19 ديسمبر، 2024 12:26 ص

نصرالله لايعبر عن شعوب المنطقة

نصرالله لايعبر عن شعوب المنطقة

قرار خوض الحرب أو إشعالها، من أخطر القرارات وأکثرها حساسية وهي وکما يقول المثل، آخر الدواء، وإن التأريخين القديم والمعاصر يروي الکثير عن قرارات الحرب المتسرعة التي أتخذها قادة دول وممالك ثم ندموا عليها بعد أن کلفتهم الکثير ولعل نابليون بونابرت وأدولف هتلر خير مثالين على ذلك، ولاريب إن منطقة الشرق الاوسط التي إکتوت بالعديد من الحروب والمواجهات الدامية والکارثية وآخرها مانشهده من فصول وتداعيات لها في بعض بلدان والتي لها بصورة أو أخرى بالتدخلات الايرانية فيها، ومن دون شك فإن المنطقة في أمس الحاجة لإطفاء نيران الحروب والمواجهات التي تعصف بها وتذيق شعوبها الامرين وليس إشعال المزيد منها وتوريط بلدان وشعوب المنطقة بها کما يريد حسن نصرالله الامين العام لحزب الله اللبناني!
في ضوء الازمة المحتدمة بين الولايات المتحدة الامريکية والنظام الديني القائم في إيران والتي لها أبعاد وجذور ترتبط بالمصالح الخاصة بهذا النظام، فإن الاخير يحاول جاهدا ولکي يخفف عنه من وطأة الازمة أن يوسع من دائرتها وإن تصريحاته الاخيرة التي قال فيها: “نحن نرفض أي مشروع حرب على الجمهورية الإسلامية في إيران لأن هذه الحرب ستشعل المنطقة وتدمر دولا وشعوبا”، وبطبيعة الحال فإن من حق نصرالله وهو يعلن جهارا عن تبعيته للنظام الايراني رفض أي حرب ضدها لأن مصيره مرتبط بمصير هذا النظام لکن ليس من حقه أبدا أن يتکلم عن شعوب وعن بلدان أخرى بل وحتى عن الشعب اللبناني نفسه، وإن شعوب وبلدان المنطقة التي إشتعلت بالکثير من نيران الحروب والمواجهات ليست على إستعداد أن تدخل في حروب الوکالة وتدافع عن أجندة النظام الايراني.
الشعب اللبناني الذي لايزال يتذکر بألم آثار وتداعيات حرب تموز 2006، التي خاضها حزب الله نيابة عن النظام الايراني ودفع الشعب اللبناني ثمنها مثلما إن الشعب الايراني يتذکر أيضا کيف إن النظام الايراني قام بإرسال أکثر من عشرة مليارات دولار من أجل حزب الله الذي تهدمت بنيته ومراکزه، وإنه لاأحد بل وحتى الشعب الايراني نفسه على إستعداد لکي يدفع ثمن مغامرات ومجازفات النظام الايراني کما قد أعلن عن ذلك مرارا خلال الانتفاضة الاخيرة وبکل صراحة، بل وإن هذا النظام يواجه رفضا شعبيا عارما وإن الشعب الايراني يطالب بالتغيير ولم يعد يثق بالنظام کما أعلن ذلك الرئيس الايراني نفسه إذ أن الشعب الايراني قد أعلن بأن لعبة المتشدد والمعتدل قد إنتهت وإن النظام کلف مرفوض، وإن الحاجة الى التغيير في إيران لم تعد مسألة مرتبطة بالشعب الايراني والمجلس الوطني للمقاومة الايرانية بل صارت أيضا مسألة تعني بلدان وشعوب المنطقة التي يريد هذا النظام من خلال وکلائه إشعالها دفاعا عنه!