18 ديسمبر، 2024 10:10 م

نصرة المظلوم ومجاملة الظالم

نصرة المظلوم ومجاملة الظالم

انتشرت في مجتمعنا اليوم ومع الاسف الشديد بعض الظواهر السلبية والتي لم يكن لها اساس او وجود في العهود السابقة فنلاحظ ان الممنوع والمحرم اصبح مباح وبصوره علنيه ونلاحظ ان الثناء والمدح اصبح من الرجولة وليس معيبا كما كان في السابق…
سلبيات كثيره خلفتها لنا الحروب التي كانت بدايتها اضعاف الاقتصاد بسبب النزيف المالي ومارافقه من فساد اداري هنا وهناك واليوم بدأت اثارها ومخلفاتها بالفساد الاجتماعي وما نلاحظه من اخلاقيات المجتمع في الشارع وفساد الاخلاق وسقوط بعض اخلاقي لبعض العوائل وبصورة علنية وكذلك تعاطى الرشوة في اغلب دوائر الدولة بدون رادع او خوف من القانون ومع الاسف الشديد وصلت بنا الحد الى باب المجاملة فيما بيننا فنلاحظ في كل قضية سواء كانت خلافات ومشاكل مجتمعية او اختلاف بين العوائل يتطلب منا الامر حلحلتها وبصورة سلمية وحسب ما وجدناه في المجتمع من اسلافنا والمفاهيم والقيم الإنسانية التي تربينا عليها وهو المطالبة بنصرة المظلوم واخذ حقه بصورة علنية من الظالم وهذا ما اصبح غير موجود وللأسف احيانا لأننا اليوم بعيدون من ذلك وخاصة عندما نجامل الظالم بل احيانا نتوسل به حتى يرد حق اخيه الذي ظلمه..
اين نحن اليوم من باب العدالة التي فرضها الله علينا وفرضتها كل الاديان السماوية وهل اصبحنا مجرد دمى للأكل والشرب متجردين من الاحاسيس لا نفكر سوى في الجانب المادي هذا الجانب الذي اصبح مرض نفسي يرافق اغلب ابناء المجتمع في وقتنا الحاضر..
ان المجاملة على حساب الضعيف هي عيب على كل من يدعي الرجولة سواء كان مسؤولاً في الحكومة او شيخا في العشيرة اوكل شخص يريد الاصلاح بين الناس فيجب عليه ان يكون صاحب قرار حازم وقوي ولا يعرف المجاملة نهائيا فضعيف اليوم ربما كان هو القوي قبل سنوات وقوي اليوم ربما كان ضعيفا جدا وقوته جاءت من الجانب المادي او الجانب الوظيفي او الجاه العشائري الذي حصل عليه..
لماذا نجامل الاقوياء ونحن كلنا بنو البشرية خلقنا الله سواسية ومنحنا حقوقا وقيماً متساوية مثل ما منحنا صفات جسديةً واحدة.. وهل سوف نستطيع نعيش في مجتمع يكون فيه القوي بلا حدود ويعيش فيه الضعيف مظلوماً لا يجد من ينصره..
أهكذا هي قيمنا التي تعلمناها من اسلافنا ام اننا اصبحنا عبيداً للمجاملة والمدح والثناء والتمجيد لأشخاص لا يستحقون منا ذلك فهم مجرد اصحاب مجد فارغ صنعته لهم الظروف سواء كانت محظ صدفة او من باب الوجاهة
وعدم الاستحقاق..
اننا يجب ان نضع في اولى صفاتنا الرجولية قول الحقيقة مهما كان ثمنها لأننا نستطيع من خلالها بناء مجتمع صحيح خالي من الشوائب وبعيد جداً عن مفهوم اللا أخلاقية في المجتمع ويجب ان نبعد مصالحنا الخاصة بكل مسمياتها عند نصرة اي مظلوم استنجد بنا سواء كان من باب اخوي او من باب قناعته باننا نستطيع ان نرد له حقه وان لا نجامل الطرف الاخر مهما كانت سلطته وماله وظروفه فالمال والمنصب زائلان والمجاملة التي تتجاوز حدودها تعتبر اثم وتعدي على حقوق الآخرين..
فاعتبروا يا اولي الالباب…