الذين ينتظرون من وراء مكاتبهم تقارير سقوط سورية وإنكسارها أمام الجماعات الجهادية وأدواتها، سينتظرون كثيراً، لأن سورية تمتلك إرادة الإنتصار على المؤامرة والمتطرفين، والأهم في الحرب السورية أن الجيش العربي السوري إمتلك إرادة المواجهة، فكان الصمود والتصدي، وكانت المعجزات التي تجسدت فعلاً، مقاومة قلبت المعادلات وأجهزت على المخططات التي رصدها أعداء سورية لتدمير إرادة الحياة، والصفعة الكبرى كانت في مقابلة الرئيس الأسد الأخيرة التي كان مليئة بالتحدي وكسب الرهانات الصعبة وتجاوز الصعاب، بذلك تتجه سورية نحو الفصل الأخير من النصر بعد تمكن الجيش من سحق الجماعات الجهادية في البلاد.
المتابع للمشهد السوري، يرى بوضوح أن سورية تتجه نحو نافذة النصر والحسم، إذ وجه الرئيس الأسد في كلمته رسائل قوية في غاية الأهمية و تحمل في طياتها الكثير من المعطيات والمعلومات إلى الداخل والخارج السوري ، تثبت حالة إصرار الجيش السوري الذي عهد ، بـ”نصر نهائي وكامل” على الجماعات المتشددة والفصائل المسلحة في ادلب، بقوله: “بأن تحرير ادلب بات قريباً”، كما بعث رسائل ساخنة وخطيرة إلى دول إقليمية تدعم الإرهاب وتستخدمه بكافة الوسائل والإمكانيات، في وقت أكد فيه الأسد على قدرة السوريين على الانتصار.
ان نظام الهيمنة بزعامة أميركا يسعى للحد من قوة سورية في المنطقة وتحويلها من لاعب قوي الى لاعب ثانوي في المنطقة، وفي هذا المجال انضمت بعض الدول العربية وتركيا إلى السياسة الأميركية مندفعة بعدائها لسورية في محاولة لقيادة العالم العربي، مراهنة على انهيار سورية وجيشها، لكن بعد أكثر من تسع سنوات من الأزمة السورية وجدت أمريكا وحلفاؤها إن الزمن لا يلعب لصالحهما بعدما يئسوا من قدرة الجيش السوري على إخماد المؤامرات التي تحاك في الداخل، لذلك فالمشهد الراهن يكشف على أن سورية صامدة، في وجه التقسيم والتفكيك .
اليوم أصبح بنك المعلومات السوري غزيراً بالمعلومات والتحركات التي تتعلق بالقوى المتطرفة والمجموعات المسلحة، لمواجهة المخططات التي يمكن أن تدفع هذه المجموعات باتجاه الشروع بمخطط خلط الأوراق أو استهداف أماكن معينة من بلدان مختلفة، وما حصل ببعض الدول الأوروبية فهو مؤشر حول الإستنفار الأوروبي الذي يتعلّق بإعادة الحسابات نحو سورية التي استطاعت بقدرة جيشها من احتواء شبكات القاعدة،ومن هنا بدأت الدول التي ساعدت ودعمت الإرهاب تهرول مستجدية سورية، و يطلبون من القيادة السورية المساعدة لكبح جماح القاعدة، من خلال كشف مخزون المعلومات المتوفرة التي أستطاعت المخابرات السورية الحصول عليها، وفي هذا الإطار أرى بأن مختلف الدول الإقليمية والدولية ممن دعمت الأرهاب في سورية ستضطر قريباً إلى التعامل مع القيادة السورية من جديد.
في سياق متصل إن الإدارة الأميركية اقتنعت بشكل كامل بأن لا مخرج لها من مستنقع الفشل الذي إنغمست به في المنطقة، إلا بالخروج من سورية، خصوصاً أن الرهانات الأميركية –الغربية على وكلائها الإقليميين فشلت على مدى سنوات متعددة في إسقاط سورية ،وفيما يتعلق بتركيا، أن قياس ربح أو خسارة تركيا من التطورات التي تجري في المنطقة، تعد من أهم الخاسرين في الإقليم، لا سيما بعد صمود الجيش السوري وطرد داعش من بعض المناطق السورية.
في الاتجاه الآخر إن ما يتجه إليه العالم من مآسي وعدم إستقرار في المنطقة، بالإضافة الى الأزمات الكبرى على المستوى العالمي هى نتاج الحرب السورية، فعلى خلفية هذه الحرب ظهرت داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية وتحولت إلى مشكلة دولية، وإندلعت الحروب في المنطقة، وأصبح هناك عدم استقرار في أسعار النفط ، لذلك العالم كله اليوم فى قبضة سورية، ولكي نتخلص من كل هذا لا بد من إيقاف الحرب في سورية، هنا يمكنني القول إن استقرار سورية هو من استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم بأكمله وتبقى سورية مفتاح الحل ومقدمة الاستقرار في المنطقة.
مجملاً… اليوم سورية تؤرق مضاجع قادة الغرب وجنرالاته، وستثبت الأيام القادمة إن كل الرهانات على إسقاط سورية هي رهانات خاسرة، فكلمات وأحاديث الرئيس الأسد جاءت لتؤكد أن سورية قادرة على دحر المؤامرة ومواجهة التحديات، وباختصار شديد…. إن الإرهاب يلفظ آخر أنفاسه، وهذه هي صرختهم الأخيرة، وأن المرحلة القادمة ستشهد القضاء على الإرهاب وإجتثاثه من كل الأرض والمناطق السورية.