الف الحمد و الشكر لله سبحانه الذي اكرمني بالحج هذه السنة، ملايين الحجيج يصلون في المسجد الحرام، يستقيمون بلحظة و المؤذن يكبر )الله اكبر( . صلينا لمرات عدة و من بينها صلاة الجمعة، و لم نسمع اننا نصلي) صلاة موحدة !( قبل الغزو و الاحتلال البغيض، كنا نصلي في الجوامع و حين نزور الامام علي ( ع) و الامامين الحسين و العباس ( ع ) و الامام الكاظم ( ع ) و الامام ابو حنيفة النعمان ( رض) و سيدنا الكيلاني ( رض ) و الشيخ معروف ) رض(، لم ننظر الى بعضنا البعض، لنقول ” اننا نصلي صلاة موحدة “. المفروض ان يتغير هذا المصطلح الى ( الصلاة معا ). اننا نصلي معا لأجل العراق و العراقيين، نصلي معا دون تفرقة ارادوا تأسيسها و تعميقها، دون طائفية مقيتة اوقفها العراقيون بدمائهم الطاهرة. و اكرر ما اقوله دائما: ليكن الانتماء الأول للعراق، طبعا مع الاعتزاز و التمسك بقومياتنا و ادياننا و مذاهبنا. جميعا، اسسنا حضارات العراق و تاريخه المجيد، معا اسسنا ثقافة العراق المميزة التي جاءت من تلاقح ثقافات القوميات و الاديان و المذاهب التي تعيش معا في العراق منذ قرون بعيدة. نصلي معا و نسأله سبحانه ان يهدي الجميع الى ما فيه خير العراق و العراقيين الصابرين و المتصابرين و الذين تحملوا الكثير لأجل رفعة هذا البلد. ان العراقيين يستحقون ان يراجع الجميع انفسهم و يقرروا ان يعترفوا بالاخطاء و يعملوا يدا بيد لأجلهم. لنصلي معا لأجل ابتسامة صغارنا و فرحتهم، فرحة صادرتها منا الحروب و الحصار و الاحتلال، ليراجع الجميع انفسهم و ليقرروا وضع المصالح الخاصة و الكتلوية جانبا و وضع مصلحة العراق و العراقيين فوق اية مصلحة اخرى. نصلي معا لحفظ العراق من التقسيم، نصلي معا لايقاف الظلم و التهميش و التجاوز و الفساد. نصلي معا لنؤسس ثقافة التسامح و الحوار. نصلي معا، لا نستحدم مصطلح ( الصلاة الموحدة)، لأننا نؤمن بوحدة العراق ارضا و شعبا، نصلي معا و البقاء للعراق بحيل الله.