أراد شعب أن يستنشق أنفاس طعم حياة جديدة, عاش المعاناة والتعب لأكثر من ثلاثين عام, تحت أوامر حاكم جائر ظالم, أصابته الويلات بالسجون والحروب, والجوع والأمراض والجهل, إنتشرت به الأمية والتخلف, الذي لانزال نعاني منه, وسبب مصيرنا الآن .
نعمة الباري على قوم مسهم الضر, أن يرق قلب ظالم جائر متكبر, لينالوا شيئا من مستحقاتهم لتستمر الحياة, ويصارعون قساوة الظروف ومرارة الأيام الصعاب, منها علاج الأمراض السارية مجانا, وتخصيص مواد غذائية, وفق بطاقة تحددها, تسد إحتياجات الأسرة من الغذاء, وأحيانا تميل الأسر للجوع, لبيع جزء منها لسد مصاريف واجبة ومهمة جدا, كلوازم مدرسية لأبنائها, أو ملابس للذهاب لمقاعد الدراسة, التي كانت مجانية, وإلزامية على الجميع ان يذهب ابنائهم للتعلم والدراسة.
يعلم من يدفعون بعجلة البلاد للهاوية, أنهم يسلبون من الشعب هذه النعم, بتشريعاتهم وقراراتهم, بقصد أو جهل, هل يحاسبهم ضميرهم, عندما لا تستطيع العوائل الفقيرة العلاج, على نفقتها الخاصة ؟ وهل يغفر لهم الباري أعمالهم, وكثير العوائل يسلبون قوتها المعتاد, بحذف جزء كبير من مفردات البطاقة التموينية ؟ . صمت أصحاب الرأي وقادة المجتمع, إتجاه هذه الأعمال وهم يدركون خطرها, هل تجلدت قلوبهم؟ هو الأعلم بما في النفوس, هل إنشطرت خلايا حرملة اللعين, لجراثيم تتطايرتنخر قلوب الكثيرين, وتزيدهم قسوة, وإن أعددنا كم حرملة الآن بيننا, و أقسى منه يشهد تناثر الأشلاء, وتفشي الأمراض ورعب, وخوف وإرهاب, يصيب مجتمعنا يتقبلها ببرود أعصاب ويهونها, يخشى على مصالحه الخاصة تمس .
يصيب المصيبة مصاب أكبر, عندما يعلن المرفهين, وتحشو بطونهم خيرات البلد, رفع مجانية التعليم, كونها تؤثر على ميزانية الدولة, وقد تؤثر على مستحقاتهم المالية, التي تدفع لهم, ويصونها دماء الشهداء والجرحى, في ساحات الوغى, وأكثرهم من عوائل لا تستطيع شراء ملابس, ومستلزمات الدراسة لأبنائهم, فكيف يدفعون أجور التعليم ؟ .
أشد إرهابا وأقسى حرب نفسية, عندما العراقيون الشرفاء, يدافعون عن البلد, وتراق دمائهم, وعوائلهم لا تستطيع العلاج, وتتصارع مع جور تجار المواد الغذائية, و أبنائهم لا يستطيعون الإستمرار بالدراسة, والعابثين ينهبون الخيرات أمام الأنظار, وسط صمت عجيب, أعانكم الجليل على ما تعانون يا عراقيون ! فاق صبركم الأساطير, وأحاديث الأولين .. أن الفرج لقريب .