“كانت شعوب العالم أجمع تعيش في الحجر الصحي بعد مرور عام من تفشي وباء كورونا نتيجة لاحتدام عواقبه، إلا أن أبناء الوطن في إيران اضطروا إلى اختيار الموت عن طيب خاطر ونزلوا في الشوارع بحثا عن لقمة العيش بسبب غياب الدعم الاقتصادي الحكومي لهم، وتعرض أشخاص آخرون في المجتمع أيضا إلى اضطرابات نفسية بسبب الإحباط، ومن المؤسف أن بعضهم فارق الحياة… إلخ”، هذا جانب مما ذکرته صحيفة”جهان صنعت”الحکومية وهي تتحدث عن التناقضات الکبيرة في تصريحات مسٶولي النظام بشأن وباء کورونا ومن إن بعض المسٶولين قد اتخذ البعض من هذا المرض مزحة ونفوا وصوله إلى البلاد، وأدى ما تقدم إلى البطء في تقديم الرعاية الطبية للمصابين وارتفاع معدل الوفيات.
هذه الصحيفة تحذر من تفاقم الامور ولاسيما وهي تشير الى الاوضاع تسير بذلك السياق عندما تقول: “وينتاب أبناء الوطن القلق اليوم على مستقبل المجتمع وعلى حياتهم، نظرا لأن المجتمع على حافة أزمات كبيرة… إلخ، وإذا ما تراكمت الأزمات وغض نظام حكم الملالي الطرف عن سماع صوت المحتجين، فإن من شأن استمرار مثل هذه الظاهرة أن يستنزف صبر المواطنين ويفيض بهم الكيل.. إلخ، والجدير بالذكر أن الظروف الحالية التي تشهدها البلاد تشي بأنها على وشك أن تشهد تطورات خطيرة”، وبنفس السياق والاسلوب تحذر صحيفة “اعتماد” الحكومية أيضا ولاسيما عندما تٶکد على إنعدام الثقة بين الشعب وبين النظام
من دون شك فإنه ليس هاتان الصحيفتان فقط وإنما أغلب وسائل إعلام النظام وکذلك قادة ومسٶولون قد حذروا على الدوام من الاحتمالات السلبية ضد النظام وإندلاع إنتفاضة عارمة ضده، ويبدو إن صحيفة”رسالت” التابعة لجناح خامنئي والتي تعکس وجهة نظره الى حد بعيد، قد أفصحت عن نوايا النظام ومايجب أن يقوم به من أجل مواجهة هذه التطورات السلبية ولاسيما من حيث کشف المعلومات بشأن قصور وإنتهاکات وجرائم النظام وهي ترى إن السبيل الوحيد المتاح من أجل ذلك يکمن في التصفية والاستئصال الداخلي، خوفا من الغضب المتفجر للشعب واحتدام أزمات هذا النظام، وكتبت تقول أن “تصفية الأفراد المفترضين الذين ينأؤون بأنفسهم عن النظام أصبح أمرا ملحا بشكل غير مسبوق، وقد حان الوقت لتولي التيار المنتمي لولاية الفقيه زمام الشؤون التنفيذية للبلاد”، وهو مايعني بطبيعة الحال وبصورة واضحة جدا لايمکن التستر عليها الدعوة لتشديد القبضة الحديدية للنظام ليس ضد الشعب فقط بل وحتى ضد مسٶولي النظام وإن الاوضاع عندما تصل الى هکذا منعطف بالغ الخطورة فإنها تفصح عن إن النظام قد أصبح في وضع خطير جدا ولکن، هل سيتمکن من الخلاص عن طريق تشديد القبضة الحديدية وهو أمر فعله نظام الشاه في أعوامه الاخيرة وأدت الى سقوطه، ويبدو أن التأريخ سيعيد نفسه حتما!