23 ديسمبر، 2024 5:51 ص

نصرة إيران ردا للجميل

نصرة إيران ردا للجميل

أن من أهم الصفات التي تميز الإنسان الطيب والخلوق هي صفة المودة وحب الآخرين والسعي الحثيث لنصرة المظلومين والدفاع عنهم بشتى الطرق والأساليب الشرعية والإنسانية كذلك من أهم الصفات الشيطانية التي تتجسد عند بعض الناس هي روح العداوة والبغضاء والتشفي والحقد الدفين وعدم الشعور بالمسؤولية المجتمعية فلم تكن يوما من الأيام صفة التشفي محبوبة أوحتى مقبولة لا شرعا ولا خلقا ولا عرفا بل على العكس هي ميزة اللئام ودرب الظلام والتشفي بالآخرين والوقوف دائما على التل ومحاولة ترقب الإحداث عن بعد ومساواة الصالح بالطالح وملابسة الحق بالباطل ما هي ألا وسيلة الإنسان الفاقد لأبسط المقومات الإنسانية والأخلاقية فحاله حال المنافق الذي ينتظر أن تدار الأمور دائما لصالحه ويكون هو الطرف المستفيد من كل الإحداث سواء كانت بعيده او قريبة وكما وصفه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ( المحايد لم ينصر الباطل ولكنه أكيدا خذل الحق ) .
أن ما تمر به الجمهورية الإسلامية الإيرانية من محن وظروف خارجية وحصار اقتصادي لاسيما بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي يوم امس وتشديد العقوبات عليها وعلى كافة الصعد من قوى الاستكبار العالمي وفي طليعتها أمريكا وحليفتها إسرائيل تتوجب على الجميع ان يقفوا موقف أنساني على اقل تقدير معها خصوصا من أبناء الشعب العراقي وبكل شرائحه وتوجهاته وذلك لعدة أسباب منها ان حكومة وشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقفوا موقف عظيم وتاريخي يشهد له القاصي والداني مع العراق وفي أوقات المحنة بدءا من أيام تسفير العوائل العراقية على يد أزلام الأمن والمخابرات العراقية أبان ثمانينيات القرن الماضي حيث أوت الكثير والعديد واحتضنت العوائل العراقية ومرورا بوقوفها مع المجاهدين في الانتفاضة الشعبانية المباركة وانتهاء بمساعدتها في حربنا مع قوى الكفر والإرهاب داعش حيث فتتح أبوابها أمام العراق حكومة وشعب وغيرها من المواقف التي لا تعد ولا تحصى ومن هذا المنطلق وجب علينا عدم الاكتفاء بالوقوف كطرف محايد ونبقى كأصحاب التل ونقول كما قال الخوارج ( الوقوف على تل اسلم والأكل مع معاوية أدسم ) فهذا الموقف غير منطقي ومعيب ومخجل وغير أنساني وهو وصمة عار سيسجلها التاريخ فلم يعرف العرب الاصلاء لغة التملص من الاحداث المهمة والمصيرية كما لم يعرفوا لتودد للباطل أنما سجل تاريخنا الكثير من المواقف النبيلة التي ترتقي الى مقام رد الجميل بأكبر واحسن منه فالمواطن الإيراني إنسان له وضعه وكرامته وإنسانيته حاله حال اي مخلوق أخر في الوجودويجب نصرته حين يستصرخنا انما حورب الشعب الإيراني لكونه وقف مع الحق وساعد المستضعفين هو وحكومته العادلة المؤمنة بالله وبقدرته على كبح الباطل وأهله والتغلب على صعاب الظروف الاقتصادية التي تمر با البلاد والتي جاءت بدعم من إذناب وعملاء الاستكبار العالمي حكام الخليج وخاصة السعودية الوهابية .
أن الوقت الراهن وما يحمله من مستجدات طغت على السطح يحتم علينا أن نبادر ولو بإيصال الصوت وهو اضعف الايمان ودعم إيران حكومة وشعب لأننا نعلم علم اليقين من هو الظالم ومن هو المظلوم وبطبيعة الحال لا يستوي المعسكران .
نتمنى متفائلين أن تكون هنالك وقفة حقيقية تجاه ما تمر به إيران الإسلام لنسجل بذلك موقف أنساني ومشرف يخلده التاريخ ولنكون متنفس صغير على اقل تقدير لمساعدة الجارة إيران عرفانا منا بجميلها وليعلم الجميع انه ولا سامح الله أذا ما تدهورت الأوضاع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية فسيقع المحضور وعندئذ لا تنفع لومه اللائم ولا عذر يومئذ لكل عاقل مدرك خطورة الوضع ومستوعب المستقبل .
نحن على يقين ثابت وراسخ أن حكومة إيران وشعبها الأبي سوف يصمد هذه المرة أمام كل المؤامرات والمحن والظروف كما صمد من قبل ولكن مع هذا نود أن نشد على أياديهم لأنهم رمح الإسلام الضارب وسيعلم فاقد العقل والصواب والإدراك ( ترامب ) ومن لف لفه أن يد الله مع الحق ( ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ) .