يشهد العراق في هذا القرن الكثير من التحولات التي لا تصب في صالحه ومن اهمها هجرة المثقفين و العلماء العراقيين الى الخارج انه نزيف من نوع آخر ان يمتلك بلد كم هائل و ثروة وطنية من الكم المعرفي و عقول تمتلك خبرات تتمنى الدول الاخرى الحصول عليها لهو مفخرة يفتخر بها ذلك البلد على كل العالمةلكن هناك من يرفس هذه النعمة برجله وبدلا من الاهتمام بهذه الشريحة التي هي الواجهة الحضارية لهةفهو لا يقوم بأي اهتمام يذكر لهم و يدعهم مشردين مغتربين في الدول الاخرى التي تشكر ذلك البلد الذي اهداهم هذه الهدية اتذكر احد اساتذتي في الجامعة الذي كان علما من اعلام العراق وله مؤلفات عدة في مجال التنمية الاقتصادية والذي كان مقيما في احد الدول الاوربية كان يقول :
( هنا في العراق لا استطيع ان اكتب صفحة واحدة في اليوم واذا تسألني ما السبب ؟؟
اقول لك بأن الاوضاع هي السبب ..فأنني حائر في المعيشة من كهرباء الى ماء الى غاز …الخ مما لا يدعني ان التفت الى فكري اما هناك في الخارج فكل شيء موفر لك ولا تفكر في شيء من امور المعيشة )
الذي اريد ان اقوله …
الى متى يبقى العراق ينزف هذه الطاقات ؟؟
الى متى يبقى العراق غير ملتفت الى عقوله و مفكريه
الى متى يبقى العراق اعمى
هل افتقدنا ثقافة النجاح و تربية النفس على التفوق
لقد صار هم الناس اليوم هو كيفية الوصول الى السلطة
( اي سلطة كانت وليس بالضرورة سلطة كبيرة او حساسة )
ينفقون نصف نهارهم في تدبير شؤون بطونهم و النصف الاخر في النوم
او الثرثرة …
اليوم ثمة من يلقي القبض على شجرة برتقال بتهمة العطاء
يريدون قتل العلم و انى لهم ذلك
لكننا نساعدهم في مسعاهم من حيث لا نشعر
نحن لا نعي ما يدور حولنا ولا زلنا نواصل الشخير حتى المؤامرة المقبلة
ما عاد السؤال من جاء بالذئب ؟
بل كيف مكناه منا الى هذا الحد ..
الجواب في حكمة قديمة تقول :
( يأكلك الذئب ان كنت مستقيظا و سلاحك ليس في يدك
و يأكلك الذئب ان كنت نائما و نارك مطفأة )
رعى الله نور التلفزيون..فقد اطفأنا كل ما عداه