النشيد الوطني قد يراه البعض ما هو إلا لحن غناه مجموعة من المطربين أو نص لا يتجاوز حدود المفردات!! غير إن النشيد الوطني في حقيقته هو انتماء وإحساس وشعور عميق بالوطنية التي يحاول بعض الساسة استبدالها من حين إلى أخر.. متناسين إن حفظ النشيد عن ظهر قلب من عامة الناس يراد له وقت وضرورة تفعيل عامل الإحساس أو الشعور بالوطنية إن لم يقتله هؤلاء الساسة المتسلطين يجحف قراراتهم وزيفها…
لو تصفحت التاريخ العراقي الحديث لوجدت ما يذهل الفكر منك لكثرة القرارات الحكومية في قضية استبدال العلم العراقي والنشيد الوطني..
وكأن العراق بلد خالي من الأزمات وان سياسيوه قد اتفقوا على كل شيء فلم يبقى لديهم ما يختلفون عليه سوى النشيد الوطني.. قد يتبادر لأذهان البعض أن هؤلاء المدعين الوطنية والمتسلطين على رقاب الناس, أنهم وطنيون حد النشيد غير إن الأمر مختلف جدا ,, فهناك قضايا وأمور بحاجة كبيرة للدراسة والتصويت والجدولة أهم بكثير من قضية النشيد الوطني الذي إن رن على مسامع الناس فلن يزيد في وطنيتهم مثقال ذرة ولا ينقصها.. ولكن ما فائدة هذا النشيد إن كان بصوت القصير الساهر أم كان بصوت حمدية صالح.. ما يهم المواطن المكرود هو تعاملات الحكومة معه وكيفية توفير العيش الملائم لكرامته.. فمثلا ابن الشهيد الذي لا يملك قوت يومه ولا يمتلك شبرا من هذه الأرض التي ارتوت بدماء أبيه الزكية. كيف لك أم تقنعه بأن يستمع إلى نشيد اختلف عليه الحكام بعدد توليهم السلطة..( فكل حزب بنشيدهم فرحون)..
إنا لست بالضد من إيجاد نشيدا وطنيا يكون بمستوى الوطنية التي تسيل دما في عروق كل العراقيين الذي تصدوا بأرواحهم للدفاع عن البلد حين جاءته لحظة الاحتضار.. إلا إن ما يقلقني هو التقاطعات التي يمر بها السياسيون بسبب هذا النشيد والتي قد تتحول بفعل الزمن إلى أزمة ثم إلى اعتصام وتظاهرات وسط التحرير…!ما يقلقني كمواطن هو عدم اتفاق السياسيين على من يؤدي هذا النشيد وكيف سيكون نقاء صوته وقوة حنجرته.. فلو تسألني عنه لقلت لك لا يهمني من يؤدي النشيد سوى كان كاظم الساهر في أجمل الحان آم كانت حمدية صالح وهي تقف على احد مسارح الرقص الغجري.. لا يهمني النشيد بقدر ما تهمتي الوطنية..