23 ديسمبر، 2024 8:17 ص

نصيحتي الجميلة لأساتيذ الفنون الجميلة .!

نصيحتي الجميلة لأساتيذ الفنون الجميلة .!

 قبلَ البدءِ بالبدءِ , فمقولة < الفن لغة الشعوب > ,فأنما لمْ يجرِ تجييرها وتوظيفها لتطعيمِ وتجذيرِ وتعزيزِ روح المواطنة في البلد و التي تعرّضتْ بعض اجزائها الى عدوانٍ سافر وكافر من قِبَلْ فيروسات سياسية بشرّية .!
 وعند البدءِ بالبدءِ , فلدينا نُخبٌ متميّزةٌ في الفن يجري تبادل الأنخابِ نخبَها ونخبَ نخبويتها ” معنوياً ” على الأقل .!!
ولدينا ايضا ضمن ما لدينا عدا ” النفط والميليشيات ” , مؤسّستان تكاد تغدو عملاقتان في الفن لو جرى الإهتمام بهما و التأمّل بأهمية مهامّها بأكثرِ من مليون مرّة ومرّة عمّا هي حالتهما الآن , ” اوّلهما ” اكاديمية الفنون الجميلة التي تضطلع بالدور  التمهيدي والتدريبي والتعبوي لولوج بوابات الفن , لكنّ عمادتها واساتذتها يُغيّبون انفسهم عمداً او بدون عمد ” والنتيجة واحدة .! ” عن دَورهم المطلوب بألحاح على صعيد المجتمع او الأمّة , و ” ثانيهما ” فهي – نقابة الفنّانين – الغاطسة والمنهمكة بالجانب الأداري لمتابعة شؤون  المنتسبين للنقابة اكثر منه بأضعافٍ مضاعفة لإنزال وإبراز دور ” الفن ” في الساحة الملتهبة , الى ذلك فلربما نضطر للإستدارةِ النسبيّة او الإلتفاتِ قليلاً الى ” وزارة الثقافة ” التي تناوبوا عليها او على جسدها عددٌ من الوزراء كانت غالبيتهم القصوى والعظمى مّمن لا علاقة لهم بالثقافة .
  إنَّ ” الفن ” قد اتّسعت ابعاده وبَعُدَت مدياته , والفنُّ قد تطوّرَ الى ” تفنُّنٍ ” في كلّ منحى وزاوية وحتى في إظهار وتجسيد الفنّ ذاته , وصار اصطناع ” الكاريزما – CHARISMA ” فنٌّ من الفنون , واذا ما تأمّلنا كلمة ART فأنها لا تعني ” الفن ” فقط , فمن معانيها الأخرى هي ” الإبداع والبراعة في ايّ عمل , كما أنَّ ” كليّة الآداب ” بمجمل ومختلف فروعها التخصصية فأنها تسمّى في الأنكليزية < COLLEGE OF ARTS > .
الفنُّ في العراق بحاجةٍ مُلحّة و ماسّة لتغيير مفاهيم الحياة , وبوسع الفن أنْ يغدو أحد ابرز وسائل التعبير , وبمقدوره أن يضاهي الإعلام او وسائل الإعلام , وصار من المطلوب أنْ تنطلق فروع واصناف الفن بفلسفةٍ جديدة وفي آنٍ واحد , فالمجتمع برمّته يريد إشباع رغباته وإرواءها بما هو جديد ومغاير لما يحفل به من ترسّباتٍ فكرية وغير فكرية ايضا .!
   ثُمَّ , بعيداً عمّا في اعلاه , ولأننا واقعيّون , ولأننا ايضا ” براغماتيّون ” في هذا الجانب , فلا نتوقّع قفزةٌ يقفزونها اعمدة الفن في البلاد وينقلونا فيها الى حياةٍ نتلذّذُ بحركتها وجزئياتها , فلنخاطب أساتيذ الفن عندنا بطريقةٍ اخرى ولعلّها بلغةٍ اخرى لا تخرجُ عن دائرة الفن : –
  إنَّ الكثيرين جداً من المواطنين وبأعمارهم المختلفة يمتلكون هواياتٍ ورغبات لتعلّم وممارسة احدى فروع الفن كارسم او العزف على احدى الآلات الموسيقية او النحت . والخ , ودون ان يكونوا محترفين فيها , ولكنّ ذلك لا يعني ان يكونوا مرغمين للإنتساب الى اكاديمية او معهد الفنون الجميلة ويمضون فيها عدداً من السنين لكي  يقوموا بتنميةِ هوايةٍ ما تجتذبهم , وهم ليسوا بمتفرغين لذلك اصلا , ومن خلال ذلك فمطلوبٌ من الأساتذة الأكاديميين وكذلك من المتخصصين في فروع واصناف الفن المختلفة القيام بتأسيس وافتتاح معاهد مسائية معتبرة ودورات تخصصية في بعض هذه الفروع الفنيّة ولفتراتٍ ليست طويلة بغية استيعاب الأسس الرئيسية في هذا التخصص او ذاك , ومثل هذه الدورات ينبغي استمرارها على مدار السنة , ومن غير المستبعد أنْ سيلجأون اليها حتى كبار السن وبعض المتقاعدين واوساطٌ عمريٌّة مختلفة , كما ستكون مبادرةٌ جميلة منبثقة من ” الفنون الجميلة ” لو جرى افتتاح معاهد اخرى بهذا الشأن في العطلة الصيفية لتستفيد منها جموع الطلبة , كما ستكون مبادرةٌ جميلةٌ اخرى لو تدخّلت الدولة في ذلك وخصوصا في تهيئة الأمكنة المكيّفة والمستلزمات الأخرى كي لايقع عبئ ايجارات الأبنية على مَن يقع , وبالتالي سيقع وينعكس على الأجور التي يدفعوها الراغبون بذلك .
   إننا في العراق وفي ظلّ اوضاعٍ تنعدم فيها وسائل الرفاهية والتسلية الأجتماعية , قد نكون احوج من غيرنا من بقية الشعوب لفتح بوابات الفن على مصاريعها وإدخال اعلى نسبة من الجماهير في اروقتها .
[email protected]