من أخطر الموروثات الاجتماعية التي يمارسها الكثير من العراقيين هي انهم عندما يلاحظون سلوكا غير سويا ولامنطقيا يظهر على أحد أبنائهم (أو بناتهم). ثم يدركون لاحقا بأنه يعاني من مرض نفسي عضال يتطلب علاجا طويل الأمد ولايرجى شفاؤه كانفصام الشخصية (شيزوفرينيا) ومن أعراضه الوهم بالأوجاع أو سماع ورؤية أشياء غير حقيقية, الهلوسة, التفكير المشوش, سلوك غير طبيعي كأن يتشاجر المريض مع أناس هو يتوهم بأنهم يسخرون منه أو يتكلمون بالسوء ضده..الخ. أومرض الاكتئاب الشديد ومن أعراضه الحزن الشديد, البكاء بدون سبب حقيقي, اليأس, نوبات غضب وصراخ حتى على الأمور الصغيرة, فقدان الاهتمام وعدم الفرح والاستمتاع بالأشياء الجميلة, اضطرابات النوم كالأرق أو النوم كثيرا, التعب ونقص الطاقة, قلق, هيجان, التفكير بالموت كثيرا..الخ. وهنا يستدرك الأهل ويقولون (خللي نزوجه بلكي يعقل!). ثم يزوجونه زواجا تقليديا لايسمح فيه الأهل للطرفين بالالتقاء والتعارف الا بعد اتمام العقد في المحكمة الشرعية لكي لاتنكشف الخديعة الا بعد فوات الأوان. وهنا ستتداخل دوامات الحقوق القانونية والشرعية والاجتماعية العشائرية النافذة لردع الشريك المسكين وهضم حقوقه الانسانية المسلوبة. ولكن في حقيقة الأمر أنه بعد الزواج فان الفتى المعاق (أو الفتاة) لن يعقل ولن يشفى, بل ستستقر حالته المرضية الى حين أو تتفاقم مع الزمن, وسيبدأ التوتر والشك والعنف في العائلة الجديدة, وستتنامى المشاكل المصطنعة اللامتناهية كالزعل وترك البيت أوالضرب المبرح الذي ربما سيودي بأحد الشريكين الى الموت قتلا أو انتحارا. وهنا ستكون الشريكة المسكينة (أو الشريك) هي الضحية أو التي سيقع عليها اللوم والادانة من قبل الأهل والمجتمع والقانون أيضا. أما الضحية الأكبر فهم الأطفال المساكين الذين لاذنب لهم سوى أنهم نتاج خداع ونصب واحتيال مجتمعي عن جهل أو عمد.