18 ديسمبر، 2024 4:41 م

نصر إستراتيجي كبير تحققه إسرائيل على إيران

نصر إستراتيجي كبير تحققه إسرائيل على إيران

حديث الدول الكبرى عن ضرورة عودة مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل .. هو كلمة السر التي تكشف عن حجم الإنتصار السياسي والعسكري الذي حققته إسرائيل على إيران ، فمن كان يعطل مفاوضات الحل النهائي هي حماس ، واليوم بعد الضربات الإسرائيلية الساحقة لم يعد لحماس والجهاد أي وجود عسكري أو سياسي في غزة وأصبح الطريق ممهدا لتوقيع الإتفاق النهائي ، خصوصا في ظل العزلة للفلسطينيين واليأس الذي يعتريهم ، صاروا أكثروا واقعية للقبول بالممكن ، على العكس من ياسر عرفات الذي كان يهمه الحفاظ على صورة ( المناضل ) الوهمي الذي يناضل بالخطب العنترية ، وتهرب من الإلتفات الى مصلحة شعبه !
الدول الكبرى ليست ساذجة عندما تتكلم عن إحياء عملية السلام مالم تكن تشعر بوجود ظرف ملائم ، وإسرائيل سوف لن توقف إطلاق النار مالم تحصل على الثمن المتمثل في شطب وجود حماس والجهاد من على الخارطة وتصفيتهما ، وفسح المجال للسلطة الفلسطينية للإشراف على غزة وبسط سلطتها عليها ، وعندها ستتحرر القضية الفلسطينية من الأذرع الإيرانية ويستلم زمام الأمور التيار الواقعي الفلسطيني الذي سبق له الإعتراف بدولة إسرائيل .
لقد تعاملت إسرائيل عسكريا وسياسيا بمهارة مع الأزمة ، فالعقل الإسرائيلي يمتلك خزين متراكم من الخبرات في معالجة الأزمات، ونجحت في وقف إندفاعات الرئيس بايدن وسذاجته السياسية ووضعته امام خيار : إما مؤيدا للمحور الإيراني والإرهاب ، واما مؤيدا لإسرائيل في حربها ضد الإرهاب ، وعلى الأرجح كان حديث إسرائيل المكرر عن دعم بايدن لها في دفاعها عن النفس مقصودا لكشف مواقفه الى الرأي العام الأميركي والدولي ووضعه في زاوية لا يستطيع التراخي والتراجع ، ومؤكد تحركت الآلة السياسية والإعلامية في أوروبا وأميركا في تثبيت حقيقة ما يجري من انها حرب على الإرهاب الإيراني .
نجحت إسرائيل في إستثمار اللحظة .. والنجاح يليق بالأذكياء والمجتهدين وكوكبة الساسة والعسكريين الإسرائيليين المخلصين لوطنهم .