23 ديسمبر، 2024 3:41 ص

نصرة النبي المختار.. في تصحيح المسار

نصرة النبي المختار.. في تصحيح المسار

(لا احد كان يتصور أن تتحول شبه الجزيرة العربية بعزلتها وبَدواتها إلى منطلق لديانة سيطرت على ثلثي العالم القديم…)، هكذا يقول “ول ديوراينت” صاحب موسوعة قصة الحضارة….،نعم انه نبي الرحمة الذي تسامى عن الأعراف والموروث الفكري السائد والمسيطر على صحراء مقفرة ومجتمع منغمس بالتخلف والجهل والشرك وعبادة أصنام صنعها بيده…
الانعطافة الكبرى التي قادها محمد والتي أعادت رسم خارطة وحاضر ومستقبل امة، برسالته السمحاء التي أثْرَت البشرية بعطائها الفكري والإنساني، لم تكن لتكون إلا على يد محمد صاحب الروح السامية والخلق العظيم الذي شهد به الرب العظيم وكفى به شهيدا، كان يتيما لا يمتلك السلطة ولا الأموال ولا الإعلام ولا السلاح ولا المليشيات، كل ما في جعبته روحه السامية وخلقه العظيم وفكره النير وظفها لخدمة القيم العليا والرسالة السمحاء، والى فيها الأبعدين، وعادى من اجلها الأقربين، جاء برسالة لا تختزل عدالتها وسماحتها ورحمتها بقوم دون آخرين، لأنها رحمة للعالمين للناس أجمعين، محمد لم يُلغِ برسالته الآخرين، ولم يغتصب حقوقهم، ولم يمنعهم من حرية الفكر والمعتقد، محمد لم يولد ولم يبعث لكي يتسلط على الناس أو يقرب هذا، ويهمش أو يفكر أو يقمع ذاك،
محمد لم يجلس في القصور المشيدة ولم ينكفئ عن الناس، بل كان من البساطة والتواضع جعل من البعض أن يجهلوا أن هذا هو نبي السلام، كان يربط الشاة ويمشي بالأسواق ويأكل الطعام ويخالط الناس ويسبقهم بالسلام صغارً أو كبارً….
الأمة اليوم بحاجة إلى تصحيح المسار والعودة إلى منظومة القيم والأخلاق التي بُعث من أجلها صاحب الخلق العظيم المبعوث رحمة للعالمين التي تدعو إلى العدل والسلام والتعايش والتعاون والتسامح والمحبة والإخوة، وتنبذ كل ما يقود إلى التنافر والتخاذل والتنابذ والتناحر والظلم والفساد والإستبداد والتقاتل….، كما يقول احد العلماء الرساليين المعاصرين:
(علينا سنة وشيعة أن نصحح المسار والخطاب والفعل والموقف، فنعمل صالحآ وخيرآ للإسلام والإنسانية جمعاء دون الانقياد أو التأثر بدوافع ومنافع شخصية أو فئوية أو جهتيه أو طائفية أو قومية أو غيرها من أمور وتوجهات تفسد وتضل وتوغل في الظلم والجور والعدوان).