10 أبريل، 2024 12:18 م
Search
Close this search box.

نص فلسفي في الانسانية والعشق

Facebook
Twitter
LinkedIn

1
كن انسانا قبل ان تكون الة تدور في فلك فوضى الحياة …..
دائما اقول هذا الكلام لذاكرتي المستباحة من اسطول الحروف والكلمات ودائما اردد هذا الكلام امام الاخرين لا ادري اشعر ان نداء الحضارة يناديني كي اواصل ثورتي ضد الجهل والتخلف …..
فالانسانية ليست صفة وليست وهما عابرا ولا تمت بصلة للواقع والخيال …..
الانسانية قضية فكرية وفلسفية لا يمكن الوصول الى اولى درجاتها دون تخطي كبرياء وتعالي وفوقية الذات …..
الانسانية ثورة مقدسة لا يحملها الا الثائرون على هذا الواقع المتعفن القذر الذي تعيشه البشرية ما بين قتل ودمار وسفك للدماء …..
الانسانية بحد ذاتها حضارة غير مكتشفة الا لمن اكتشف عشرات الحضارات في داخله …..
فالموسيقى حضارة والسينما حضارة والحب حضارة والقيم والمبادىء حضارة والشعر حضارة والعقل حضارة والطفولة حضارة لكن اعظمها الانسانية …..
الانسانية ليست كلمة فحسب بل هي تعبير وتصرف وشعور وموقف وانتصار ثورة يبقى محفورا في نسمات الريح وقطرات المطر وبياض الثلج …..
2
يوما ما ستبدأ رحلتي مع الحضارة …..
رحلة الحضارة هي الاسم الذي اطلقته على مسيرتي التي ستنطلق يوما ما مشيا على الاقدام لكي اتحدى الواقع المتعفن القذر الذي تعيشه البشرية لكي اثبت ان الانسانية هي المورد والطاقة الطبيعية الحقيقة الغير مكتشفة لحد يومنا هذا …..
سأحمل معي اوراقي اقلامي وغيتاري وكل ما املك من اسطوانات موسيقية لياني وساتي وسأبدأ رحلتي بدون ان اضع نقطة لنهاية رحلتي سأكتب الشعر والقيه على المارة من امامي وسأعزف الغيتار للعشاق وسأستمع للموسيقى وانا اسير كي لا يحاصرني الجوع والعطش …..
سأمضي في دروب هذه الارض ولن احمل معي نقودا ولا ساعاتي الباهظة الثمن وعطوري الفاخرة ولا نظاراتي الشمسية ذات الماركات المشهورة …..
اريد ان اعيش الفقر والالم والتعاسة والقسوة اريد ان اعرف كيف تتعامل الحضارة مع الجائعين والبائسين والتائهين والضائعين لكي اعرف كيف اقاتل هذا العدو المفترس الذي يفتك بالانسان ويجعله عبدا لفوضى الحياة …..
سأكون المعلم الذي يريد ان يتعلم من جديد سأقص على المارة كل ما اعرفه عن الفكر والثقافة والشعر سأعلم البسطاء والفقراء مبادىء التحدي والارادة والثقة بالنفس والتواضع واحترام الذات والمحبة ومبادىء الوفاء والاخلاص والولاء للانسانية …..
لذا ادعو الله خالق الارض والسموات سيد هذا الكون وما قبله وما بعده ان يطيل عمري وان يعطيني القوة جسديا وفكريا وفلسفيا فلدي الكثير من العمل كي انجزه من اجل الانسان من اجل الانسانية …..
 
3
 
الم العشق ام الم الحضارة بدءا من فوضى الحياة وصولا الى الواقع المتعفن القذر الذي تعيشه البشرية
هذا السؤال لطالما ارهقني واتعبني ولطالما ارعبني وافزعني كمبدع يكتب ومثقف يقرأ …..
وصلت في المحصلة النهائية الى جواب مثالي يقنع عقلي وذاكرتي المستباحة من الالف الى الياء بكل شيء …..
فألم الحضارة يمكن السيطرة عليه وتخفيفه ومن ثم القضاء عليه بالثورة الانسانية فهو الم حاد لكنه ليس مزمنا ويمكن علاجه فكريا وفلسفيا …..
اما الم العشق …..
لا علاج له لا دواء له لا كتاب يشفيه لا حوار ونقاش يضع حلولا له …..
فالعشق والحب والغرام مرض يصيب العاشق والعاشقة والخبر السار هو انه مرض لطيف ناعم ساحر خلاب طبيعي بلا الوان ومنكهات صناعية خفيف الظل  له مذاق شهي وحلو كعصير الموز والحليب مع قطعة كاتو مغروقة بالكاكاو صباحا وشيش تكة لحم خروف وشيش تكة قلب خروف وشيش تكة جلاوي خروف وشيش كباب خروف ويا بصلة كبيرة الحجم ويا اتلاث اربع قواطي بيرة بفاريا ويا جم جكارة وينستون سلفر رفيع رصاصي هذا من ناحية المذاق اما من ناحية العقل فهو مرض يصيب الاحساس والشعور والكبرياء …..
الخبر السيء انه مرض يقتل في النهاية لأنه ينتشر بسرعة في الذاكرة وصولا الى الفؤاد  …..
فالعشق يهدم رجولة الرجل ويقضي على احلام الانثى بالسيطرة على مشاعرها واحاسيسها …..
العشق حالة عبثية فوضوية ميليشياوية لا حاكم لشريعته سوى القلب …..
القلب الذي لا يملكه العاشق ولا العاشقة فالانسان يملك كل شيء في جسده وروحه وعقله الا القلب فهو يملك الانسان فبقدر ما يكون العشق رائعا فهو يحمل في ذات الوقت الما وقسوة واهانة …..
فألم الجسد يخف وقسوة فوضى الحياة تخف والاهانة يمكن ارجاعها واهدائها بأي وسيلة كانت اما لو كان القلب هو المعني بهذا وهو الجاني والمجني عليه فلا الم يفوق الم العشق ولا قسوة تفوق قسوة العشق ولا اهانة تغفر دمعة الحبيبة …..
فعندما يتخاصم اثنان يمكن تسوية الخصام بطرق عديدة وعندما يحزن المرء فهناك من سيحول هذا الحزن لفرح وعندما يرى المرء دمعة طفل فقطعة شوكولاتة كفيلة بتحويل تلك الدمعة الى طاقة من السعادة لا مثيل لها وعندما نتذكر الماضي وايام الدراسة ويوميات اللعب والشغب والمتاعب للأولياء امورنا فالحاضر يغفر لنا لأننا كبرنا وتعلمنا الكثير من اخطائنا …..
عندما اجرح صديقا او صديقة بكلمة عابرة يمكن الاعتذار فالاعتذار عند الخطأ المقصود واللامقصود هو احترام لذاتنا قبل ذات الاخرين وعندما يحاسبني رب عملي على عمل لم انجزه بطريقة مثالية فمعنى هذا انه يريد الافضل لك وعندما ينصحنا من هم اكبر منا سنا يجب ان نستمع لنصائحهم بعيدا عن قناعتنا الشخصية لكن ربما نصيحة ما تجعل المرء يفكر قبل ان يقوم بعمل خاطىء …..
اي بأختصار شديد كل شيء يمكن حله ونسيانه وتحويله من خطأ الى صواب …..
لكن العشق غير قابل للحل والنسيان والخطأ والصواب العشق عشق بحروفه بعباراته هو هكذا خلق منفردا لا من قبله جبل ولا من بعده بحر وانما مساحة شاسعة لا نهاية لها …..
احيانا كلمة جارحة للحبيبة تقتل الحب احيانا لحظة فارقة من الزمن ينهار الرجل فيها ويفقد اعصابه فيها كفيلة بردم وهدم قضية عشق حكم القلب عليها بالعشق مدى الحياة …..
انا لا اعرف من يكون الرجل لكي يحمل هكذا كبرياء في داخله لا اعرف بأي معنى يفهم رجولته هذا السؤال لطالما حيرني كثيرا مثل الكثير من الاسئلة التي حيرتني ولا اجد لها جوابا …..
فالعشق هو العشق ان كان اهانة او كبرياءا لكن يبقى الجرح …..
الجرح الذي لا يندمل ابدا لا اليوم ولا غدا ولا بعد قرون سيبقى محفورا في الاماكن والفضاء وزوايا الحضارة ومسالكها المكتظة بفلسفة العشق …..
العشق رغم روعته وسكونه وهدوئه لكنه هكذا في احلى لحظاته لكن ما ان تألم حينها يثور الماضي والحاضر والمستقبل فهو هائج كموج البحر ما ان صادف عاصفة …..
وما اكثرها العواصف والمشكلة انها عواصف تقتل العشق برصاصة اسمها الرجولة …..
فلطالما احدث الرجل العواصف مع كل انثى عرفها …..
انا اعرف رجلا بهذه المواصفات يمكن القول انه صديقي الصدوق وربما يسكن جسدي وروحي ولما لا اكون اكثر صدقا …..
 انا هذا الرجل وهذا ما فعله العشق فيه ….. الالم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب