد أصبحت فرصة للشعب الغاضب کي يبادر الى إعلان رفضه وکراهيته للنظام من خلال هتافات توضح ذلك بجلاء نظير هتافات”الموت للدکتاتور”و”الموت لخامنئي”و”الموت لأصل نظام ولاية الفقيه”.
طريقة واسلوب قادة النظام الايراني للتصدي لهذه المشکلة وفي مقدمتهم المرشد الاعلى ورئيس الجمهورية، تدل على إن هناك خوفا وتوجسا من توسع دائرتها ولاسيما وإن الأسباب والعوامل المساعدة على ذلك متوفرة في سائر أرجاء إيران حيث يعاني الشعب الايراني من مشاکل وأزمات طاحنة تتزايد بصورة غير عادية مع عجز النظام عن معالجتها أو الحد منها، ولذلك فإن قادة النظام يعملون مابوسعهم من أجل مسايرة الشعب الغاضب وعدم إثارتهم أکثر من ذلك وذلك من خلال المواساة وتقبل وتفهم الاحتجاجات أو إطلاق وعود بتلبية مطاليبهم، لکن المشکلة التي يعاني منها النظام کثيرا هي إن الشعب قد فقد ثقته نهائيا بالنظام ولايصدق وعوده وعهوده على الاطلاق.
من أين جاءت أزمة المياه غير العادية التي يعاني منها الشعب الايراني عموما ومحافظة خوزستان خصوصا؟ هذا السٶال يصفع القادة والمسٶولين في النظام الايراني بقوة، ذلك إن هذه الازمة قد جاءت بسبب سوء الادارة للثروة المائية الايرانية والسدود والمشاريع الاروائية ذات الربح السريع وغير المجدية التي قام بها الحرس الثوري الايراني، وهذه الحقيقة المرة التي على خامنئي وقادة النظام الايراني تجرعها فإن الامر منها إن الشعب الايراني على إطلاع کامل بها وهو يعلم بأن النظام من يقف وراء صناعة المشاکل والازمات للشعب وإن الجهة التي لها دور الريادة في صنع أزمة المياه في إيران هي الحرس الثوري وليس أي طرف آخر.
الازمات والمشاکل المتزايدة التي يعاني منها الشعب الايراني، هي جميعها بسبب سوء الادارة والاخفاق في تبني نهج وسياسة صائبة على مختلف الاصعدة والذي يلفت النظر إن عجز النظام عن معالجة الازمات والمشاکل جعل منها بٶرة سرطانية نتنة تتوالد وتتداعى منها المزيد من المشاکل والازمات الفرعية الاخرى، ولعل إعتراف قادة النظام في أکثر من مناسبة بأن المشاکل والازمات التي يعاني منها الشعب الايراني والنظام نفسه ليست بسبب العقوبات الخارجية والضغوطات وإنما هي وليدة إخفاقات متتالية على مر العقود الاربعة الماضية، وهذا هو السبب الذي يحث ويحفز الشعب الايراني على إطلاق هتاف سقوط النظام والموت لخامنئي لأنهم يعرفون جيدا بأن هذا النظام لاتنتهي مشاکله إلا بزواله.