18 ديسمبر، 2024 8:53 م

نظام غير جدير بحکم الشعب الايراني

نظام غير جدير بحکم الشعب الايراني

إستمرار التظاهرات الغاضبة لأهالي مدينة الاهواز لعدة أيام إحتجاجا على البرنامج المشبوه الذي بثه تلفزين النظام و ترديدهم شعار ضد سياسة القمع الهمجي والطائفي والعنصري لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، يأتي کدليل جديد من الواقع على عدم جدارة هذا النظام المشبوه أن يحکم الشعب الايراني، فهو يفرق بدلا من أن يجمع الشعب في بوتقة و صف واحد و يزرع الحزازات و الفتن بدلا من أن يقطع دابرها.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الدي يواجه سلسلة من الازمات السياسية و الفکرية و الاقتصادية الحادة ولايعرف لغة أو اسلوبا للتعامل به مع الشعب الايراني سوى لغة القمع و الاعتقالات و التعذيب و الاعدامات، معروف أيضا بلغته و اسلوبه العنجهي الملئ غطرسة و کبرياء فارغ، وإن سماحه ببث برامج طالما إستهدفت أعراق و طوائف الشعب الايراني، صارت واحدة من الظواهر المألوفة لدى هذا النظام من کثرة تکرارها، فقبل الاهوازيون کان هناك الآذريون و البختياريون و غيرهم، وهذا مايؤکد حقيقة الطابع الطائفي العنصري المتغطرس لهذا النظام ومن إنه يعادي جميع مکونات الشعب الايراني دونما إستثناء.
الاحداث و التطورات الجارية في الاهواز و في مدن أخرى مؤيدة لها، تدل على مدى الاحتقان الذي يشعر به ضد هذا النظام الذي يواصل دونما توقف سياساته الاستفزازية الخبيثة التي تسئ لوحدة الشعب الايراني و لأمنه و إستقراره، ولاريب من إن تعاطف مدن أخرى مع الاهوازيون بشکل خاص و العرب الايرانيون بشکل عام، يثبت رفض مختلف مکونات الشعب الايراني لهذا الاسلوب و إدانته و البراءة منه، وهو مايدل على إنه يجسد موقف و رؤية النظام نفسه.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يواجه مشکلة في التعاطي و التعامل مع القضايا العرقية و الطائفية و الدينية في إيران و التي تتعمق أکثر بسبب من سياساته غير السليمة و عدم إمتلاکه لرؤية موضوعية لهذه القضايا، هي واحدة من الاسباب الموجبة الاخرى التي تؤکد على جدارة هذا النظام بحکم الشعب الايراني و وجوب تغييره بأي ثمن کان، وإذا ماکان هذا النظام يقوم بقمع الاقليات العرقية و الدينية و يزيد من معاناتها، فإن المجلس الوطني للمقاومة الايرانية کان له على الدوام موقف إيجابي ملموس من قضية الاقليات القومية و الدينية، ولعل ماقد أعلنه القيادي البارز في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، محمد محدثين في لقاء مفصل له مع صحيفة السياسة الکويتية تم نشره في 25-12-2017، يجسد ذلك بوضوح عندما أکد قائلا:” في البرنامج المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، في سبتمبر 1981، هناك مادة تؤكد ان من أجل ضمان الديمقراطية في ايران ومن أجل ضمان استقلالها، فان الحكم الذاتي للقوميات المختلفة أمر ضروري. الحكم الذاتي ليس شيئا تم تقديمه كهدية من المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ومنظمة “مجاهدي خلق” بمثابة أخ أكبر،الحكم الذاتي عبارة عن ضرورة للانسجام والتآلف.”، وهذه ملاحظة أخرى تثبت بأن المقاومة الايرانية أکثر حرصا من النظام على مکونات الشعب الايراني و التعايش فيما بينها بأمن و سلام دونما تفرقة و کراهية.