تعقيباً على منشور المدعو جابر شلال الجبوري في ( صوت العراق )
إنتابني أسف شديد لما وصلت اليه مستويات المقالات التي تنشر على مواقع وصفحات نالت سمعة جيدة وأصبحت معروفة لدى القارئ العربي عموماً والعراقي على وجه الخصوص وانا أطلع بالمصادفة على منشور بعنوان ( نصيحة للمسؤولين العراقيين لدى زيارتهم واشنطن ). فاجأني الأسلوب المقزز الذي خرج به الموضوع والخروج عن المستوى الأدنى من اللياقة وأسلوب النشر الذي يحترم الذوق العام والجمهور الذي يستطيع ان يتعرف الى مستوى القائل من محتوى القول، فأحسست بالصدمة لما وصل اليه العمل الصحفي من انحطاط الفكر الذي أصبحت في ظله حرية الرأي سَوءةً بدل أن تكون مظهراً من مظاهر الرقي الإنساني والرفعة الفكرية. ولكون الكاتب نكرةً من كثرة الزَبَد الذي خلفه تلاطم أمواج السياسات الرعناء التي توالت على ارض الرافدين ومهد الحضارة ودخيلاً مسيئاً بحق هذه المهنة الرفيعة وجدتني مُثار الفضول بالتقصي عن هذا الإسم في مجاهل السلطة الرابعة التي يبدو أن القذارات التي أصابت السياسة وتجاذبات الانتماء دسّاً وتشويهاً وتفتيتاً وهدماً في الوطن العربي المنكوب قد أصابت – وبشكل أكثر تلوثاً وأعمق انحداراً – مسالك الفكر والرأي وحرية التعبير.
من خلال البحث عن هذه الشخصية البهلوانية – بدافع الغيرة على حرية الفكر والرأي كقيمةٍ عليا لا يجب ان يساء استخدامها ، وحرصا على المجتمع العائلة العراقية ، ومن جانب آخر غيرةً على تبرئة أعمامنا عشيرة الجبور العراقية الأصيلة مما قد يؤخذ عليها بسبب هذا الدعيّ وأمثاله وهي المعروفة بعروبتها وعراقيتها وتاريخها وانتمائها الأصيل .. اطلعت على كتابات سابقة لهذا الشخص ويبدو أن سلامة القصد الذي أزعم انه عراقي عربي خالص قد سهلت وصولي الى أناس قريبين منه ومطلعين على تاريخه وحاضره فتبين ما يلي مما سأقدمه قبل الرد على الخزعبلات والسموم التي جاءت في نصيحته المزعومة :-
١ . المدعو جابر شلال هو شبه أمي ويجيد القراءة والكتابة ( بالكاد ) ويستخدم أجيراً من طينته من الحاقدين على العراق وأهله ووحدة شعبه وعروبته ليكتب له هذه ( النصيحة !! ) المخزية وغيرها من المنشورات المسمومة التي تنشر بتوقيع هذا الشخص.
٢ . أنه كان في فترة النظام الصدامي المقبور يعمل بالتجارة في منطقة الشورجة ببغداد بدعم من قبل البعث والحكم الصدامي ومصالح متداخلة معه ، وخصوصاً من قبل تنظيمات حزب البعث وعناصر جهاز الأمن سيء الصيت آنذاك ، مع معلومات من مصادر موثوقة بأنه كان يعمل وكيلاً لذلك الجهاز كمخبر سري تسبب في إيذاء من حوله وفي رقبته خطايا عوائل كثيرة ممن تسبب في تدمير وقتل أصحابها على يد ذلك الجهاز الذي يعرف العراقيون سطوته وقسوته ، وخصوصاً من أبناء الشيعة الذين كانوا حينها هدفاً للنظام ولجهاز أمنه البغيض.
٣ . أنه شخصية تحمل بشكل غريب إنفصاماً مركباً في الشخصية ( الشيزوفرينيا ) ليس بوجهين بل بوجوه لا حصر لها تدل دون شك على أمراض شخصية اجتماعية وعقد وأحقاد وتعقيدات نفسية توحي بتاريخ موبوء. فهو يدعي انه شيخ عشيرة ، في حين يجمع شيوخ عشيرة الجبور على عدم معرفته ومن عرفه منهم يؤكد أنه نكرة لا يعترفون بانتمائه فضلاً عن ادعائه.
وهو معروف بإقامة حفلات الغناء والرقص الماجنة في أمريكا امتداداً لما معروف عنه في العراق ايام البعث من احياء حفلات الغجر المعروفين ب ( الكاولية ) ، وعلى النقيض فهو في نفس الوقت يقيم مناسبات الذكر والدروشة التي تستخدم فيها الدفوف ومجالس عزاء الأئمة ( عليهم السلام ) وفي نفس القاعات والأماكن التي يقيم فيها الحفلات المذكورة ويحتسي فيها الخمر ، كما أنه يقدم نفسه قارئاً للقرآن الكريم في المناسبات ، وهو أمي لا يعرف شيئاً من أصول قراءة القرآن الكريم ويعتقده لا يختلف شيئاً عن الغناء الذي يحلو له في حفلاته الماجنة ، هذا بالاضافة الى تمسّحه بالمسؤولين في كل وقت وزمان وعلى اختلاف التوجهات.
وعودةً الى المقال – النصيحة ، والحديث موجه الى المدعو جابر شلال ( ولا أظنه جبوري ) :-
١ . إذا كان التاريخ يحدثنا ان من يخونون شعوبهم وأوطانهم وأعراضهم ( لغايات شخصية دنيئة ) هم من يلقون حتوفهم على أيدي من استعملوهم ، فحري بك ان تتهيأ لهذه النتيجة التي أؤيد قولك بأنها مصير أولئك الذين لا شك أن تاريخك ونتاجك يمثل أوطأ ما يمكن الوصول اليه في ذلك.
٢ . إن الحقيقة الساطعة شمس لا تغطيها الغرابيل مهما بلغت جودتها ، فكيف بغربال متهتك لا يحجب حتى الصخور ؟! فقصة الشيخ الكبير ذو التاريخ الناصع العظيم ( خميس الضاري ) يعرفها العراق والوطن العربي والعالم تاريخاً مشرقاً تنحني لعظمته الجباه ويفخر به العراقيون وعشائرهم الأصيلة على اختلاف الأديان والقوميات والمذاهب ويعتزون به إرثاً لكلهم وليس لعشيرته ومنطقته فقط، والعالم كله يعرف ان هذا الرجل الذي أصبح مثلاً يعتز به كل عراقي شريف هو الذي رفض الضيم والاحتلال وقاتل من أجل حرية العراق وسيادته
بقضائه على الحاكم العسكري البريطاني ( الجنرال لچمن ) حتى تغنت به عشائر العراق من أقصى جنوبه الى أقصى شماله بالأهزوجة العراقية الوطنية الشهيرة :
( هز لندن ضاري وبچاها — وخل لندن تدفن موتاها ).
٣ . إن من دلالات لا عراقيتك هو هذا الأسلوب المقيت عندما تتهم أهلنا أبناء السنة ( بالمجمل ) بالتجسس والخيانة متناسياً أن صفة ( العراقية ) وأصول العشائر التي تدعي – زوراً – الانتماء لها والتي بنيت عليها أسس الإلفة العراقية هي التي تربو وتطغى على اختلاف الانتماءات الدينية والقومية والمذهبية والإثنية.
هذا دليل واضح على العقد والأمراض التي تعتريك لتجعل منك أداة رخيصة بأيدي أعداء العراق وأهله ووحدته. فهل يمكن لنكرةٍ مدسوس ان يطمس التاريخ الذي يثبت أن الشيخ ( ضاري المحمود ) حكم عليه بالإعدام بسبب قيامه بإنهاء الجنرال ( لچمن ) لمحاولته الاستهانة بعشائر العراق ؟ وهل يستطيع احد ان ينكر ان العراق كله جعل من تشييع الشيخ ضاري ( رحمه الله ) مهرجاناً للتغني بالوطنية العراقية الخالصة ، وأن مجالس العزاء باستشهاده أقيمت في منازل عشائر العراق الأصيلة من جنوبه الى شماله ومن غربه الى شرقه ؟؟
٤ . ألم تكن انت من عبيد سجّودة وأخوة صابرين ( كما وصفت في منشورك المخزي ) ؟ أليس من يطعن بشرف الناس قد هان عليه شرفه أولاً ؟ أدعوك الى استرجاع شريط الذكريات لترى انك تتحدث عن نفسك وانت تتكلم عن المسؤولين العراقيين الذين يستجدون المصالح على أبواب أمريكا وغيرها بسنتهم وشيعتهم وكردهم والذين تتهيأ لتكون عبداً لكل من يأتي منهم الى سدة الحكم كم كنت ايام النظام المقبور وكما انت الآن عبد للنظام المتهرئ الذي أساء لسمعة شيعة العراق قبل غيرهم بعبوديته لأعداء العراق في ايران ومجاملتهم في دول الخليج العربي.
٥ . إن ما تعودته من خدمة لكل من يمسك زمام الأمر وتمسّح بأذياله من أنظمة العراق المتعاقبة لن يجديك في التمسّح والتزلّف حيث أنت ( في أمريكا ) كما هو واضح في أسلوب التحايل والمساومة التي يبدو انها منهج جبلت عليه ، فالأمريكان لن يتعاملوا معك بطيبة العراقيين ، وستكون بتزلفك ومصلحيتك مكشوفاً لتضعك أمامهم في موقع وصفك للخونة الذي افتتحت به منشورك البائس ، وسترسم لك المصير الذي وصفته والذي تعيشه كما يبدو هاجساً يؤرقك.
٦ . إن التوقيع للأمريكان على ورقة بيضاء سوف لن يضمن لهؤلاء الذين تتحدث عنهم أي امتياز ، لأن توقيع الحكومة الحالية على بياضٍ بل والتنازل حتى عن توقيعها ليستخدمه أولياء أمورهم فيمهرون به كل الأوراق دون رأي لهذه الحكومة المهزلة وبغيابها قد جعل العراق أرضه وأهله ودماء أبناءه وخيراته ثمناً لكراسيهم الخاوية على اختلاف مذاهبهم وأديانهم وقومياتهم ، وهذا غاية ما يراد للعراق وليس بعده ما يفوقه انحطاطاً وخيانةً.
هل تعلم يا سيد أن إيران أصبحت تساوم من أجل مكاسبها أمام الغرب بالعراق بدلاً من تقديم شيء من ارضها وشعبها ومصالحها ؟!
٧ . كيف تدعو القادمين من خونة وعملاء وأجراء رخيصين من المسؤولين أن يتحدثوا باسم العراق وانت تخون وتجزء وتفرق وتفتت العراق بأحقادك وعقدك وأمراضك التي تنفثها في منشورك وما قبله كالسم الزُعاف الذي يعبّر بجلاء عن لا عراقيتك وعن دناءة الهدف التي تجردك من اي انتماء للوطن أو للشعب ولوحدتهما ؟ وإذا لم يكن للأمير أن يهب ما لا يملك ، فكيف يكون ذلك للعبيد؟؟؟