“لكن ما الذي يمكنني أنْ أفعلهُ لو ظلّ ذلك الخوف ينبِض في جسدي بدلا مِن القلب.” فرانز كافكا
١
العيد
الذي تستهويه المرايا
أزفّ
والمرأة
المولعة بالتنانير القصيرة
ومساحيق التجميل الفاقعة
والتي ترتشف قهوتها الصباحية
بشرفة تورق بالياسمين
والتي أدمنت العصافير
سرقة فتات خبزها
برغم تقادم الأزمنة
تُطربها
أنغام Frank Sinatra
هي ما زالت تطارد
نور فراشة
قد تقترب من النار وقد تحترق
هذه المرأة لطالما طاردتها الشائعات
ولطالما كتمت نشيجاً
مكتوماً على الوسادة
لغائب بليلة صاخبه
قد رحل
2
التصاق
تلك المدينة
ببيوتها الضيقة وأشجار الكرز
لطالما عافت نساءها
دفء المضاجع
ليعاودن المعركة
كل صباح
مع قسوة الأزمنة
ما عرفت أظافرهن الطلاء
ولا نعومة
الأنثى المدللة
سيبقين ملتصقات بالمدينة
كالتصاق طفل
بثدي أم
سيبقين يعاهدن السماء
للإيفاء بنذروهن المُّقدسة
وسيبقين يغرزن أبرهن
بندوب ثيابهن
وعيونهن ترمق العائدين لأوطانهم
بعد الحرب من النافذة
3
نيسان
وشت بها القصائد
للبوح بشتاء سيؤوب
حتى نيسان
لم يمح آثار إعصار
ثار في لحظة سهو
ومضى
4
مقهى
في المقهى القديم
بانتظار عودة الغيوم
كان الوداع الأخير
للشغوفين باحتساء القهوة على مهل
وسوناتات موزارت
أهداها كتاب كافكا الأخير
أهدته خصلة من شعرها الطويل
تصافحا بحزن
تاركين قصاصات حب
تناثرت فوق حجارة الرصيف
5
لو كان بالإمكان أن نخبّأ من نحبهم بقوارير عطر وحين الاشتياق الحامي نفتح اغطية مُحكمة لنشم روائحهم فتحيا