18 ديسمبر، 2024 8:44 م

ليس في إمکان أحد أن يقارن بين وضع ومکانة المرشد الاول للنظام الايراني، وبين المرشد الحالي، إذ أن خميني شئنا أم أبينا کان يتمتع بکاريزما لايمکن إنکارها ولم تتأثڕ منزلته ومکانته وهيبته حتى موته، لکن خامنئي إضافة الى إنه يفتقد الى الکاريزما، وإن الظروف قد خدمته ليصبح المرشد الاعلى مع التذکير بأنه کان قد أعلن في ذلك الوقت بأنه ليس في مستوى هذا المنصب، فإن الشعارات المضادة له خلال إنتفاضات 2009 وديسمبر/کانون الاول 2017 ونوفمبر/ تشرين الثاني2019، وحرق وتمزيق صوره، قد أفقدته هيبته وأنزلت مکانته الى الحضيض.
أثناء إنتفاضة عام 2009، حيث تم إطلاق شعارات تنادي بالموت لخامنئي وتم تمزيق وحرق صوره من قبل المتظاهرين، وتم تکرار ذلك والتأکيد عليه في إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، وتطور ذلك في إنتفاضة 15 نوفمبر/تشرين الثاني2019، الى حد الهجوم الشعبي على القواعد العسکرية والامنية والدينية التابعة للنظام هذا إضافة الى إن قادة ومسٶولين إيرانيين کانوا قد طالبوا في تصريحات سابقة لهم الى المطالبة بقيادة جماعية أو تحديد فترة ولاية الولي الفقيه أو الجمع بين منصبي الولي الفقيه ورئيس الجمهورية، لکن الامر الذي زاد الطين بلة بالنسبة للنظام الايراني عموما ومرشده الاعلى خصوصا، هو إن هيبة ومکانة خامنئي قد تعرضت لتضعضع غير مسبوق في العراق ومن جانب الشيعة العراقيين عندما قاموا بتمزيق صوره وحرقها والنيل منها بأساليب أخرى مما أوضح بأن من أطلق عليه النظام الايراني صفة”الولي الفقيه” و”ولي أمر المسلمين”، قد واجه رفضا من أهم بلد کان النظام الايراني وخامنئي نفسهم يعتبرونه عمقا استراتيجيا لهم، وإننا إذا ماعلمنا بأن منصب الولي الفقيه في النظام بمثابة حجر الاساس والصندوق الاسود للنظام وإذا ماتم النيل منه والوصول إليه فإن ذلك يدل على النظام کله قد أصبح في خطر کبير سيفضي به الى السقوط، خصوصا وإن الانتفاضات الثلاثة وبإعتراف النظام عموما والمرشد الاعلى خصوصا قد کانت بقيادة منظمة مجاهدي خلق الند والغريم والخصم الرئيسي بل وحتى بديل النظام، ولم تعترف المنظمة منذ البداية بهذا النظام ورفضته وخاضت وتخوض ضده صراعا من أجل إسقاطه، وهذا مايعطي عمقا وبعدا غير عاديا لهذا الموضوع.
لم يعد منصب الولي الفقيه مصانا وذو هيبة کما کان أيام الخميني، بل إنه أصبح عائقا لم يعد صعبا الوقوف بوجهه ومواجهته من جانب الشعب الايراني نفسه والشعوب الاسلامية الاخرى، وهذا مايعتبر بمثابة إنذار قوي جدا للنظام برمته وليس لجناح خامنئي أو الجناح المتشدد کما يصفونه لوحده بل کلا الجناحان ومن هنا فإن سقوط هيبة المرشد الاعلى کمنصب وکشخصية في حد ذاتها، تدفع بالنظام شاء أم أبى للبحث في طريقة أو حتى طرق من أجل معالجة هذا الخلل والذي يعني في خطه العام بأن ثمة ثغرة کبيرة قد تم فتحها في أهم وأخطر جدار للنظام، ولکنمن المستحيل أن يتم معالجة هکذا خلل استراتيجي يواجه أصل وأساس النظام، فالنظام قد سمي بنظام”ولاية الفقيه” وعندما يفقد الولي الفقيه مکانته وإعتباه فإن لذلك معنى واحد فقط وهو إن هذا النظام قد أصبح في مهب الريح!