18 ديسمبر، 2024 9:47 م

ابكي…
الشراشف البيضاء
الملتصقة فوق أسرة النوم…تبكي
الصور القديمة..في البوم الزمن البعيد..
تبكي…
الاشجار الواقفة في منتصف الحديقة الخضراء
تبكي..
الساعات المزروعة في وسط الجدران الرمادية..
تبكي..
العصافير..المرتعشة من البرد ..في اعشاش النخيل
تبكي…
المساجد الفارغة من المصلين……….بعد ليلة الدم
تبكي…
الكنائس الخائفة من قنابل الموت
تبكي…
الكتب النائمة فوق اسفلت الرصيف
تبكي…
الزوارق القابعة في الموج بلا حراك
تبكي…
القصائد العربية المتربة في رفوف المكتبات الخشبية
تبكي..
القمصان السود المعلقة على حبال الغسيل
تبكي…
والمناشف البيضاء التي يستخدمها حجاج البيت
في طريق المساكين جالسة ..حزينة..
تبكي…
الورود الحمراء الناعسة في ابواب الخليفة..
تبكي..
والورود البيضاء المستلقية في ازقة الفقراء..
تبكي..
السماء التي تشبه زرقة البحر..
تبكي..
والارض التي تشبه المقبرة القديمة
تبكي…
الازقة المغسولة بالدمع..والدم..
تبكي..
والشوارع المهاجرة في سفر التاريخ
تبكي..
عناقيد العنب ..المتدلية كثريات السماء..
تبكي..
وفناجين القهوة ..الباردة في مضايف البادية
تبكي..
اللغة الحمقاء..تبكي
واللغة الفوضوية..تبكي
واللغة البربرية..تبكي
الكلمات السومرية المحفورة في جدران اور
تبكي…
والحروف البابلية..المنقوشة في مسلة حمو رابي
تبكي…
الحروب لتي استمرت مئات السنين
بين داحس والغبراء
تبكي..
والمعلقات السبع التي كانت تضحك في صومعة قريش
تبكي..
غابات القطب الجنوبي..المزدحمة بالذئاب الرمادية
تبكي..
وغابات القطب الشمالي…المتخمة بالارانب الثلجية
تبكي..
الليالي التي تسهر في عيون العاشقين
تبكي..
والزهور المعلقة في جدائل الصبايا المخمورات بكؤوس الشوق
تبكي..
مصابيح الطريق الغافية تحت ضياء القمر
تبكي..
والكلاب لتي تنبح في وجه النجوم
تبكي..
صخور الشاطيء المليئة بالطحالب الخضراء
تبكي..
وامواج الريح المارة بازقة الشعراء
تبكي..
الجرائد الساكنة في اكشاك البيع..من فرط وحدتها
تبكي..
والمرايا المعلقة في جدران البيوت الهرمة
تبكي..
حتى المرايا المعلقة في جدران القصور الملكية
تبكي…
اسواق النخاسين..المكتضة بالطيب والخمر والنساء
تبكي…
الوجوه البيضاء القادمة من شمال الارض تبحث عن الذهب
في قرى موطني …تبكي
والوجوه السمراء المهاجرة كطيور البجع بعيدا عن موطني
تبكي..
اشجار النخيل التي تكاد ان تموت واقفة
تبكي..
واشجار الصفصاف القابعة في البادية
تبكي..
الاسماك الغارقة في شاطيء دجلة الحزين
تبكي..
والاسماك المزهورة قرب شواطيء الفرات العطشى
تبكي..
محطات السفر التي ترتجف من البرد والمطر
تبكي..
ومقابر المدينة المحاطة بجثث الصغار المحترقة
تبكي..
الازمنة البعيدة..تبكي
والامكنة القريبة..تبكي
انا ابكي ..
الشراشف البيضاء
الملتصقة فوق اسرة النوم
تبكي..
انت..يامن تقرأ كلماتي..
ادعوك..الى الطاولة المستديرة..
لتبكي…
ابكي,,,
كيف ضاع موطني,,,
في متاهات “الطريق”,,,,؟؟